أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


إصلاح من القمة أم من القاعدة: نبدأ من أين!!!

بقلم : ا.د. أنيس خصاونة
23-03-2014 10:28 AM
الجدل حول نقطة البدء في الإصلاح السياسي ليس جدلا أكاديميا فحسب ولكنه قضية خلافية بين الحراكيين والإصلاحيين أنفسهم الذين يرى فريق منهم أن الإصلاح ينبغي أن يبدأ بالقيادة التي تعتبر المحرك أو المولد لماكنة النظام السياسي والدولة ككل ويبني هذا الفريق حجته في هذا المنهج على أساس أنه إذا صلح الراعي صلحت الرعية. من جانب آخر يرى فريق آخر أن الإصلاح يبدأ من القاعدة ومن الجماهير منطلقين من القول المأثور مثلما تكونوا يولى عليكم. والحقيقة أن كلا المنهجين في الإصلاح يبدوا له عيوبه ومثالبه فالإصلاح من الأعلى وتحديدا إصلاح القيادة أو الملك يبدوا نظريا الى حد كبير لكون هذا الإصلاح غير متفق على ماهيته وغير محددة مواصفاته ناهيك عن مدى توفر النية الحقيقية والإرادة السياسية الصادقة للقيادة في تحقيق الإصلاح .فتجربتنا في الأردن تشير الى أن الملك له فهم مختلف عن فهم كثير من مواطنيه لمصطلح ومضمون الإصلاح السياسي المنشود فتارة رأيناه يخطو خطوات صغيرة متواضعة باتجاه إحداث بعض التعديلات الدستورية والإجراءات السياسية وتارة رأيناه يتراجع خطوات كبيرة نحو الخلف متمسكا بأهداب الماضي وبقوانين متقادمة مثل قانون الصوت الواحد إضافة الى تكليف رؤساء حكومات أقل ما يمكن أن يقال فيهم أنهم ليسوا إصلاحيين وليسوا قياديين وهم أقرب لأن يكونوا موظفين بيروقراطيين يتقنون فن تنفيذ لأوامر دون أن يكون لهم رؤيا أو ميزات قيادية تؤهلهم لإحداث إصلاح سياسي حقيقي في الدولة الأردنية. لم يستطع الملك على مدار السنتين الماضيتين أن يتجاوب مع أماني وطموحات الأردنيين المتمثلة في تعديل جوهري على قواعد اللعبة السياسية بحيث تتيح للأردنيين حكم أنفسهم بأنفسهم وإنفاذ الدستور الذي يعطي الولاية العامة للحكومة. الملك أوعز بإجراء تعديلات دستورية على كثير من مواد الدستور التي نحن لسنا بحاجة لتعديلها في حين لم يجسر الملك على الاقتراب من المواد الرئيسية الثلاث في الدستور 35،34،36 والتي تجعل من الملك حاكما شبه مطلق يملك الارض ومن عليها . الدستور الأردني دستور متناقض في مواده التي تعطي الملك الحصانة أمام القانون وتعفيه من المثول أمام المحاكم في الوقت الذي يمنح الدستور الملك الحق في رئاسة الجيش والقوى الأمنية وحل البرلمان واختيار رئيس الحكومة وإقالة الحكومة واختيار أعضاء مجلس الأعيان وغير ذلك فكيف يتمتع الملك بالحصانة ولديه كل هذه الصلاحيات الدستورية الخرافية ناهيك عن ممارسته على أرض الواقع لمهام واتخاذه قرارات كثيرة وفي مناحي شتى دون أن يكون مسؤولا عن تبعاتها!
أما بالنسبة للإصلاح من القاعدة أو بمعنى آخر إصلاح الشعب فهذا منهج يحتاج الى وقت طويل وقد يستغرق عدة عقود أو أكثر من نصف قرن فإحداث التغيير في الجوانب القيمية والمنظومة الفكرية والثقافية للمجتمع يحتاج الى أجيال عديدة وهو تغيير يصعب ضبط إيقاعه والتحكم بتوجهاته. كثير من الأنظمة والقيادات السياسية في الدول النامية تهتم بهذا النهج وتؤكد عليه وتسمية أسماء عديدة مثل التغيير التدريجي وتأهيل المجتمع للممارسات الديمقراطية وغير ذلك من المسميات المنمقة التي على ما يبدوا أنها تخدم هذه القيادات وتطيل في فترة تحكمها بمصير المجتمعات والإفادة من مواردها . الملك على سبيل المثال أكد غير مرة على التدرج في الإصلاح كما أكد في مقابلة تلفزيونية في الولايات المتحدة على أن الأردنيين غير جاهزين للديمقراطية وأنهم ما زالوا لا يميزون بين اليمين واليسار السياسي وليسوا لهم رؤيا واضحة في مجالات الفقر والبطالة والصحة.
نقول بأن الإصلاح السياسي في الأردن لا يمكنه أن ينتظر عقودا طويلة ليحدث خصوصا ونحن نرى دولا مثل المغرب قد أنجزت الإصلاح في وقت قياسي .لا يستطيع الأردنيون أن ينتظرون ثلاثون عاما ليورث الملك عبدالله نجله الأمير حسين ملكية بشكل ونكهة مختلفة. الأردنيون يريدون إصلاحا يبدأ بالملك ومحيطه وأسلوب إدارته لشؤون الدولة .نعم الأردنيون يريدون إعادة كتابة دستور جديد ودون صلاحيات كبيرة للملك في إدارة البلاد . القيادة السياسية الفعالة تستطيع تقصير الوقت الذي يستغرقه الإصلاح السياسي كما تستطيع الإبقاء على هذا الإصلاح سلميا من خلال التجاوب مع طموحات الشعب وتطلعاته. الإصلاح السياسي لا يمكن أن يحدث بإجراءات شكلية وصورية يغلب عليه الصفة الاستعراضية والتمثيلية كتلك التي شهدناها وما زلنا نشهدها في قيام الديوان بتشكيل كتل من النواب ليتم التفاوض معها في اليوم التالي!
نعم الإصلاح يبدأ بالملك وديوانه وتعديل الدستور وقانون الانتخاب ومحاكمة المشتبه بفسادهم الذين يحتمون بالعائلة المالكة ممن دمروا الموازنة ونهبوا الثروة الوطنية. الملك يستطيع أن يقود الإصلاح السياسي إذا أراد وأخلص النية في ذلك فالأردنيون لم يعودوا قادرين على انتظار الإصلاح من القواعد ومن الشعب فهذا مشواره طويل وغير مضمون وقد لا يبقي الفاسدون شيئا في الوطن نصلح من أجله اذا كان هذا الاصلاح يحتاج الى خمسون أو ستون عاما من الزمان.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-03-2014 02:08 PM

عناوين مقالاتك غير جاذبه و طويله و غير متناسقه عادة

2) تعليق بواسطة :
23-03-2014 02:33 PM

زمان كنا نتعلم في المدارس سياسة انجليز فرق تسد والان المكون الاردني يخشى على نفسه من التهميش وهم اصحاب حق في وطنهم والمكون الفلسطيني يخشى على نفسه من ضياع مكتسباته ويريد المزيد على حساب الارادنه وكل طرف اصبح فزاعة للطرف الثاني وهم لايعلموا ان الطرف الاقوى في المعادلة هم الفاسدون واصحاب الثراء الذي نزل عليهم بدون وجه خق

3) تعليق بواسطة :
23-03-2014 02:51 PM

الى رقم 1 هذا مقال فكري عميق لمن يريد الفكر وليس ترفيهي على شاكلة الاغاني القصيرة كما انه علمي ويستند لمنطق العلم.

4) تعليق بواسطة :
23-03-2014 09:04 PM

يسلم قلمك استاذ انيس هذا القول الفصل .. ويمتنع السحيجة

5) تعليق بواسطة :
24-03-2014 12:24 AM

الدرج يشطف من اعلى درجه ثم الى اسفل درجه

6) تعليق بواسطة :
24-03-2014 07:47 AM

أصلح الرأس يصلح الجسد

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012