أضف إلى المفضلة
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
البنتاغون للجزيرة : رد إسرائيل على إيران "سيادي" ونتفهم حاجتها لاجتياح رفح ركلات الترجيح تأخذ ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب مانشستر سيتي تقرير: وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية تسعى الى تغيير الوضع الراهن بالحرم القدسي الملك والعاهل البحريني يؤكدان ضرورة إدامة التنسيق العربي فيصل الشبول : الأردن ليس ساحة لتصفية الحسابات 520 شهيدًا باقتحام الاحتلال لمخيم النصيرات في غزة زراعة الكورة تحذر مزارعي الزيتون من الأجواء الخماسينية وفاة شخص جراء سيول في حضرموت اليمنية وقرار بتعليق الدراسة 7200 جريح إسرائيلي احتاجوا لتأهيل منذ بداية الحرب الإمارات تدرس واقع بنيتها التحتية وتدعم متضرري الأمطار بعد انتهاء العاصفة الصفدي: لا يمكن الاستغناء عن "أونروا" أو استبدالها مجلس الوزراء يمدد قرار منح شركات النقل السياحي مزايا جمركية وضريبية 3 أشهر حملة لإنارة المقابر في المناطق التابعة لبلدية المزار الشمالي نقل 25 رئيس قسم في أمانة عمان - أسماء راصد: علاقة النواب بالحكومة امتازت بالرضا والود رغم "بخلها" بإرضائهم
بحث
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024


غزة الاسم والاسطورة والمفاجآت

بقلم : الدكتور شفيق علقم
09-08-2014 10:38 AM
(ان فيها قوما جبارين)
لامندوحة في الاسم فقد اطلق عليها الكنعانيون -وهم عرب - اسم (هزاني) وهو اصل كل التسميات، وتعني المدينة المنيعة والعزيزة والحصينة ،وقيل من معانيها القوة والمنعة والمخزن والكنز وما يدخر، او من العزة بمعنى القوة والثبات ،ومن اشهر اسمائها الكنوز ، واذا اشتق الاسم من الفعل غزا يغزو فالغزاة هم الرماة بالنشاب (وحديثا بالصواريخ).
وقد سماها العرب غزة هاشم نسبة لهاشم بن عبد مناف جد الرسول الاعظم ،صلوات الله وسلامه عليه ،حيث مات ودفن فيها في طريق عودته من تجارة الى الحجاز، وهي مسقط راس الامام الشافعي رضي الله عنه.
تعتبر غزة من اقدم المدن التي عرفها التاريخ، صمدت لنوائب الزمان الكثيرة ،فنازل اهلها صنوف المحتلين الذين مروا عليها من فراعنة واغريق ورومان وبيزنطيين وعثمانيين، وهي الان من اهم المدن الفلسطينية لموقعها الاستراتيجي والاقتصادي، كما انها من اكثر مدن العالم نموا ديموغرافيا وخصوبة بشرية ، و فيها اعلى نسبة من حفظة القران الكريم .
كما يقال ، ان هناك مدن لا تختار قدرها ،فقد حكم عليها التاريخ كما حكمت عليها الجغرافيا ان لا تستسلم ، ولذا لا يملك ابناؤها الخيار دائما الا الصمود مع مدينتهم وعقيدتهم ومبادئهم ، فها هي غزة وها هم ابناؤها ، وها هي هذه الوشائج المتينة معها ،حب الله وحب الوطن ، والتفاني والاخلاص والاستشهاد ،هذه هي غزة ام المدن المنيعة تقاوم وتقاوم اشرس اعداء الله واعداء الانسانية ! ويحق لنا ان نتساءل من اين اتتها هذه القوة والمنعة وهذه الحصانة والعزة؟؟
لاريب في ذلك ، فحاضرها يشهد لها ،حيث صمدت ولا تزال تصمد اما حصار طويل جائر مدة ثماني سنوات ، ولا غرو فاهلها الصيد الصناديد هم احفاد القوم الجبارين العمالقة الذين اخافوا اليهود العبرانيين من قبل ، فلم يجرؤوا على دخول بلدهم رغم نداء الرب لهم!!!
ان المستقبل المشرف والمزدهر يصنعه المؤمنون الاذكياء عندما يسقر الايمان في القلوب وتسود العدالة الاجتماعية والحرية الفكرية، فالمؤمنون والمثقفون والاذكياء هم رواد المجتمع بالضرورة ،وهم رواده لصناعة المستقبل!!وان اسهل طريقة لقراءة مستقبل الشعوب هو تصفح عقليات كبارهم ، ومعرفة اخلاق اطفالهم ، ففي غزة اليوم ،قد اعد الكبار العدة وقاموا بجهود كبيرة لتغيير او تاسيس الحياة النفسية لابنائهم ولشعبهم عامة ، فكان ثمة شعب جديد نزع معنى الخوف والرهبة من نفسه ،واستبدله بالارادة والشجاعة والاقدام والصلابة والصبر والامل العظيم بالله، فلما ترسخت العقيدة في القلوب ،وتركزاعتبار ان الموت والحياة سيان في عقول وافئدة الناس ؛ لانها بيد الله الواحد القهار ،اخذ الناس يتنافسون لتكوين تاريخهم وامجادهم بطلب الشهادة،وزيادة اعداد الشهداء منهم ،واعتبرت الشهادة هي الكنز الاكبر ، وثروة الاسرة وتاريخها لرضا الله ودخول الجنة ، فغدت ثقافة الاستشهاد طريقا للحياة الكريمة ،وهيمن ذلك على تشكيل النفس الانسانية في غزة ، فلا خوف على الحياة او منها طالما هي والرزق والمال بارادة الله ، وقد اصبح ذلك هاجسهم الاوحد ، لذلك انحاز الشعب كله في غزة لمبدا المقاومة وطلب الشهادة .
لقد استطاع هذا الشعب الجبار في ظل ثقافته الجديدة وتكوينة العقيدي النفسي المؤمن ان يصنع المعجزات وياتي بالمفاجآت ،ويحمل للعدو الخوف والفشل الذريع ،فقد استطاع ابناء هذا الشعب رغم الحصار المنيع صناعة اول طائرة استطلاع على مستوى العالم العربي، كما استطاعوا صناعة وتطوير منظومات من الصواريخ القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى التي عجزت قبتهم الحديدة او الفولاذية عن صدها ، كما استطاع قادة هذا الشعب تكوين جيش من الكتائب الجبارة قادرة على تحقيق النصر بشهادة اعدائها. كما اخترعوا الانفاق الخيالية طويلة المدى التي اذهلت العالم .
ان غزة اليوم هي رباط في سبيل الله عبر حروب ثلاثة طاحنة ، خلال ست سنوات،ولا تزال، فقد حطمت كتائب المقاومة وجبابرة غزة وعمالقتها اسطورة الجيش الخرافي الذي زعموا انه لا يقهر.
ان اسرائيل وجيشها هي اسرائيل وجيش الجبن والنكوص ونقض المواثيق منذ ان كان اليهود والصهيونية ، فجبلتهم تأبى التطور اوالتغيير، وتبدو على حقيقتها في الجبن والخداع ، يتظاهرون بالقوة ويتدججون بالسلاح الامريكي زيفا وبهتانا ، فان الاشياء قلما تبدو كما هي على حقيقتها الواقعية ،فالحليب الذي نزعت قشدته يتراءى للناظر كما انه لبنا ذا زبدة ،وقد كشفت المقاومة الباسلة زيف وجبن ونذالة وخسة هذا العدو المغتصب.
اما على الجانب العربي المظلم ؛فان بعض العرب او جلهم ، ممن يتحدثون عن العزة والثقة والتضامن وهم يمارسون المصلحة والتبعية والجاسوسية بابداع ،فقد اصبح لسانهم مجرد قن لايواء السنتهم واسنانهم لا اكثر !! ان ثمة فريق من الساسة الغوغائيين العرب يرى باساليبه القذرة ان الاخفاق والفشل امر قائم يلصقونه بالمقاومة العتيدة وقادتها ؛ فيتهمونهم باسباب الموت والدمار والخراب، فهؤلاء يمارسون اسلوب لوم الضحية باتقان مفضوح ، ولا يكتفون بذلك بل ويفاوضون المقاومة نيابة عن اسرائيل، ان انحاء اللوم على المقاومة من الاساليب العبثية المهترئة المكشوفة التي ترمي الى تبرير عدوان حليفتهم اسرائيل ،وتبرير فشلهم وتقاعسهم حيث ماتت النخوة في قلوبهم وتجمدت الكرامة في اعصابهم، فالمقاومة في نظرهم سبب في كل ما حصل من الاوصاب والمحن والاوجاع.
شربنا على حكم الزمان من الاذى كؤوسا اضرت بالشراب المعتق
ان هؤلاء العرب المهزومين لا فرق عندهم بين خيانة ضمائرهم وخيانة الواقع الا التنفيذ، فمنهم من اتقن سياسة التغافل والتعامي ليريحوا انفسهم ويريحوا الناس من حولهم ،ومنهم من اخذ يصنع الشك الذي هو داء مخيف يدمر النخوة في النفوس ويقتل المحبة في القلوب ،ويطفىء بريق الايمان في العيون ، هذه بضاعتهم ردت اليهم.
اماالمقاومة ،واما الشعب الابي في غزة ،فقد صدق فيهم قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم:-
( لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم الا ما اصابهم من لأواء ، فهم كالاناء بين الاكلة حتى ياتيهم امر الله وهم كذلك. قالوا يا رسول الله واين هم ؟ قال ببيت المقدس واكناف بيت المقدس) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012