أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


مفاعل نووي لكل مواطن!

بقلم : د.أيوب أبودية
06-11-2013 12:05 PM
يبدو أن المفاعلين النوويين اللذين تنوي الحكومة إقامتهما في الموقر بالقرب من قصر عمره هما أوّل الغيث، حيث يبدو أنه سوف يعقبهما مفاعلات أخرى بقدرات 180 ميغاواط موزعة على أنحاء المملكة كافة، فهل هذا الطموح يشكل نواة لمشروع ضخم عنوانه 'مفاعل نووي لكل مواطن'؟
طالما ضحك العالم في المحافل الدولية عندما ألمحنا إلى أن الأردن سوف يولد نصف حاجته من الكهرباء بعيد عام 2020 بقليل من الطاقة النووية، بإدخال نحو 2000 ميجاواط أو أكثر في الخدمة، وطالما تندرنا على الموضوع بقولنا إن الدول التي تنتج أكثر من 40% من استهلاكها الوطني من الكهرباء هي السويد وسويسرا وسلوفينيا وهنغاريا وأوكرانيا وسلوفاكيا وبلجيكا وفرنسا، مرتبة ترتيباً تصاعدياً، حيث تتراوح المساهمة النووية في قدرة الشبكة الوطنية من نحو 40% - 80%؛ فإذا قمنا باستثناء دول الاتحاد السوفياتي السابق (أوكرانيا) أو الدول التي كانت تابعة للمعسكر الشرقي (سلوفينيا وسلوفاكيا وهنغاريا) لأسباب معروفة، وإذا استثنينا السويد وسويسرا وبلجيكا التي قررت مجتمعة على الانتهاء تماماً من إنتاج الطاقة النووية بحلول عام 2022، فيبقى فرنسا وحدها فقط في القطار النووي. فإذا دخل الأردن لا سمح الله في المشروع النووي فإن النتيجة تصبح أن فرنسا والأردن هما الدولتان الوحيدتان في العالم اللتان يزيد إنتاجهما من الكهرباء النووية عن نصف الحمل الكهربائي للشبكة الوطنية.
ولكن، إذا أدخلنا مفاعلات إضافية صغيرة وفقاً لما نشرته وكالة بترا، الناطق الرسمي باسم هيئة الطاقة الذرية، في الصحف الأردنية الأربعاء 6/11/2013، فإن الأردن سوف يصبح الدولة الوحيدة في العالم التي تحقق ذلك، وبخاصة إذا التزمت فرنسا بتعهدات رئيس الوزراء الأفخم ساركوزي باتباع سياسة التراجع عن إنتاج النووي من 80% إلى 50% في السنوات القادمة.
التندر بهذا الأمر لم يعد يخفى على أحد، ولكننا نتساءَل أين سلم الأولويات في سياسة الأردن الداخلية؟ فنحن لا نعترض على الإمارات أو السعودية التي تنوي بناء مفاعلات نووية في المستقبل وذلك لشفافية تعاملها مع الموضوع النووي وقدرتها المالية الهائلة ووفرة المياه والعمالة الأجنبية المتخصصة والصناعات التكميلية المرتبطة بالإنتاج العالمي الفائق التقانة وغير ذلك، بل ونتفهم ذلك في ضوء دمج هيئة الطاقة الذرية في السعودية بالطاقة المتجددة، فالهيئة الذرية السعودية مندمجة مع مشاريع الطاقة المتجددة التي تشهد صعوداً في دول الخليج لم يرَ له التأريخ مثيلاً، بينما عندنا ما زال الأمر على حاله حيث لم تتغير نسبة مساهمة الطاقة المتجددة عن 1% منذ زمن بعيد.
ختاماً نتساءَل: أليس من الأولى أن نتحدث عن رغيف خبز نظيف وصحي لكل مواطن، أو تأمين صحي شامل لكل مواطن، أو تأمين اجتماعي وشيخوخة كريمة لكل مواطن، أو مقعد جامعي مجاني لكل مواطن، أو وجبة غداء مجانية لكل مواطن أو على الأقل لكل طالب مدرسة، أو مقعد دراسي مريح لكل طالب في مدرسة صحية معزولة ومدفأة تصلها الكهرباء؟ هل حققنا كل تلك الأولويات قبل أن ننفق المليارات على مفاعل نووي لكل مواطن؟
ألم نتعلم من عدم استدامة شعارات 'حاسوب لكل طالب'؟ والتي كلفتنا خمسمئة مليون دينار؟ أين هي هذه تلك الحواسيب الآن، وكم منها اشتغل أصلاً؟

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
06-11-2013 01:38 PM

فعلا لو كانوا صادقين في نواياهم فأعطوا الأولوية لحاجات الناس الاساسية ولكن واضح ان الأولوية لجي بهم

2) تعليق بواسطة :
06-11-2013 05:58 PM

الدكتور أيوب أبو ديه المحترم .
كتبت فأبدعت . . كتبت فأوضحت وأنذرت . . كتبت وأخلصت النصيحة لمن تهمه مصلحة الوطن . مقال علمي رائع تتجلى خلاصته في الفقرة الأخيرة . أكْبرُ فيك يا دكتور مواصلة الكفاح ضد هذا السرطان الطوقاني الذي ينوي صاحبه زرعه في مناطق متعددة من أراضي المملكة بقدرات متفاوتة ليوزع بركاته على أبناء الأردن في كل مكان ، ويزين تلك المناطق بقبابه الجميلة ثم ينثر عليهم ما تيسر من إشعاعاته النفاذة . أستغرب هذا الإصرار من طوقان وجماعته على إنشاء المفاعلات النووية على الأرض الأردنية رغم كل الآراء المعارضة ، ورغم توفر البدائل الآمنة وغير المكلفة والتي يمكن الاستفادة من إنتاجها خلال فترة قصيرة ، بعكس النووي الذي يحتاج إلى سنوات طويلة في البناء والتكاليف والإنتاج . لقد كتب الدكتور فهد الفانك يوم الأحد الماضي مقالا في صحيفة الرأي بين به مساوئ هذا المشروع من نواحي اقتصادية ومخاطر صحية ، إضافة إلى ما كتبه العديد من الخبراء في هذا المجال . ولكن طوقان لا يأبه بهذا كله وهو وسائر بمشروعه الكارثي رغم كل الأصوات المعارضة تسنده الحكومة في ذلك . إذاالأمل الوحيد الآن هو في رد الفعل من قبل المواطنين الذين سيفرض عليهم طوقان هذا الضيف الثقيل ، بأن يتصدون له لمنع زراعته بجوارهم . وما على طوقان إلا أن يحمل مفاعلاته ويتنقل بها من منطقة إلى أخرى حيث لن يجد من يوافقه على مشروعه . وبعد أن يفشل في محاولاته المتكررة ، أعتقد أنه سيختار سطح المريخ لبناء مفاعلاته هناك حيث لا مواطنين يعترضون إقامة مشروعه المقدس . شكرا لك دكتور أيوب على جهودك المتواصلة مع بقية العلماء الأفاضل لمحاربة هذا المشروع المسرطن دون كلل أو فقدان الأمل بإفشاله في يوم قريب إنشاء الله .

3) تعليق بواسطة :
06-11-2013 10:51 PM

اذا كنت الفريق الاول الذي اعرفه موسى باشا العدوان فانا اقوم بواجبي يا باشا كما قمت انت بواجبة العسكري فانا سلاحي معرفتي وانت تعلم انه ليست لي اي مصلحة مع اي جهة ولست من موظفي الهيئات براتب خيالي.
والله لو شعرت للحظة ان هذا المشروع يمكن ان يخدم الاردن ولو نسبيا لما عارضته

4) تعليق بواسطة :
06-11-2013 10:52 PM

الموضوع اصبح واضحا بده يسير يعني بده يسير شاء من شاء وأبى من أبى

5) تعليق بواسطة :
08-11-2013 06:15 PM

هل تعلمون أن الجزيزة أمس تحدثت عن نية سعودية لتصنيع أسلحة نووية لمواجهة ايران اذا استمرت في برنامجها؟ وهذا يعني أن المشاريع النووية لا يمكن أن تكون لحاجة كهربائية في السعودية لأنهم يسعون وراء الاستثمار في الطاقة الشمسية بشكل اساسي

6) تعليق بواسطة :
08-11-2013 10:41 PM

لا توقفوا مناهضة هذا المشروع المدمر الذي يحمل في طياته خبث سياسي خطير

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012