12-11-2010 08:24 PM
كل الاردن -
مصطفى وهبي التل
حكومة الدوار الرابع لا تحب الاحراج!
من منا يحب الاحراج؟
والدي مثلا يقول ما بفكره دون اي خوف او احراج. اكثر من مرة نكون في جلسة ويتحدث عن اقارب احد الحضور على انه حمار أو حرامي وأضطر أنا (منعا للاحراج) أن اتدخل واقول أن الوالد قصده أن الشخص المعني هو حمار شغل أو حرامي قلوب من كثرة المعجبين به.
صغيري معين مؤدب لكن احيانا وأثناء التسوق تتقمصه روح عرار العنيدة المتمردة فيصرخ وينادي مطالبا بحقوق الشعوب المهضومة الممنوعة من البوظة والحلوى ونضطر لالغاء التسوق والعودة إلى المنزل (منعا للاحراج). وطبعا اتلقى اللوم طوال رحلة العودة إلى المنزل من أم معين على أساس أن عناد معين وثورجيته من جانبي من العائلة.
طفلتي جنى ورثت حسب ادعاءات أم معين أيضا جينات ثورجية. أكثر من مرة اضطررنا ان نلبسها قميص (تشي جيفارا) للنوم لأن الحارة كلها سمعت صراخها وبكاءها للمطالبة بلبس هذا القميص حتى لو كان متسخا. بالتالي حتى ينعم الجيران بنوم مسالم و(منعا للاحراج) نضطر ان نلبس جنى قميصها المفضل.
بالنسبة لي فإن محاولاتي الثورجية اصبحت محصورة بمحاولة التسلسل من المنزل بحذاء غير نظيف عند الزيارات الاجتماعية. لكن و(منعا للاحراج) امام الاقارب والاصدقاء تقوم ام معين بقمعي ولا تسمح لي بالخروج الا بحذاء نظيف.
حكومة الدوار الرابع ايضا رقيقة ولا تحب الاحراج.
لم تنحرج حكومة الدوار الرابع من ان يوم الانتخابات انصبغ بالدماء وتحولت بعض المناطق إلى مناطق حرب.
لم تنحرج حكومة الدوار الرابع من المال السياسي وشراء الاصوات وتحول الانتخابات إلى موسم اقتصادي لبيع وشراء الوطن والمواطن للبعض.
لم تنحرج الحكومة من انتخابات لم يكن فيها لون او طعم (مع الاحترام الشديد لبعض من شارك في هذه الانتخابات).
لم تنحرج الحكومة من تحولها لاداة (شحدة) اصوات بأي شكل من الاشكال القانونية وغير القانونية.
لم تنحرج الحكومة من التغطية الاعلامية الموجهة التي طمست كل حقائق ما قبل الانتخابات وما بعدها.
لم تنحرج الحكومة من نكتة الموسم: الدوائر الوهمية التي حولت الانتخابات إلى يانصيب حظ (او تزبيط حكومة) لا علاقة له بعدد الاصوات.
اخيرا لم تنحرج الحكومة من ان تعلن للعالم بان اكثر من نصف الشعب الاردني شارك بالانتخابات متناسية ان عدد المسجلين للانتخابات يعادل تقريبا نصف عدد من يحق لهم التصويت فقط وحوالي خمس هؤلاء مسجلين في غير مناطقهم ولا يحق لهم التصويت. بالتالي حتى مع ارقام الحكومة التي اشك بها يكون رقم المشاركين اقل بكثير من سدس الشعب الاردني واقل من نصف من يحق لهم الانتخاب.
حكومة الدوار الرابع منحرجة ليس لأي من الاسباب اعلاه. فهذه شجاعة وقيادة وعبقرية وغيرها من الالقاب التي اطلقتها (الزمامير) الاعلامية على الحكومة. حكومة الدوار الرابع منحرجة (يا عيني) من اجل بعض المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ بالتالي وفي قرار لم يصدر مثله في التاريخ قررت عدم اعلان النتائج الكاملة للانتخابات (منعا للاحراج)!!
طبعا لم يصمد قرار (منع الاحراج) اكثر من ساعات لانه غير قانوني.
حقيقة (شي) بحرج!!!