أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


أحرجتينا يا غزة

بقلم : تمارا سالم الدراوشة
13-07-2014 12:01 PM
مع إنتهاء اليوم السادس على الغزو الصهيوني الغاشم ، لقطاع غزة الأبي ,ومع تخطي عدد الشهداء رقم المائة وعدد الجرحى للألف ,ومع كل صرخة طفل ، وأم يصل صدى صوتهم ، موائد الطعام التي نتفاخر بها في رمضان ، دون أن يرف لنا جفن ، وكأن مايحصل هو من مسلسلات رمضان التاريخية التي تعرضها القنوات العربية .

نعم مع دخول اليوم السابع ، على تدمير غزة الأرض والتاريخ والإنسان ,لم نجد سوى بعض المسيرات هنا وهناك ، قام بها عدد من أحرار الأمة في مختلف بقاعها , وكالعادة يتم قمعهم ، أما اصحاب القرار فلم نسمع أو نرى منهم ماهو جديد ، أكثر من إستنكار خجول هنا ، وشجب على استحياء هناك .

أحرجتينا ياغزة في توقيت إستغاثتك ، فنحن مشغولين في كأس العالم ,العالم الذي تكالب عليك ليبيدك , مشغولين بموائد رمضان ومتابعة المسلسلات , ولم نعد نملك من الوقت حتى لكي ندعو لك ، أو ندعو على من اراد بك السوء .

أحرجتينا ياغزة ,لأنك عريتينا أمام أطفالنا وأمام انفسنا ، فظهرت قيم الوحدة والحرية ، وكأنها اكذوبة نسردها على أطفالنا الذين الذين سرعان ما إكتشفوا حجم الجبن والضعف الموجود بداخلنا , فأدرك أطفالنا ياغزة مستوى هشاشتنا ، فلم يعودوا يصدقونا , لأنهم ايقنوا أن فاقد الشئ لا يعطيه.

غزة , لقد صمدتي في الحروب السابقة , دون مساعدة من أحد , فقط بصمود أبطالك من أطفال ونساء ورجال , وبوحدة مقاومتك ، وبإيمانك بأن هناك يد تبني ، وهناك يد تحمل السلاح , فقدرك يا غزة أن تكوني رمزا



للصمود ورمزا للكرامة والحرية , التي لم نعد نسمع عنها إلا من خلال الأفلام الأمريكية .

أحرجتينا ياغزة ، فبتنا نخجل من انفسنا , حتى أغنية (وين الملايين، الشعب العربي وين) , لم تعد تؤثر فينا , وكيف ستؤثر ونحن نرى صور الشهداء من النساء والأطفال , صور البيوت التي تدمر على رؤوس ساكنيها بلا ذنب , فكل تلك الصور لم تعد تؤثر فينا ، وكأننا ادمنا على الذل والهزيمة والإنكسار، ولا ندري كيف سنحكي بطولاتك للأجيال القادمة ، ونحن لم نكن اكثر من متابعين للمشهد بلاحراك ، واتساءل أين المواقف التي سيسجلها التاريخ لزعماء الأمة , وللشعوب فالتاريخ لن يرحمهم .

أحرجتينا ياغزة , فلن أقول إن التوقيت لغزوك لم يناسبنا ، لأن كل اوقاتنا مغموسة بالذل والإنكسار , ولن اقول أنك في كل مرة تظهرينا على حقيقتنا ، فانتصاراتك لم تدع مجالا للشك ، بأنك رسمتي خارطة الصمود والحرية ، لكل الأجيال العربية , ولم يبقى امامنا سوى الدعاء الصامت لك ، وهو أضعف الإيمان ، ولا تنتظري منا أكثر من ذلك ، لأننا قريبا سننشغل ، وسيشغلونا بإحتفالات العيد ، أملا منهم أننا قد ننسى غزة , لكنهم حتما خاسرون ، وأنتم المنتصرون ياغزة......

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
لا يمكن اضافة تعليق جديد
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012