أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 11 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأربعاء , 11 كانون الأول/ديسمبر 2024


فلسطين النكبة وعرب الوعي الزائف

بقلم : جهاد المحيسن
07-05-2014 12:17 AM
'اتركوا الشعب يعمل وفق أساليبه... فأساليبهم لا الديانات منهما ولا الهرطقة حضر الكركدن على قمعكم والتفاسير الهرطقة... لا يفتحون على القدس أبوابها المغلقة

اقتحم واسحب السلسلة... تجد الحل جزءا من اللغز... واللغز جزءا من الحل المعضلة' (مظفر النواب).
كان أبي يحدثني عن يافا وحيفا، بوجد منقطع النظير عندما كان يزورهما في فلسطين المحتلة قبل العام 1948. وبقيت الذاكرة عندي تحلم بالصورة التي رسمها والدي. ولف الموت والدي، ولفت فلسطين المؤامرات وضاعت، ولم يبق منها سوى بعض من رتوش صورة يرسمها الحالمون بالتحرير والعودة!

تسلمنا كابرا عن كابر ثقافة الخنوع والارتماء في حضن المستعمر، والسلطات التي تحكمنا في أكناف العبودية لروما. ورحلت روما وعادت روما ونحن في الدرك الأسفل بين الأمم 'يا جمهوراً في الليل يداوم في قبو مؤسسة الحزن... سنصبح نحن يهود التاريخ... ونأوي في الصحراء بلا مأوى'. هكذا الحال، تشردنا في وعينا، وانقسمنا سنة وعلويين، وليبراليين وماركسيين وإسلاميين وقوميين، وعملاء مزدوجين، وبائعي أوطان على عتبات الدول الغربية.

والعاقر فلسطين تنعم بهذا الحمل الزائف من 'شعب الله المختار'، ونحن نفاوض ونقايض ونستبدل الوجه القبيح بالوجه الأقبح، ونسفك الدم في شوارعنا وحاراتنا ومساجدنا وكنائسنا وحسينياتنا، لإرضاء السادة القابعين في ذهنيات التحريم التي خلقت وعيا مزيفا منذ عقود طويلة، لم نجرؤ على إطلاق رصاصة على المحتفلين بولادة دولتهم منذ عقود، والنحر المجاني لأبناء الملة والوطن الواحد، وكل هذا الموت والقتل المجاني يتم باسم الدين والوطن والحرية، وضيعنا البوصلة، فكما قال صاحب الأبيات في مقدمة المقال: 'بوصلة لا تشير إلى القدس بوصلة مشبوهة'!

وعي زائف ومزيف حرّف مسار التاريخ والحقيقة نحو الداخل العربي، وتنطح المطبلون والمزمرون ونافخو كير الحروب على أوطانهم 'أن فلسطين لها الله'، أي نعم لها الله والشرفاء من أبناء الأمة والإنسانية، وأنتم عليكم العار والهزيمة في عقر وعيكم، ووعي من يمولكم، ويزرع ثقافة القتل والبغض والحقد في أذهانكم. سيلعنكم من جاء من أصلابكم، وتنوح نساؤكم على ما فعلتموه بفلسطين عندما تركتموها وحدها، فلسطين درة الله في الأرض وبيته الذي بارك الله حوله.

كوني عاقرا يا أرض فلسطين... كوني عاقرا يا أم الشهداء من الآن... فهذا الحمل من الأعداء... دميم... ومخيف... لن تتلقح تلك الأرض بغير اللغة العربية... يا أمراء الغزو فموتوا.

سيكون خراباً... سيكون خراباً... سيكون خراباً... هذي الأمة لا بد لها أن تأخذ درساً في التخريب!
أخذنا الدرس تلو الدرس في الخراب ولم نتعلم بعد، أن درة الله في الأرض أصبحت في غيابات الجب بعد تركها الإخوة الأعداء، تواجه الذئاب التي أصبحت قادة القافلة!

على عتبات خليل الرحمن وأبواب القدس، السلام على كنيسة القيامة السلام، على كل قطرة دم شريفة سالت على أرض فلسطين .. السلام في نكبتنا!
(الغد)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012