أضف إلى المفضلة
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024


المجتمعات تصنع’ الطاغية ..!!

بقلم : فتحي المومني .
05-12-2013 11:59 AM
حتى وان مارس العدو الاحتلال على الشعوب ؛ فليس من مبرر في حال انتاجهم الطاغية ( الحاكم ) أن ينادوا بمقاومة الاحتلال - فهناك نقيضان يتحتم علينا فهم كل اطار ينشاء فيه كل واحد منهم - فالطاغية هو صناعة شعب من جذر هي الأسَر في بدايات تشكّل الدول - فحكم الفرد بطبيعته سيكون مخرجاً أيدولوجياً لاختيار المجتمع له ، وقبوله ، والقيام على رعايته وحضانته حتى بَلغَ هذا الفرد أشده في انتاج سياج حوله قادر على حمايته للتخلّي عن المجتمع ، والقيام باشباع رغباته باعتباره مستأسداً كالحيوان بعد ضعف - لأن الأسدَ بتعريفه الموضوعي لا يقتصر على القوّة فحسب - بل هو مجموعة من الخراف المهضومة - فلولا هذا المجتمع وانتكاساته الفكرية والتوعويّة ؛ لما كان هناك طاغية قادر بعد وقت على ممارسة الاستبداد بشتى أنواعه على الشعب الذي يحكمه ، ويتفرد بتدبير شؤون الدولة وفقاً لمصالحه ، ولرغباته الخاصه والمحيط !!!... أما الاحتلال فهو الوليد لطاغية يحكم ؟!

لا يوجد أنظمة تحكم ، وتغطي بناء الانسان كمرجعية مخلوق بشري آدمي سوى الاسلام - فالاسلام كلمة بمفردها سلسة الحروف - عميقة المعاني تسعى للعدالة ضمن مرجعية القرآن وأحكامه ، والسنة النبوية الشريفة بعيداً عن الغلو والتطرف الممارس حالياً ، ووضعها في ميزان المفاضلة مع صناعة بشر لا يتقنوا حتى نظافة أفواههم وأيديهم - فلو قلنا أن النظام الملكي يصلح كنظام سياسي يحكم - فهو نظام بنى على حكم الفرد حتى لو كان يحكم ضمن اطار القانون ويستهدف العامة ، والنظام الارستقراطي ايضاً حيث تكون السلطة لحكم اقلية تتميز بالثراء ، والفحش ربما ؛ لأن المال سلاح ضعيف بيد الارستقراطي المحِب لأصوله المنبثقة عن شرف العائلة ؟! وثرائها المفقود بسؤال واحد ؟!!!! وهو - من أين وكيف انتجت هذه الطبقة نفسها بهذا الاطار ؟؟؟!!! وحتى لو حكمت كما تصرفوا بوصفها ، بمرجعية القانون ، والصالح العام ...!! فهي غير صالحة بالتأكيد كما النظام الملكي السابق الذكر ...
ونظام آخر يسمى الدستوري أو ما سماه ارسطو البوليتيا والسلطة حينها تكون للأغلبية مع فارق التناقض في التعريف كما حصل في مصر - بالاحتكام للصندوق ، وإخراج نظام يحكم بالانتخاب والشرعية بعيداً عن نظام العمالة الحاصل الآن في الشارع المصري وغيره من أنظمة الحكم الجارية ، وان اختلف شكل اللباس في الحكم - فالغبي العاجز عن التفكير يشرّع بأنه حكم عسكر - والحقيقة ان كل الانظمة في الوطن العربي هي نوع من انواع نظام من الحكم لم يسعف افلاطون عقله ولا ارسطوا أن تحدّث عنه - ليس لغباء بداخلهم - بل لأن المجتمعات العربية هي من نسيج المتغير والفناء - فلم يكونوا من قبل موجودين حتى يتعلموا من دروس التاريخ كغيرهم ..... فالنظام العربي هو نظام الفناء وهو نظام مصنوع من أجل فناء المحكوم ، وعودته لما قبل الظلام نفسه !!!

بقي أن نفاوض في فهم الآخر ، واشكاليته في بسط نظام حكمه وتمترسه بقالب أنه الأفضل من بين العالم بنظام الحكم - فلو قلنا أمريكا هي الأفضل - نظام يسعى بالشكل للانتخاب ، وممارسة الحريات بمختلف أنواعها ، ويوضع من بين هذه الحريات ما ’يضفي عليها طابعاً من النظام المتكامل ( أزدواجية في التعامل مع الداخل والخارج ) في الداخل يعامل الجميع سواسية في الحقوق والواجبات - مع خصوصية وجود النقصان بالتأكيد - فالجميع هو أمريكي مع فارق بالتعامل في حسابات النفس البيضاء ، والانجلو سكسوني ، واللون ، والعرق ، والدين وغير ذلك - فالحكم هو بيد الظغاه ( اليهود ومن والاهم ) فالقالب السياسي الداخلي للولايات المقروء للشارع العام هو نظام ديمقراطي حر غير ما ذكر سابقاً ( دستوري حزبي )؟! ؛ لانه ياتي بسياسة مدروسة لرجل أسود اللون - لكنه مملوك حتى أسفل قدميه للحزب ، والسي آي أيه ، والماسونية العمياء التي تدير العالم ، وجميع الانظمة التي تحكم في دول المتوسط والكثير من دول العالم - باختصار الديمقراطية في الحكم التي تسوّقها أمريكا للعالم هي القوّة والمصالح حتى لو استنزف العالم كل المرضى والمعوقين والفقراء - فالبقاء بشرعية المحتل هي للأقوى ، والنرجسي ، والمتخاصم مع الطبيعة والدين والعرق والمذهب والفئة والأيدولوجيا المبتكرة ضمن قواعد اللعبة المستقبلية - فلا سياسة تولد بلا اطار عام يأخذ أبعاده على الدوام من استمرارية البقاء والحياة ... فأمريكا دولة صراعات ولدت داخل مستنقع من الإثم والدم - فهي دولة باطلة بازدواجيتها في السلوك والسياسة ، وبكل دول العالم ...؟؟!!

نسعى إلى العدالة كل حين ، وتمني - وحتى لو حكم الفقراء الاغنياء وهو نظام حكم الديماغوجيا ( الغوغائي )سيكون هناك تصفية من الحسابات - لأن الفقر قيمة مطلقة داخل النفس البشرية كما هو الغنى أبشع قيمة - فهناك صراع يولد ’كل يوم من تبعات النفس ، وحساباتها مع الروح والآخر .... فمن يصنع الطاغية ، والجنة والنار ؟!

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012