أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


تخبط السياسة الخارجية الامريكية بالمنطقة

بقلم : المحامي حسان سعيد باشا
27-03-2014 11:25 AM
تعاني السياسة الخارجية الامريكية حالة من الضعف والتخبط في ادارة العديد من الازمات السياسية الخارجية المتعلقة بداية ببعض الدول العربية التي تمر ومرت بظروف سياسية بسبب ما يسمى بالربيع العربي والتي منها قد تغير نظامه السياسي وسقطت انظمته ومنها ماتزال تحاول تغييره .

بعد التدخل العسكري الامريكي بالشان العراقي والمؤامرة التي تمت من قبل بعض الدول المجاورة بهدف اسقاط النظام العراقي، ما كان الا عبارة عن فشل للامريكان وادواتهم بالمنطقة خاصة بعد عودة العراق الى مربع العنف الطائفي وكذلك الارهاب في محافظة الانبار ، كما ان فشل الامريكان في افغانستان وما تكبده الجيش الامريكي من خسائر في العراق وافغانستان وكذلك ارهاق الخزينة الامريكية وما وصل اليه الاقتصاد الامريكي من حالة الانهيار والدمار التي كان لها الانعكاس السلبي على واقع الحياة الاجتماعية والاقتصادية هناك .

يعتقد البعض بان الامريكان بيدهم العصا السحرية والحل لكل الازمات السياسية في الدول العربية ، فعندما تدخلت في الشان المصري والتواصل مع الاخوان المسلمين اعتقادا بانها الكفة التي ستكون مرجحة لادارة الامور في مصرـ الا ان ماجرى عكس ذلك بعد سقوط الاخوان الامر الذي زاد الاوضاع سوءا ودخول مصر في معركة داخلية ، وكذلك ماجرى في ليبيا واليمن وغيرهم من الدول .

حاول الامريكان اظهار قوتهم بموضوع الملف السوري وذلك من خلال التصاريح الرسمية لكافة المسؤولين بما فيهم الرئيس الامريكي اوباما خاصة بما يتعلق بموضوع توجيه ضربة عسكرية لسورية وفشل المساعي الامريكية في الوصول لاي حل للازمة السورية سواءا من خلال مؤتمر جنيف او المعارضة السورية المدنية والعسكرية ، مع الاشارة الى ان في الوضع السوري طويل ومعقد .

سعى الامريكان في الفترة الاخيرة للتدخل للوصول لاتفاق بخصوص محاولة ايجاد حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي ، الا ان الجهود المبذولة مازالت تشكل قلق وتوتر لدى دول الجوار بما فيها الاردن حتى ان سورية اعلنت بانها ستقف الى جانب الاردن لوقف مشروع كيري .

الان تحذر امريكا روسيا من التدخل في موضوع اوكرانيا فهل يعقل بان روسيا ستسمح لامريكا فرض اجندتها بموضوع اوكرانيا والتي تعتبر ضمن المصالح الروسية ، فكيف تعتقد امريكا من روسيا ستتنازل عن مصالحها في جزيرة القرم وتتركها للاوروبين والامريكان يهددون ويشكلون خطر على روسيا .

روسيا والتي كانت في السابق الاتحاد السوفيتي تعتبر اوكرانيا وغيرها جزء منها، وكانت جزيرة القرم تابعة للحديقة الروسية وتم اعادتها من قبل روسيا وهذا لايعني ان تتخلى عن مصالحها في تلك المنطقة او حلفائها ، فــ روسيا لها اجندتها وحلفائها وقوتها لاتنقص شي عن غيرها من الدول العظمى ، كما ان الدور التي تلعبه في القضية السورية بالاضافة للصين قد اضعف الدور الامريكي.
الروس يعلمون مدى ضعف السياسة الامريكية في تناول العديد من الازمات والقضايا، كما ان للامريكان مصالحهم للروس ايضا مصالحهم التي لايتنازلون عنها ، ويدركون الروس بان الامريكان يصرحون فقط دون التحرك ، فكيف الامريكان لايتدخلون عندما اسرائيل تتحرك وتتدخل بالشان السوري واللبناني والعراقي والايراني والفلسطيني وغيره كون مصالحهم تتطلب ذلك في الوقت نفسه تحذر امريكا روسيا من التدخل في الشان الاوكراني ... فهل يعقل ذلك ..!! وكيف تسمح امريكا لنفسها التدخل بالشان الالماني والتجسس لحماية مصالحها بينما تحذر روسيا من حماية مصالحها .... وهل تعتقد اوكرانيا بان امريكا ستقف الى جانبهم وتحميهم من التدخل الروسي ان قدر ذلك .

ان المراقب من الدور الامريكي في كافة الصراعات والازمات انحصر فقط باطلاق التصاريح والتضامن الكلامي واضافة لبعض التهديدات التي لاتصل الى مستوى التنفيذ، الامر الذي احبط العديد من الدول العربية التي عانت من صراعات وبعضها مازال يعاني معتقدين بان الامريكان خذلوهم، امريكا مصلحتها الكبرى حماية اسرائيل بكل الطرق والوسائل ، والامريكان يتعاملون مع باقي القضايا حسب الاستفادة منها وبعد الانتهاء منها تنتهي العلاقة بتجرد .

واخيرا نقول الم يان الاوان الى ان تتحد الدول العربية كقوى لحل مشاكلهم دون اللجوء الى الغرب خاصة امريكا وفشلها في حل كافة الازمات السياسية العربية وابسطها القضية الفلسطينية وغيرها، بل على العكس فان تدخل الغرب يزيد الامور سوءا وتعقيدا فنحن كدول عربية نملك العقول والمال ولكن تنقصنا التوحد لمواجهة الكثير من الازمات والصراعات .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012