أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


هل تغيّرت الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط.؟؟؟

بقلم : د. عمر العسوفي
23-11-2013 02:37 PM
هل تغيّرت الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط.؟؟؟
1- من سيملأ الفراغ ؟
2- فشل أمريكي في تشكيل الشرق الأوسط الكبير .
3- فشل إستراتيجيات (الاحتواء المزدوج ، القطب الأوحد ، الفوضى الخلاّقه) .
4- فشل التحالف مع الإسلام المعتدل وعدم الركون للأنظمة المستبدة كحلفاء دائمين .
5- إسرائيل كلفه لا يمكن استمرارها..
لا يخفى على المراقب أن أمريكيا والغرب الأوروبي قد أخذوا بتوصية مراكز الأبحاث والدراسات الإستراتيجية بضرورة نقل الإستراتيجية الأولى لهم إلى جنوب المحيط الهادي ... حيث الصين القوة الصاعدة وربما الأولى عالميا في غضون 10 سنوات ...
اعتقدت أمريكيا أن تشكيل الشرق الأوسط الجديد هو البلسم الشافي لملئ الفراغ الذي ستتركه في المنطقة ، كما اعتقدت أن تفتيت المنطقة إلى أجزاء متنافرة ومتناحرة تهيمن عليها قوة واحده مسيطرة مثل إسرائيل سيكون بمثابة حل يُبقي المنطقة تدور بقوة الجاذبية في الفلك الأمريكي .
لقد أثرت الإستراتيجيات الأمريكية المتبناة بعد سقوط الإتحاد السوفييتي سلبا على أمريكيا وأرهقتها ماليا ووضعت الرأسمالية كنظام في مهب الريح وذهبت نظرية أن الرأسمالية تجدد نفسها بنفسها كلما تعرضت لأزمة إلى أدراج الرياح ، بل بالعكس ازدادت الهوة ما بين القلة المكتنزة ماليا والسواد الأعظم من الشعب الذي تحول إلى طبقة الفقراء .
إن الانتشار الواسع للجيوش والأساطيل الأمريكية في العالم غير المبرر أسهم وبقوة في تسارع انهيار الوضع الداخلي الأمريكي ، حتى باتت الدولة أقرب إلى الإفلاس . وهذا ما استدعى بعض الباحثين من أن يقول, لا معالجة للأزمة الأمريكية إلا بعودتها إلى الداخل كي تعالج أسباب المشكلة .
إن العناوين المذكورة أعلاه في بداية المقال يحتاج كل واحد منها إلى مقال منفصل ،لذا سأترك ذلك إلى مقالات لاحقة .
لقد زعزعت أمريكا الثقة بينها وبين دول حليفة لها بعد أن اكتشفت تلك الدول أن أمريكا تريد لها نفس بينة العراق لا بل إنها شجعت ذلك بالإضافة إلى محاولات أمريكا وإسرائيل لأحياء المثلث الكردي ،مما دفع تلك الدول إلى التنسيق فيما بينها والتمرد على السياسة الأمريكية.

إن الأنظمة الحليفة لأمريكا في السابق لن تصمد في وجه حركة التغيير التاريخية القادمة وأن سقوطها أو زوالها ما هو إلا مسألة وقت .بمعنى أوضح هو ميلاد شرق أوسط جديد ولكن ليس بنسخة بيرس؟
أما بالنسبة إلى روسيا فإن البعض يعتقد أنها قادمة للشرق الأوسط من أجل ضرب الإستراتيجية الأمريكية وهذا وهم ، فالروس لا يفكرون بهذا بقدر ما يفكرون بالعمل ضمن المظلة الدولية وضمان سيادة الدول وتفعيل القانون الدولي الذي يضمن لهم وجود فاعل في الحلبة الدولية.... أن إسرائيل وإيران وتركيا دول فاعله في الإقليم ولكن هذا لا يقلل من أهمية وخطورة الإرهاب الناتج عن سقوط عدة أنظمة وترك المنطقة في حالة من الميوعه ، تستعصي على الجيوش النظامية معالجتها .
إن إخفاق إسرائيل في إحراز أي نصر عسكري نوعي في المنطقة ومن خلال حربي عام 2006 و2008 مع حزب الله وحماس في غزة دق ناقوس الخطر أن القوة التدميرية لدى الجيش الإسرائيلي لا تعني إحراز النصر .

كما أن الأنظمة العربية وخاصة التي لا يزال الربيع العربي يقف على أبوابها غير منتجة ولا يمكن التعويل عليها بعد أن تباعدت فجوة عدم الثقة بينها و بين شعوبها .علاوة على فقدانها لدورها الوظيفي الذي أنشئت من اجله.أما التي أزهر فيها الربيع العربي فأن منطق التاريخ يقول إنها ستتعرض إلى هزات ارتدادية حتى تتمكن من إلغاء دور أجهزة ألدولة العميقة في عهود الاستبداد،مما ينعكس سلبا على عوامل الاستقرار وتنامي الإرهاب.
يتوجب على أمريكيا بناء إستراتيجية جديدة لها في الشرق الأوسط وإن تطلب ذلك بعض الوقت على أن تشمل هذه الإستراتيجية بناء تحالفا مع أنظمة غير مستبدة وأن تطلب الأمر أن تعيد بناء تحالفها مع الإسلام المعتدل اومع شركاء يؤمنون بالحرية والديمقراطية وحكم الشعب
أمريكيا في وضع صعب والعالم كله يتشكل من حولها من جديد... تحتاج أمريكيا إلى قيادة ملهمة وإلى إستراتيجيات عميقة وإلى التحالف مع الشرعيات في المنطقة .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-11-2013 05:22 PM

مقال مهم جدا سلط الضؤ على محطات مهمه للغاية في الاقليم.... هل نحن في الاردن نعي هذه التحولات ونستبقها باصلاحات تجمع ولا تفرق

2) تعليق بواسطة :
23-11-2013 08:22 PM

المقال يحلل بشكل علمي بل ويصف بدقة الحالة السياسية السائدة في المنطقة العربية وكما قال الكاتب فأن كل عنوان من العناوين يحتاج الى مقال. مع بعض المحلاظات البسيطة :
١- صحيح ان روسيا ليست قادمة الى الشرق الاوسط من اجل ضرب المصالح الامريكية ولكن الطموح الروسي في المنطقة سيوثر بالضرورة على المصالح الامريكية وسيؤدي بالضرورة الى وضع حد للتغول الامريكي ان لم يكن سببا في انحساره .
٢- لا يمكن لامريكا بناء استراتيجية في الشرق الاوسط او في العالم تقوم على تحالفات مع انظمة غير مستبدة او غير ديمقراطية لان هذا يخالف المصالح الامريكية فلا يمكن لامريكا ان تستفيد من انظمة ديمقراطية لانها ستكون انظمة مستقلة وتحترم سيادتها، وفي حال قيام هذه الانظمة الديمقراطية فسيكون الاسلام المعتدل جزءا منها.
٣- اي تغيير على الانظمة الحليفة لامريكا سيؤثر على المصالح الاستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط وسيساهم هذا في امتداد الربيع الى الشرق الاقصى مما سيضعف من القوة الامريكية اكثر فاكثر.
امريكا تساهم في صنغ حفاري قبرها بيديها وباعتقادي انها بداية النهاية لامريكا وهذا منطق التاريخ فلا يمكن ان تصل قيادات خارج اطار رأس المال ولا يمكن ان يكون هناك تحالف بين هذه القيادات وبين قيادات شعبية شرعيةومنتخبة فهذا ما يتناقض مع جوهر الرأسمالية الامبريالية لانها ستكون نهايتها ايضا في هذا الحال.
مع الاحترام.

3) تعليق بواسطة :
23-11-2013 09:03 PM

افكار قديمه

4) تعليق بواسطة :
24-11-2013 07:44 AM

.
-- مع الإحترام , ما طرحه الكاتب هو اسلوب عمل قيادات العالم الثالث "ردات الفعل"اما الدول الكبرى فهي تفكر و تخطط و تقرر ضمن منظومه أكثر تعقيدا.

-- ملاحظة خاصة بالصين : لو وضعت امريكا تعرفة جمركية بواقع خمسة عشر بالمائه فقط على المنتجات الصينية و إمتنعت عن تسييل ربع سندات الخزينة الامركية التي تملكها الحكومة الصينين بالدولار الامريكي لإنهار الإقتصاد الصيني برمته خلال ستة أشهر .

و للدكتور الاستاذ عمر العسوفي التقدير .

5) تعليق بواسطة :
26-11-2013 10:14 PM

لا والف لا . لم تتغير الاستراتيجية فى المنطقة , و لكن للاسف ان الكثير لم يكن بالوعى الكافى ليستوعب هذه الاستراتيجية الا مؤخرا بعد ان اصبح اللعب عالمكشوف .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012