أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن تحويلات مرورية لتركيب جسر مشاة على طريق المطار قرض بـ 19 مليون دولار لبناء محطة معالجة صرف صحي في غرب إربد غرف الصناعة تطالب باشتراط اسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات 5 إنزالات أردنية على غزة بمشاركة مصر والإمارات وألمانيا - صور ارتفاع الإيرادات المحلية 310 ملايين دينار العام الماضي والنفقات 537 مليونا مجلس الأعيان يقر العفو العام كما ورد من النواب المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 وفاة سبعينية دهسا في إربد "الكهرباء الوطنية": الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل السلطات الاسرائيلية تعلن إغلاق جسر الملك حسين بعد إطلاق نار في أريحا 7.726 مليون اشتراك خلوي حتى نهاية ربع 2023 الرابع
بحث
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


الثقة الشعبية المفقودة

بقلم : لميس اندوني
29-01-2013 12:12 AM
تهليل الجهات الرسمية بنجاح الانتخابات، خاصة أنها لاقت 'قبولاً دولياً'، يتجاهل المؤشرات الأهم عن العملية الانتخابية نفسها، ونسبة المشاركة الفعلية ودلالة النتائج بالنسبة لواقع الأردن ومستقبله.
في الوقت نفسه فإن المعارضة - خاصة لا حصراً - التي قاطعت الانتخابات، يجب عليها دراسة النتائج جيداً، وأن تبدأ التخطيط للمرحلة الأصعب، معترفة بفشلها في قيادة الشارع بصراحة وصدق مع النفس والشعب.
فالانتخابات جاءت دليلاً على حالة فقدان الثقة في العملية السياسية الرسمية، والعمل السياسي المعارض المنظم في آن واحد، أما نتائجها فعكست حالة من التفكك المجتمعي هي إنذار ونذير لما قد يأتي.
إذ أن نسبة التصويت، إن كانت الأرقام دقيقة، تعني أن ثلثي من يحق لهم الاقتراع اختاروا عدم ممارسة حقهم، في استنكاف يؤشر على غياب الثقة في إمكانية التغيير إلى الأفضل عن طريق الانتخابات، أو حتى من خلال أية وسيلة أخرى.
إضافة إلى عامل الخوف 'من التغيير' والإحساس بالإحباط الذي عُبر عنه، بالمشاركة أو عدم المشاركة، فبعض الذين شاركوا صوتوا ' لخيار استقرار الأردن' ، وبعض من لم يصوتوا أيضا أدركوا أن لا جدوى من العملية السياسية، بينما يرى آخرون أن الانتخابات جاءت في سياق الأجواء السياسية السائدة.
لا شك أن خيبة الأمل 'بالثورات العربية' بشكل عام، وحمام الدم السوري بشكل خاص، والتدخل العربي والغربي للسيطرة على مستقبلها، أثر على قرار الكثيرين، حتى أن بعض الناخبين، اختار المشاركة، من دون أمل كبير بالتغيير الحقيقي، لكن درءا لمستقبل قريب شبيه بالجارة القريبة شمال الحدود، أو حتى مثل الوضع المتفجر حالياً في مصر.
'الخوف من البديل' هو عامل على الجهات الرسمية والمعارضة فهمه ودراسته، فهو ليس فقط خوفاً متخيلاً، بل إن معظم الأردنيين، مهما اختلفت توجهاتهم السياسية، يعيشون كوابيس الموت للحالة التي انتهت اليها سورية، وينامون على وقع الاضطرابات في مصر، وجزء من هذه المخاوف إنما سببه سيطرة الإسلاميين وامتداد نفوذهم، وسواء هذه المخاوف كان مبالغ بها أو دقيقة، إلا أنها حاضرة خاصة بعد التدهور المقلق الذي يعصف بأم الدنيا.
لكن من الخطأ أن يعتمد النظام على هذه المخاوف، متسلحاً بنسبة المشاركة بين المسجلين والتي تعدت الـ 57%، لو افترضنا دقة الأرقام، لأن الخوف وحده، لا يصنع مستقبلا و لا يحل أزمة سياسية أو اقتصادية.
قليل من الخوف، عند النظام والشعب، ضروري، للتنبه إلى حساسية المرحلة، لكن حذار من استخدام حالة الخوف لمواصلة سياسات محددة، خاصة في الجانب الخاص بإجراءات اقتصادية مؤلمة، لأن اليأس من الجوع وقلة الحيلة لا يعرفان الحذر ولا الاعتدال ولا التفكير بالنتائج، فكلها تصبح من أشكال الترف الذهني لا يقدر عليها المطحون ولا يبالي بها المغبون حتى السَّحق.
أما المعارضة بما فيها القوى الجديدة في الحراك الشعبي، فيجب أن تفكر طويلاً بأسباب سيطرة الخوف و الإحباط، لأنها أيضاً تتحمل جزءا مهماً، من الوضع الذي وصلنا إليه، إذ انه يعني أنها لم تنجح بكسب ثقة الأردنيين، أو على الأقل قطاع واسع منهم، بقدرتها على تمثيلها وقيادة برنامج للتغيير.
لا ننكر أن السياسات الرسمية، من الترهيب من العمل الحزبي، وثلاثة عقود من الأحكام العرفية، وإرثها الباقي، والاعتقالات، وحملات التشويه المتعمدة للمعارضة، أقامت الحواجز بين الحراك الشعبي وبقية الناس، لكن آن الأوان لفترة مراجعة نقدية مُعَمقة لمواجهة الأخطاء إن كان في الأساليب أو الشعارات أو الخطاب السياسي، التي أبعدت فئات مهمة عن الانضمام إلى الاحتجاجات والخروج إلى الشارع.
فانقسام المعارضة حول المشاركة والمقاطعة، والأهم تدني بعض الجدل العلني بين الطرفين، أضر بالمعارضة، فاختلط الخطاب السياسي، وضاعت فرصة نقاش قيِّم بنّاء، بل سادت لهجة الاستعلاء والاستهزاء، وحتى الإقصاء.
ما زلتُ على تأييدي المعلن للحراك، ولشبابه و شاباته، لكن هناك هوة بين الحراك وقطاعات واسعة ، من الفئات التي انطلق الحراك لأجل الدفاع عن حقوقها، تستوجب إعادة تقويم صريحة وشجاعة، وفاء للأكثر معاناة بيننا والتزاما بمستقل الأردن.
أما الجهات الرسمية، فيجب أن لا يعميها 'انتصارها'، فلا انتصار على شعب، وأن لا تسد آذانها عن المظالم التي أدت إلى الحراك، فحتى الناخب الذي اختار الاستقرار، وأعطى ثقته بها، لا يزال ينتظر حلولاً لأزمة سياسية اجتماعية مرشحة للتفاقم .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-01-2013 01:34 AM

لا أعتقد أن الخوف كان النتيجة التي خرجنا بها من خلال متابعة الأزمة السورية وغيرها, ولا أعتقد أن الشعب الأردني شعب جبان, بل اقول أن الشعب قد وصل الى درجة عالية من الوعي والعلم والثقافة, وما يسري على إخواننا في سوريا لم ولن يسري على الشعب الأردني فالنظام غير النظام, لم يحدث ان النظام في الأردن كان متجبرا او ظالما, ولا أعتقد أنه مهما سائت الظروف في الأردن سيصل الناس الى مرحلة الجوع, بل أكاد أجزم من إيماني بأن الشعب الأردني هو شعب متعلم ومثقف, بأن الذي حدث هو أننا تعلمنا من تلك التجارب أن التعبير عن الرأي بالقتل والعنف والتخريب للمتلكات العامة والخاصة, سيقابله رد عنيف من الجهات المسؤولة عن الأمن وعن سلامة الناس وممتلكاتهم, وأيضا سيرافقه إندساس لمن لهم أجندات ومصالح شخصية أو خارجية, وبدلا من أن نكتفي بمتابعة تلك القنوات الفضائية التي تحاول ان تلعب دور البطولة, وتحاول أن تفرض سيناريوهات معينة, وتختار أبطالها بعناية, وتزرع الفتنة بين صفوف الشعب, لمصلحة تجارية, أو لمصلحة شخص ربما كان صاحب القناة, ليصبح بطلا قوميا على سبيل المثال أو نائبا, لماذا لا نتابع القنوات العالمية, بالرغم من علمي أن ليس كل ما يقولونه صحيحا, ولكن يمكن أن نستنتج من خلال متابعتها أننا لسنا الوحيدين في هذا العالم الذين نعاني من أوضاع إقتصادية وإجتماعية وسياسية سيئة أو غير مقبولة, بل ربما كنا أفضل بكثير من الكثير منها, ما أود قوله هنا أنه يتوجب علينا أن نحل مشاكلنا بالحوار والمظاهرات السلمية والتعبير الحضاري الذي هدفه الإصلاح والبناء والتوجيه وليس الإسائة والتدمير والخراب, وفي النهاية السلطة للشعب والشعب وحده من يقرر مصيره, والسؤال المطروح هنا فيما يخص نسبة التصويت, لماذا لم يتوجه ثلثي الشعب الى صناديق الإقتراع, لماذا لم يشاركو في إختيار الشخص الذي يكون مناسبا, فالتعبير بكل إحترام وكرامة في صندوق الإقتراع لهو أفضل من التعبير في الشارع بالتكسير والتدمير, ولو فرضنا أن هذا المجلس سيلغى وسيعاد إنتخاب مجموعة جديدة, هل هذا دليل على أننا نعيش في بلد ديموقراطي, لا بل هو دليل على أننا شعب متردد ولا نعي ما نفعل, إن مستقبل البلد ليس لعبة في أيدي أناس لا يهمهم إلا مصلحتهم الشخصية, فمن لم يوفق في الإنتخابات يلقي اللوم على القانون وعلى الفساد وغيره, وحتى يثأر لنفسه أو يغطي على فشله الذي هو أصلا طبيعي وليس فيه إساءة له, فهذه طبيعة التنافس, كفى نظرا الى الوراء, ولنحاول أن نخطو خطوات الى الأمام, ولنحاول أن نكون إيجابيين, وندعم مسيرة الإصلاح والبناء, ولن نكون بذلك سحيجة بل سنكون مواطنين صالحين نحب وطننا ونحافظ على أمنه وإستقراره.

مع الشكر والإحترام للكاتبة

2) تعليق بواسطة :
29-01-2013 10:43 AM

بعد كل ما تكشف للمواطن و كي نستطيع استغلال الربيع العربي بطريقة ايجابية لفرض جسم الاصلاح ، لا بد ان نتقمص عقل النظام الحاكم وطريقة تفكيره وتركيزه واولوياته .
ما تم متابعته و الاطلاع علية من تحاليل و دراسات استراتيجية لمعاهد و مفكرين وكتاب سياسين محليين وعرب ودوليين لم ينقل احدا منهم مانسبته 5% من حقيقة ما يحدث داخل المملكة . على سبيل المثال تابعنا بتاريخ 18 كانون الثاني 2013، خاطب ديفيد شينكر، ديفيد ماكوفسكي وروبرت ساتلوف في المنتدى السياسي في معهد واشنطن لمناقشة الانتخابات الأردنية والإسرائيلية. توقعاتهم لنتائج الانتخابات تحديدا في الاردن ، ظهرت بعيدة عن تحليلاتهم
حتى توقعات وتحليلات هذه النخب لسياسة النظام ومنهجه بالتعامل مع الاوضاع الداخلية الاصلاحية او الاوضاع الاقليميه الحساسه ثبت ان معظمها فرضيات لا اساس من الصحة لمعظمها ، لكن الحقيقة لا نستطيع ان نجزم ونتبنى قول سارحة والرب راعيها ، ثبت ان تخطيط نظامنا السياسي يؤدي دوره ببراعة وذكاء بنسبة 100 % ، ولو سخر 5 % منه لانعاش الشعب لسجدنا له سته مرات في اليوم ، لعبة النظام بالسيطرة ، هي بالتلاعب على تركيبته السكانيه !! وتحليل منهجه لرسم التوقعات ان ابتعد عن هذه التركيبة كاساس لتحليله من المؤكد ان نسبة الصواب فيها متدنيه جدا ، لهذا نحن بحاجة لنخبة مفكرة ومثقفة تقف وتنطلق من منتصف النهر تحلل بشفافية وواقعية بعيدة عن التطرف او التحيز هدفها مصلحة الطرفين ، عندها نستطيع رسم ملامح حقيقية لاستغلال الربيع العربي بطريقة ايجابية تصون الحقوق و الهويه والارض و تصب بمصلحة الوطن والمواطن . يبقى السؤال اين هم النخبة ، هل هم مولودين حاليا ام سننتظر ولادتهم ؟؟

3) تعليق بواسطة :
29-01-2013 11:38 PM

دائما هناك منطق في كلامك وكما يقال بعبي الراس، تشخيصك للواقع رائع وكما حملت المسؤولية للنظام في الوضع المأزوم ،حملت جزء من المسؤولية للحراك واتفق مع تشخيصك ،للاسف ان الحراك لا يمتلك الرؤية الواضحة وتشتت الجهود ،حتى يكون الحراك والمعارضة ناحجه وتكسب ثقة المواطن لا بد من توحيد ذاتها لتوحيد اجندتها على اهداف واضحة ومرتبطة بالوضع الداخلي ،للاسف اننا نرى استراتيجية واضحة للنظام وهي المراهنة على الوقت وبعثرة الحراك والخوف المتملك عند الناس من المستقبل المجهول ،للاسف ان النظام يضع الناس بين ان يختاروا بين السئ والاسوء ،التغيير لن يحدث بطريقة منظمه في الاردن والسبب سياسة النظام وهذا الخوف والمرعب في الامر ان يحدث بطريقة غير منظمه ينتج عنها فوضى والسبب من المؤكد سياسات النظام والرهان على شعبيته والصدمات التي يحدثها برفع الاسعار والوضع الاقتصادي والوضع الخارجي المرتبط بالمحيط العربي والاخص سوريا ..اسوء ما في الامرفي الاردن بناء استراتيجيات على وضع الشعب اي حسب المزاج الشعبي ،وليس بناء استراتيجيات اننا دولة لا بد من وضع خطط ودراسات لتفيذها للخلاص من وضعنا المتأزم ...دائما كتاباتك رائعة وتستحق ان تقرأ وتحلل

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012