أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


السعودية.... تحديات وجودية غير مسبوقة

بقلم : د. عمر العسوفي
08-12-2013 11:02 AM
د.عمر العـسوفي

** لم تكن السعودية بحاجة إلى قرارات إستراتيجية غير عادية لمرحلة غير عادية كما هي اليوم .

منذ نشأت الدولة السعودية ارتبطت بعلاقات عميقة مع أمريكيا وكانت الحليف الموثوق لدى الأمريكان ، وتشاركت مع الأمريكان في كثير من النزاعات الدولية والإقليمية ... واجهت السعودية تحديات محلية وإقليمية سيطرت عليها من خلال المال والحكم المطلق واعتماد الشريعة الإسلامية على أساس الفكر الوهابي مرجعية لها في إدارة الشؤون الداخلية .
تشترك السعودية مع بقية النظام العربي من حيث الحكم المستبد وعدم وجود الديمقراطية واختفاء حقوق الإنسان وإهمال نصف المجتمع المتمثل بالمرأة ، علاوة على مشاكل البطالة وعدم توزيع الموارد بعدالة واستشراء الفساد والمحسوبية ، وعدم وجود الإدارة الرشيدة في الدولة مع غياب تام لعوامل الشفافية والنزاهة ، وكلها عوامل تفجير وصواعق منتظرة .
اليوم وبعد موجة الربيع العربي وحركة التغيير التاريخية العالمية التي تجتاح العالم ، تقف السعودية على مفترق طرق ، تحتاج إلى الهام وقيادات خارقة كي تنجو ربما من عوامل إزالة وجودية للكيان.
إن الاتفاق النووي الغربي – الإيراني بمثابة إزاحة الحجر الذي كشف خلفه كم هو حجم الجبل الذي ستوضع عليه خارطة جديدة للعالم.
تواجه السعودية مشاكل داخلية وخارجية على النحو الآتي :ـ
** مشاكل داخلية
1- أهمها الاحتجاجات المطالبة بالتغيير والخلافة وصراع الأمراء والأجيال .
2- العجز عن معالجة مشاكل سياسية و اجتماعية تُعاني منها الدولة منذ فترة طويلة .
3- تحكم الفكر الوهابي في مفاصل الدولة وإلغاء ما دونه من مذاهب إسلامية.
4- المنطقة الشرقية التي تعتبر (نقطة حارة) بوجود أغلبية شيعية.
5- عدم توزيع الموارد توزيعا عادلا يتكفل بإيجاد مجتمع إنتاجي بدلا من الريعية المتبعة.

** مشاكل خارجية
1- التحول في العلاقة الإستراتيجية مع أمريكيا .
2- الآثار الكارثية لاتفاق إيران النووي على منظومة الخليج العربي وتحديدا السعودية
3- العِداء المعلن وغير المبرر مع حركات الإسلام السياسي وخصوصا الإخوان المسلمين .
4- خطر القاعدة والجماعات الإرهابية.
5- بدلا من الهلال الشيعي سابقا الآن سيكون هناك حزام شيعي كامل يطوق المنطقة وينتظم على بوصلة واحدة .

** كيف ستواجه السعودية هذه التحديات ؟؟
هناك طريقتان تلوحان في الأفق وهما :

الأولى:- طريقة تقليدية عادية وبأدوات ممكنة في عالم السياسة والتحولات الدولية . وتشمل هذه الطريقة العمل على احتمال من بين ثلاثة احتمالات ممكنة ،أو المزج ما بينها إن أمكن ... وهذه الاحتمالات تشمل العمل مباشرة مع إيران والتفاهم معها ...أو إحداث تحالفات إستراتيجية جديدة مع قوى دولية جديدة مثل روسيا والصين حيث يوجد عاملان مشتركان بينهما وهما : العداء للإسلام السياسي، و دعم الأنظمة ذات الحكم المطلق المستبد (العِداء للحريات العامة) ،أما الاحتمال الثالث هو التعاون مع تل أبيب مباشرة.

الثانية:- طريقة غير عادية وتشمل على تحول جذري داخلي وخارجي في إدارة شؤون الدولة السعودية.... نعم داخلي يعالج الأسباب المفجرة والكامنة داخل أحشاء المجتمع السعودي من خلال إطلاق الحريات والتوجه نحو بناء دولة مدنية ذات مرجعية إسلامية وعربية.
أما الشق الخارجي فيجب أن يعمل أولا على مصالحة ما بين المكون السني في الإسلام وعدم استعداء أحد وتوجيه جهد الأمة نحو عملية البناء والنمو والتطور، ومجابهة الأخطار بجهد واحد .... وهذا يرتب إجراء تفاهمات سريعة مع أطراف عدة منها تركيا والإخوان المسلمين وحماس في غزة ...الخ .

الخلاصة :- من منطلق صَديقك من صَدَقك لا من صدّقك ... أقول أن مواجهة هذه التحديات بفكر تقليدي وبأدوات كلاسيكية لن ينقذ الموقف مهما بدأت المحسنات التي تُصرف من قِبل بعض مراكز الاستشارات والمستشارين .
إن التخوف من الإسلام السياسي لأجل المحافظة على حكم العائلات لن يحل العقدة ،بل التشاركية هي الحل الأمثل والاعتراف بان العالم يتغير وبشكل جذري .

باحث ومحلل

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-12-2013 01:22 AM

تصحيح للكاتب المنطقة الشرقية ليست اغلبية شيعية بل اغلبية سنية يوجد فيها اقلية شيعية

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012