أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


عن الإرهاب الإسرائيلي الغائب .. سوفيكس انموذجاً

بقلم : خالد عياصرة
10-05-2014 11:09 AM
     افتتح يوم الثلاثاء الماضي ٦/ ٥ / ٢٠١٤، الدورة العاشرة من معرض سوفيكس ٢٠١٤، المتخصص بشؤون الصناعات الدفاعية والعملياتية والأمن القومي بمشاركة 371 شركة من ٣٧ دولة عربية وغربية.   قبل أشهر صرح الصحفي المصري محمد حسنين هيكل في برنامج مصر اين والى اين الذي يبث على فضائية سي بي سي المصرية، قائلا: الأردن يوظف كشركة للمخابرات ... يمكن ان تجذب من يستطيع ان يشتري بالمال ' أي أن دوائر المخابرات والأجهزة الأمنية تعمل على اراضية، والاردن يبعها ذلك، مع تزويدها بالمعلومات،  التصريح أثار حفيظة البعض، حيث اعتبره مجحفاً بحق البلد، وغير حقيقي، وما هو إلا أحد شطحات هيكل، التي يرفضها البعض عندما يصرح الرجل بما لا يتوافق ورؤيتهم.  في عين السياق، ينظر الغرب إلى العالم العربي والإسلامي فقط من منطق هوليوودي يعتمد صورتان لا ثالث لهما، ومن خلالهما بني عليهما الرأي العام الغربي، والرسمي والشعبي، وهما :  الأولى: برميل نفط متنقل على شكل حقيبة نقود يحملها رجل يلبس ثوب عربي، يتم القاها على اجساد العذارى، وفي زوايا الكازينوهات، وعلى طاولات القمار، ورولات الرهان ! الثانية:  رجل ملتحياً، يلبس زياً عربياً، على شكل قنبلة موقوتة، قد تنفجر في أي لحظة، مخلفة الكثير من الفوضى والرعب. الصورتان تم تأكيدهما من قبل القائمين على معرض سوفيكس للعمليات الخاصة، باعتمادهما على رؤيا هوليوود وافلامها . الذي تابع معرض سوفيكس وقارنه وربطه مع ما قاله هيكل، وكيفية الأخذ  بنظرة  الأكشن - نظرية بيع الأمن والرعب - الغربية للدولنا وشعوبنا، يجد أن الرجل قد صدق فيما قال. فالمعرض اعتبر الإرهاب منتجاً عربياً اسلامياً حصرياً، ففي إحدى مقاطع الفيديو يظهر رجل ملتحي يلبس ثوباً أبيض، يحمل سلاحاً آلليا، يحتجز عدد من الرهائن، ويهدد حيواتها.  فقرة اخرى تظهر رجال ملثمين مسلحين، ويلبسون ثياباً عربية، يسيطرون على حافلة ركاب مدنية، ويحتجزون افرادها ! لا أعلم كيف يفكر حقيقة القائمين على المعرض، عندما أقروا مثل هذه الفقرات، وأكانت عقولهم حاضرة أم غائبة، يا ترى ؟  أيعقل أن تعترف أنت بما يصفك به الأخرين، مع أنك تعلم كذبهم وزور حديثهم !  الأساليب التي اتبعت خلال المعرض، عملت على ذلك مع الأسف، إذ أكدت على أن العربي المسلم، مجرد إرهابي، يهدد السلم والأمن العالميين، يتوجب التخلص منه، بإستخدام هذه الطرق، ومساندة هذه المعدات.  الحقيقية العالمية والتي تعيها غالبية الشعوب تعتبر أن تهديد لسلم والأمن العالميين تتصدرهما الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. مثلاً حسب أغلب استطلاعات الرأي العالمية، فإن إسرائيل بالنسبة لأوروبا ليست إلا دولة عنصرية، ارهابية، محتلة، تمثل خطراً  على السلم العالمي، لذا تسعى الشعوب وبعض الشركات والمؤسسات والجامعات لمقاطعتها.  لماذا، إذن لم نرى سوفيكس يؤكد هذه الحقيقية، باعتبار أن مصادر الإرهاب والتهديد لا تختلف من دين لدين، أو من دولة لدولة او من مكان لآخر، فالإرهاب واحد، والنتيجة واحدة.  لماذا لم نرى  ' إسرائيلي' جندي، أو مستوطن، يلبس قبعة دينية، ويعلق نجمة داود في رقبته، ويحمل سلاحاً قاتلاً يهدد فيه حياة طفلاً فلسطينياً أعزل، أو إمراة تمسك بزيتونتها ! هل من الممكن التنبؤ برد فعل إسرائيل هنا، حتماً، لن يخرج من خانة إتهام المعرض والأردن من خلفه، بمعادة السامية، ما يعني استدعاء السفير الأردني في تل ابيب، للاعتراض على المعرض، ومن ثم توبيخه ودولته ! فاسرائيل حركت دبلوماسيتها من أجل جملة قالها وزير الخارجية الأسبق رؤوف أبو جابر، في مقال، انتقد غطرستها وارهابها.  غضافة إلى ذلك، أكان من المكن رؤية رجل أمريكي يلبس قبعة ' كابوي '، ويحاول أن يقتل مواطناً عربياً أو مسلماً في السودان مثلاً، أو يأخذه رهينة، لأن الرجل ملتحياً و يلبس ثوباً عربياً، ما جعله يشك بأمره. أو طائرة دون طيار، تحلق في سماء اليمن السعيد، لتستهدف عرساً، في أحدى القرى، لأن العسكري الأمريكي وقيادته شكت بنسبة ١٪  في أن هذا الحفل، ليس إلا مكاناً لتدريب الإرهابيين، يستوجب ابادتهم جميعاً. وفق نظرة ديك تشيني مثلا.    في سوفيكس انقلبت الصورة رأساً على عقب، وبات الإرهابي، حمامة سلام، وصار غيره إرهابيا، إذ اعتمد على ترويج الأردن باعتباره شركة امنية، تبيع الأمن واسلحته. هذا ما اكده معرض سوفيكس عندما اقتصرت مشاهد الاحتفال العمالياته على الإرهاب الاسلامي العربي، وفق الصورة النمطيه التي رسمها وروج لها الغرب. اخيراً:  إن كان العربي ينظر إلى نفسه بهذه الصورة، وبهذه الدونية، ويؤكد ما يحاول نشره وفرضه الغرب، لا اعلم لماذا يتعب الغرب اجهزته الاستخبارية والامنية في مراقبة الاخرين، ما دام بعض ابناء جلدتنا ومعونيهم والتابعين لهم، يقومون بهذا الدور على أتم وجه، بل وبشكل محترف جداً. فما عجز الغرب عن زراعته، زرعته دولنا ومؤسساتها واجهزتها بسهولة.  فهل صدق هيكل ؟  

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
10-05-2014 03:46 PM

هذا ما كتبه الكاتب قصي حرب عن الموضوع و اظنة اقرب الى الحقيقة يا استاذ خالد. هجزمنا على هيكل ياتي من منطلق ان الرجل متسلق و يعلك بسير الاموات من يم يومة و ليس فقط بما يتعلق بالاردن. و لك كل الاحترام :



معرض سوفكس الذي انطلق منذ عام 1996 ووصل لمستوى انجاز واضح للقوات المسلحة الأردنية على مدى عقدين وخصوصاً في الدورة الاخيرة التي شهدت مشاركة 41 دولة عالمية و371 شركة متخصصة في مجال تصنيع وتطوير معدات العمليات الخاصة والأجهزة الأمنية المختلفة هل أصبح نجاحه شوكة بحلق الحاسدين ؟ لأنني أؤمن ان أي نجاح في الوطن العربي سيشهد مقاومة شرسة لأننا في الوطن العربي نكره النجاح ونكره الإنجاز الوطني وعلينا ان نعترف بهذا ! ، هل لأن التمرين العملياتي المشترك التي نفذته العمليات الخاصة الأردنية وبالتنسيق مع الأجهزة الامنية المختلفة كان واقعياً يعبر عن ما يحدث في المنطقة تماما من تطرف وتشويه لصورة الإسلام السمحة ؟



أكره التحدث بالعاطفة التي تطغى على الكثير من احكامنا المتسرعة الغير منطقية ، وواقعيا ومنطقياً الغرب هو من شوه صورة الإسلام السمحة وادخل التطرف والإنقسام الديني بين المسلمين وادخل مفهوم الإرهاب والعمليات المسلحة المنظمة وربطه بهم ، لكن الواقع الأكبر ان المتطرفين من حملة الدين الإسلامي الحنيف والدين بريء منهم بالطبع لأنهم فهموا الدين بأسلوب مغيب عن رسالته الحقيقية (بغض النظر عم المستوى التعليمي والوضع المعيشي لهذه الفئة )، هم من انجحوا مشروع الإرهاب بصورة الدين الإسلامي ، تمرين العمليات الخاصة المشتركة الذي نفذ في قاعدة الملك عبدالله الأول الجوية كان واقعي لما يجري من احداث في الإقليم الملتهب ، فلو استعرضنا الأحداث والعمليات الإرهابية في السنوات الأخيرة سنجد ، أن من نفذ عملية تفجير الفنادق الأردنية عام 2005 هم تنظيم القاعدة (العراق) والذي يسمي نفسه بالجماعات الإسلامية المسلحة ، لو استعرضنا الإقليم سنجد ان دخول الولايات المتحدة للعراق واحتلالها عام 2003 بغض النظر عن الأسباب والغايات المعلنة للإحتلال ، قد روجت لمشروع الإرهاب والتطرف واوجدت له مأوى في المنطقة وما نشاهده اليوم في الأنبار العراقي هي صورة واقعية مخطط لها ومن الأهداف الغير معلنة التي حققتها الولايات المتحدة ضد الإقليم ، ناهيك عن الأزمة السورية التي انحرفت عن مسارها الذي كان ينادي بإصلاحات سياسية للنظام السوري وأصبح الأن مجرد نزاع بين جبهتين لا تهتم بالأرواح والمدنيين ، لا تهتم سوى بالسيطرة على المناطق السورية وبسط النفوذ وكسب التأييد من جهات دولية متطرفة ، فالنزاع السوري الذي دخل عامه الرابع لم يعد نزاعاً سوريا فالدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش) وجدت بيئة خصبة لتنمو فيها وتركز الركائز للعمليات المنظمة في المنطقة ، والتيار السلفي الجهادي وجد فرصة أكبر لإبراز دوره في التطرف وغسل الأدمغة بالجهاد الكاذب الذي يدعى أنه يمارس في سوريا ، والتنسيق مع جبهة النصرة جلي واضح للعيان والتي قتلت احد قادتها قبل ايام لأنه يحارب الجماعات الإسلامية بقراراته وتنسيقاته ، والنظام السوري الذي بدأ يستفيد منهم في محاولة لتصدير الأزمة للخارج وجعلها ازمة اقليمية في الأراضي الإقليمية لتخفيف ضغط المجتمع الدولي على النظام السوري ، كل هذه الصور وغيرها الكثير في عام 2013 تحديداً التي تمارسها (الدولة الإسلامية العراق وسوريا [داعش] – التيار السلفي الجهادي – تنظيم القاعدة – حركة طالبان في افغانستان والتي اعترفت بها دولة اسلامية بحجم المملكة العربية السعودية كحكومة شرعية في افغانستان ) أليست صوراً منطقية تجسد روح التمرين وتؤكد على الغاية منه ؟ .



الأردن وبتوجيهات ملكية حارب الإرهاب الديني ووضح رؤية الأردن لهذه الفئات ، حين أصدر عام 2006 ما يسمى برسالة عمان والتي جاءت لتوضح رسالة الإسلام السمحة وما يتعرض له الإسلام من هجمات تستهدف صورته المشرقة ، الرؤية الملكية في التعاطي مع الازمات بطريقة دبلوماسية سياسية جنبت الأردن الإنجرار في مسالك الإرهاب ، والدولة الأردنية هي أحرص الدول على صورة الإسلام المشرقة لأنها دولة اسلامية سنية متعددة المذاهب تجسد رسالة الإسلام التي تتعايش مع مختلف الأديان ، الإسلام ليست مجرد إلتحاء للرجال فهناك حملة للدين اليهودي ملتحين بلحاء أطول من ذاك الذي عند المسلمين والإسلام ليس مجرد حجاب وخمار ترتديه النساء المسلمات ، الإسلام دين وسطية واعتدال وتسامح وعقيدة غير مغيبة عن ما ورد في القرأن والسنة من احكام توضح مفهوم الجهاد تحديداً وكل المفاهيم التي تبنى عليها المجتمعات الإسلامية التي تقدس الروح البشرية التي اصبحت في زمننا الحاضر وقود الشعوب ، الطلب بمقاضاة دولة رئيس الوزراء د.عبدالله النسور (وزير الدفاع) طلب غير منطقي لمحامين اردنيين يحاولون كسب شعبيات على حساب نسبة كبيرة من اشخاص يتعاطون مع القضايا بعواطف أكثر من الواقع والمنطق .



الأردن قبل اسابيع دمر عن طريق سلاح الجو الأردني 3 سيارات محملة بالأسلحة والمتفجرات كان برفقتها اشخاص ارهابيين من الذين يرتدون اللباس الأفغاني ويلتحون بالإلحاء الذي يعبر عن الإسلام كما تقول العاطفة الشعبية ، والهدف كان مقاومة وتدمير مكافحة الإرهاب ، كان لديهم خطة لذلك ، الأردن تعاطى مع التمرين بمنتهى المنطق والواقع والحل السياسي المستقبلي إذا قسم سوريا سنشهد اقليم خصب للإرهاب والتطرف الديني الذي لا يعبر عن الدين الإسلامي الحنيف سنشهد عودة جماعات غسلت ادمغتها في النزاع وضللت عن الإسلام ، النظرة المنطقية اعم واوسع واشمل من النظرة العاطفية المتقوقعة والدولة الأردنية هي روح الإسلام السمح ولم ولن تمس هذا الدين دين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) جد القائد الهاشمي عبدالله الثاني بن الحسين ، فالتمرين منطقي وواقعي للغاية ولم يمس الإسلام بل وضح الفرق بين الإسلام الوسطي الحنيف وحملة رسالته وبين حملة الإسلام المتشدد الذي يتبرأ منه الدين الإسلامي وتتبرأ منه الأردن .

2) تعليق بواسطة :
10-05-2014 05:07 PM

كل الفلسطينيين بالاردن من1948 هم((( الجاليه الفلسطينيه بالاردن))وهم فلسطينيو الجنسيه..وليسو اردنيين



يحيا الحمدلله رئيس وزراء فلسطين

3) تعليق بواسطة :
10-05-2014 05:33 PM

ما قاله الكاتب صحيح والشمس لاتتغطى بغربال والارهاب صناعه امريكيه صهيونيه لتشويه الاسلام والمسلمين وجعلهم هدف لطائرات بدون طيار ...والسنين القادمه حبلى بالتشويه وبرعايه عربيه

4) تعليق بواسطة :
11-05-2014 09:16 AM

الاعتراف دائما فضيلة. السوس منا و فينا و علينا اجتثاثة قبل لن يصل الى العصب و القلب معا. كفانا تغطية و انكار لاخطائنا و تعليق فشلنا على الاخرين , الشجاعة ان نعترف ببلائنا و ما فعل السفهاء منا و ان نغير واقعنا.

5) تعليق بواسطة :
11-05-2014 09:17 AM

يا نمرة 3 الاسم منقذ و ليس نمرة!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012