أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الثلاثاء , 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


حل مشكلة معان مسؤولية اللوبي النووي

بقلم : د. باسل برقان
10-05-2014 11:00 AM
يتجادل فريقين على مشكلة الأزمة بمعان. فريق الحكومة يؤكد بأن الأزمة تعود إلى خارجين عن القانون ومطلوبين بقضايا أمنية وعددهم لا يتجاوز 19 مطلوباً، والفريق الآخر المؤلف من الحراكات والأحزاب السياسية والناشطين والمطلعين وبعض من أهل المدينة المنكوبة يدّعي أن أزمة معان سببها إخفاق الدولة في تنمية هذا الأقليم. بيت القصيد هنا، أن هذه المدينة تنتفض للمرة السادسة حيث كانت الإنتفاضة الأولى لها في عام 1989 عند تعويم سعر صرف الدينار الأردني أن ذاك ومع رفع أسعار المشتقات النفطية من بنزين وديزل بدون رفع تعرفة النقل التي يعتمد عليها جزء كبير من سكان المدينة ثم توالت الأزمات (1996، 1998، 2000، 2002 و 2014). وبالأثناء وبعد توالي حكومات عديدة، لا زلنا نسمع من الوزراء عن ضرورة النمو الإقتصادي وليس التنمية الإقتصادية. وهذا ما جاء على لسان وزير الصناعة والتجارة في أخر لقاء وزاري بعجلون (الرأي 27/4/2014)، مع أن المتابعين للشأن الأردني والتنموي العالمي يصروّن بأن إرتفاع النمو الإقتصادي قد لا يعني تحسن بالأحوال المعيشية للمجتمعات المحلية بل قد لا يتعدى تضخم جيوب الأثرياء التي توظف عمالة محلية أو أجنبية بأبخس الرواتب أو نفعاً للمستثمرين الأجانب في المشاريع المحلية. فالتنمية الإقتصادية هي الأساس لرفع مستوى الدخل لسكان المحافظات الأردنية ولتحسين ظروف معيشتهم من نقل وصحة وتعليم وبيئة نظيفة وترفيه مجتمعي بالإضافة إلى الدخل العائلي. هذه هي التنمية التي نُريد لمعان وكافة المحافظات.وقد أضاعت الحكومات المتعاقبة فرصة حل أزمة معان منذ 7 سنوات، فمنذ أن طُرِحَ قانوني الطاقة المتجددة والطاقة النووية في عام 2008، تفاجأ المطَلعين بأن قانون الطاقة النووية تم الموافقة عليه وإصداره كقانون خلال أشهر بذلك العام وبالرغم من أنه مصدر غير سيادي للطاقة، وبقي قانون الطاقة المتجددة حبيس الأدراج لغاية 2012....!! وتغوَل اللوبي النووي على أجهزة الدولة حتى أنه عُين عرابهم وزيراً للطاقة وأصبحت الدولة تروج لهذا المشروع بكلف في عشرات المليارات ومن الخزينة. ولكن لو أطلقت الدولة أيدي القطاع الخاص ليستثمر في الطاقة المتجددة منذ ذلك الزمن، لإمتلأت معان بمشاريع الطاقة الشمسية منذ عدة سنوات ووظفت عشرات الألأف من أهل المدينة وقضت على بطالة العمل كاملاً وساهمت برفع مستوى الدخل والمعيشة. لم تتراجع الدولة عن مشروعها النووي وحتى بعد ضغط جماهيري ومؤسسي فضح هذا التخبط وأصبح مستهجناً محلياً ودولياً. وبالرغم من ذلك لم تطلق أيدي قطاع الطاقة المتجددة كاملاً حيث تتقدم عشرات المشاريع من مستثمرين أردنيين وأجانب ويوافق على إثنين أو ثلاثة أو أربعة منهم فقط سنوياً. تستطيع منطقة معان إنتاج كهرباء تساوي عشرات الألأف ميجاواط بالساعة من الطاقة الشمسية. ويحتاج ذلك إلى دعم حكومي بسيط بتحسين شبكة الضغط العالي وذلك بزيادة إستطاعتها للخط المتوجه من الجنوب إلى عمان (الذي هو حالياً 450 ميغاواط فقط). ويمكن فصل الخط عند معان فتستغل مشاريع الطاقة الشمسية الأولى بمعان لتزود كامل إحتياج عمان والوسط والشمال. وبعد الإكتفاء من قدرتها الإنتاجية، تحوَل المشاريع الجديدة بمعان لتصدير الطاقة والكهرباء إلى الشقيقة مصر عبر العقبة كون مصر تعاني من أزمة طاقة. ويتوقف شراؤنا للطاقة من مصر بل نصبح مصدرين لها. وذلك يحتاج إلى جهد وزير الطاقة ورئيس الحكومة بدلاً من سيرهم بخط واحد وهو إستعادة الغاز المصري المدعوم سعراً والذي تم تفجيره ما يزيد عن عشرين مرة خلال 3 سنوات من أبناء بلد بحاجة إلى إستيراد الطاقة بدلاً من تصديرها. ستُشغل مشاريع الطاقة المتجددة الألأف من مواطني معان مباشرة بالمشروع أو بطريقة غير مباشرة لخدمة المشروع من ورش صيانة وتزويد وخدمات بكل أنواعها. والدراسات الدولية تُبين أن كل وظيفة داخل مشروع الطاقة المتجددة يتشكل أمامها 3-10 وظائف مساندة خارج المشروع (دراسة البنك الدولي 2011). أول المشاريع المرخصة في منطقة معان تم توقيع إتفاقيته مع وزارة الطاقة وشركة الكهرباء هذه السنة فقط ولإنتاج 20 ميغاواط (مع أنهم تقدموا بطلب 100 ميغاواط) وسيوظف 23 معانياً داخل المشروع. إذا إستمرت هذه المشاريع التي هي من مستثمري القطاع الخاص فقد تصبح معان محطة للهجرة إليها من محافظات أُخرى التي تعاني من إرتفاع أعداد العاطلين عن العمل. ننهي بالسؤال، من هو المسؤول عن أزمة معان؟ هل هم فعلاً 19 مطلوب أمني أم تقصير وزراء الطاقة والحكومات السابقة أم تغَول اللوبي النووي على أجهزة الدولة خلال السبعة سنوات الماضية.....؟؟

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
10-05-2014 01:47 PM

عزيزي الدكتور باسل المحترم؛ بدو القصور لا يعرفون شيئا غير نفخ كروشهم بالهرمونات التي تبتلعها خرفان موائدهم.

سيدي العزيز؛ الذي على سرير الموت والمقمط بالسرير يدرك جيدا أن الذين استلبوا مقود القيادة في هذا البلد لا يفرون لا بأبناء ولا بناته، بل يفكرون بجيوب هؤلاء المساكين.

أستاذي العزيزيز؛ أكاديميو النظام يعرفون حسنات الطاقة الشمسية ودورها التنموي في الأردن وأنه ستعود على كل أسرة تضع الألواح اللاقطة لأشعة الشمس على أسطح منازلها بالخير، لكن هذا ما يريدونه تحديدا. يريدون أن يصبح كل أردني شحّاد من المؤسسات الدولية كي يبقى يصفق لهم عندما يرمون إليه بقايا هبشة كبيرة إلى أن تعصف الرياح لا تبقي طارقة في صحراء البلد..

2) تعليق بواسطة :
10-05-2014 06:22 PM

هذا ليس مقال عادي بقدر ما هو تحليل منطقي من كل النواحي
الجواب معروف فقط للشرفاء في هذا الوطن من أمثال صاحب هذا التحليل الرائع

3) تعليق بواسطة :
10-05-2014 10:52 PM

اولا السيد باسل برقان يقول الدولة تروج لهذا المشروع بكلف في عشرات المليارات ومن الخزينة... عشرات المليارات!!! شو احنا هنود... وبعدين انت كل مشاكل الدنيا تحولها باسلوب شخصنة و تهم جزاف وتغول وتجني، حل عنا انت ومقالاتك الخيالية.

4) تعليق بواسطة :
11-05-2014 12:45 AM

كاتب المقال لايعرف عن معان شيئا نحن ابناء المحافظة نعرفها فيها مئات الخارجين عن القانون سراق سيارات مدمنين مخدرات اما بالنسبة للطاقة الرجل صيدلاني ويكتب في كل شئ حتى الذرة نرجو ان يلتزم كل في تخصصة وان يبتعد عن المناكفات السياسية والشخصنة اما السحيجة المعجبين في كل من يداعب العقل الخرافي فاقول لهم ااقراو جيدا بعقل مفتوح

5) تعليق بواسطة :
11-05-2014 07:35 PM

يا رجل لا تهرف بما لا تعرف . لي صديق معاني قدم ليله امس لأصلاح سيارته حيث قام اللصوص بمحاوله سرقتها وتكسير الزجاج , وقال انه في نفس الليله سرقت اربعه سيارات في نفس شارعه و هناك العديد من الأحداث لا نسمع عنها .

6) تعليق بواسطة :
12-05-2014 09:08 AM

د باسل هذا الامر يتم في ظل حكومات تخاف
على البلاد والعباد اما حكوماتنا فتعمل على افقار البلاد والعباد ونحن لا ننتظر منها سوى المصائب فقدنا الامل بها نهائيا للاسف الشديد

7) تعليق بواسطة :
12-05-2014 09:20 AM

الى السادة اصحاب التعليقات 4 + 5 التي تمس معان بداية اشكركم وابين لكم مايلي لنعود الى الوراء ونبحث عن الذي نشر المخدرات في معان وغيرها من المدن الاردنية وثانيها سرقة السيارات ومن يقف خلف هذا الملف وللعلم فقط وحسب احصائيات الاجهزة الامنية فان نسبة الجريمة والقضايا وحتى المخدرات في معان هي الاقل على مستوى المملكة فلماذا هذه الهجمة على معان واهلها نعم معان ليست المدينة الفاضلة لكنها ليست الاسوء بين شقيقاتها اما اذا كانت هناك سياسة يتم اتباعها لتشويه الصورة فهذا امر اخر ونقول حسبنا الله ونعم الوكيل

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012