أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني عضو بالكنيست : جميع كتائب القسام نشطة بغزة بخلاف ادعاءات نتنياهو الوزير الارهابي بن غفير : "الإعدام".. "الحل" لمشكلة اكتظاظ السجون بالفلسطينيين وكالة فارس الإيرانية: وي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية في الجيش تقارير أولية عن انفجارات متزامنة في إيران وسوريا والعراق فيتو أميركي يفشل قرارا بمنح فلسطين عضوية الأمم المتحدة الكاملة المندوب الروسشي : كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمقتل آلاف الفلسطينيين "مفاعل ديمونا تعرض لإصابة".."معاريف" تقدم رواية جديدة للهجوم الإيراني وتحليلات لصور الأقمار الصناعية الأردن يوسع المستشفى الميداني نابلس/2 كأس آسيا تحت 23 عاما.. الأولمبي يتعثر أمام قطر باللحظات الأخيرة الحكومة تطرح عطاءين لشراء 240 ألف طن قمح وشعير الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا" الصفدي يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية - نص الكلمة العسعس: الحكومة تملك قرارها الاقتصادي القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


أم حسين

بقلم : رائد علي العمايرة
05-12-2013 11:37 AM
لطالما حزنت وأنا أراها عائدة من المستشفى تتهادى بين اثنين من أولادها أو أحفادها،يسندونها كي لا تقع، ثم تستريح ما بين الخطوتين والثلاثة،بعد أن نالت منها، كل أمراض الشيخوخة.
كم كانت مليئة بالنشاط، وقد ربطت منديلا، وعقدته في أعلى رأسها،بينما تمتشق سيجارة الريم.
كان صوتها حانيا ودافئا،تعطف على كل صغار الحي.
عندما كنا صغارا،كانت أم حسين تبيعنا العلكة، وتصنع مثلجاتٍ(أسكيمو) أحيانا بحليب اللاجئين،وأحيانا بأصباغ ملونة، كان الأسكيمو يأخذ شكل كوب الشاي،أما العود الذي يحمل الحبة،فكان عودا لقيطا،فأحيانا يكون جديدا، ألقاه طفل بعد أن اكل قطعة (أسكيمو)اشتراها من الدكان، وأحيانا يكون العود مشوهاً،لكثرة ما داسته الأقدام قبل أن يُعثر عليه.

كنا نعرف قيمة هذه الأعواد لديها، لذلك كنا نتقرب إليها بجمعها، فلا نهمل في طريقنا، أي عود نعثر عليه،فكم كنا نطرب لمديحها لنا، عندما نعطيها الأعواد،خصوصا إن كانت الأعواد بحالة جيدة، كما أننا سنضمن أن نشتري حبة أسكيمو بعود لائق.
عندما كانت ام حسين تفتقر للعيدان،كانت تأخذ أعوادها من الأشجار، وتضعها في أكواب الأسكيمو،وربما اشترينا منها حبة،عودها من الزيتون، أو اللوز،وكنت أقدر لها أنها كانت تتجنب التين،لأنه ربما يضيف (للأسكيمو) طعما سيئا.

اليوم امتلأت حزنا،وزاد دفق الأسى في نفسي،وتجرعت أربعين عاما، من الذكريات،دفعة واحدة،بعد أن أفرغوا بيتها، تذكرت الأسكيمو بنكهات أعواد اللوز،والزيتون،والأعواد المستعملة،وتذكرت امرأة كانت تحنو علينا،وتذكرت عشرة طويلة،وتذكرت أبي حسين،وحزنت لبيت من بيوت الجيران تمت تصفيته بالكامل،واليوم زاد حزني، عندما رأيت أمي، وقد اصفر وجهها هلعا، منذ رحلت أم حسين،حزنا عليها، وخوفا من الموت. رحمة الله عليك يا أم حسين.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012