أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 17 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
استمرار دوريات سلاح الجو الملكي لحماية مجالنا الجوي الإمارات: إلغاء رحلات جوية وتمديد العمل عن بُعد بسبب الأمطار الغزيرة الملك لرئيس الشورى السعودي: ضرورة إنهاء الحرب على غزة الخدمة والإدارة العامة تتابع مشروع وصف وتصنيف الوظائف مع وزارتي الصحة والمياه ولي العهد يزور شركة "بي دبليو سي- الشرق الأوسط" في عمان 9632 جولة تفتيشية نفذتها الغذاء والدواء خلال شهر رمضان الملك من المفرق: الأردن لن يكون ساحة معركة لأي جهة الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات ومؤسسات في المفرق - أسماء القوات المسلحة الأردنية تنفذ 5 إنزالات جوية لمساعدة غزة بمشاركة دولية - صور الصفدي لإيران وإسرائيل: لن نسمح لكما بيربوك للصفدي: لم تغمض لنا عين بسبب الهجوم الإيراني الملك يفتتح شركة "بيا" لحياكة الأقمشة في المفرق بريزات: مخالفات كانت قد تؤدي بوضع البترا في قائمة التراث العالمي المهددة المبيضين: وسائل إعلام لم تستجب لتعديل اخبار غير دقيقة خلال الضربة الإيرانية التعليم العالي للجامعات: لا تعقدوا الامتحانات خلال الاعياد المسيحية
بحث
الأربعاء , 17 نيسان/أبريل 2024


دولة الخلافة الإسلامية... والإجماع العالمي المضاد

بقلم : د. هاني الشبول
27-10-2014 10:49 AM
فكرة الخلافة الاسلامية القائمة على ادماج جميع الدول والمجتمعات الاسلامية في العالم في دولة واحدة ، واخضاع باقي الدول والمجتمعات الى هيمنة دولة الخلافة 'فكرة ليست واقعية'.
اعتقدنا أنها ماتت منذ عقود، وأنها الآن مجرد فكرة خيالية 'لمجموعات من الرجال' الحالمين بانشائها ، والذين تسلحوا بادوات القتل واستخدمو اساليب الارهاب والوحشية المتعددة لاقامتها.

الخلافة، عند تلك المجموعات، مفهوما ايديولوجيا ومشروعا مناهضا بشكل مطلق لما هو قائم من أنظمة اجتماعية و ثقافية و سياسية وعلاقات دولية. جذبت تلك المجموعات أفرادا ينتمون إلى قطاعات اجتماعية مختلفة، ( متغايرة في الغنى والتعليم) ، والقاسم المشترك بين هذه المكوِّنات، على اختلاف ملامحها ودوافعها، هو طبيعة الإيديولوجية السياسية الدينية التي تسوّغ لها أهدافها وأنشطتها، وهي إيديولوجية تتـسم بخاصية تقسيم البشرية على أساس ديني، إذ لا تكتفي بالتقسيم التقليدي للبشر إلى مسلمين وكفار، بل توسّع معنى الكُـفر أو الشّرك وتقدّم تعريفا ضيّقا للإسلام يؤدّي إلى إخراج الجزء الأكبر من المسلمين خارج الملة ، و تقدم في نفس الوقت الصيغة الأكثر جذرية لتسييس الدِّين، فتتعامل به كإيديولوجية صِـداميّة لا تقف عند هدف استعادة النظام الإسلامي في فضائه التاريخي المعروف، وإنما تتجاوزه إلى الجهاد ضدّ ما تسمّيه الجاهلية الحديثة في كل مكان من الكرة الأرضية، والعمل على إقامة دولة خلافة عالمية، أي حكم الإسلام للعالم كافة.
إذا تصفحنا أدَبيات المجموعات او الفصائل الحالية، (مثل داعش، النصرة، القاعدة وغيرهما) مشرقا ومغربا، نُـعاين بوضوح توظيف الدِّين لتبرير تكفير الخصوم الداخليين (المسلمين) والحطّ من شأنهم ونزع كل شرعية عنهم، مقابل تمجيد ذاتهما وحقيقتهما الخاصّة بهما، فهولاء يضعون مشاريعهما وأفعالهما تحت مِـظلة دينية.

وذا فتشنا في خطاباتهم نجدها لا تهتم بقضايا التنمية ومكافحة البطالة والفقر ونشر المعرفة والتكنولوجيا الحديثة ومسائل الديمقراطية الاجتماعية أو المشاركة السياسية والكفاح ضدّ الاستبداد والفساد. أما الحقوق السياسية والضمانات الدستورية وإرساء دولة القانون وحقوق الأقليات وحقوق المرأة وما إليها، فهي، بحكم مفهومه اللاّعقلاني لحكم الله وإلغائه لحرية البشر، مسائل باطلة ، بل مدّعاة للتكفير والوصم بالجاهلية الحديثة...
فبدلا من ان تكون الشريعة الإسلامية منظومة قِـيم اخلاقية تستلهمها مجتمعاتنا المسلمة وتسترشد بها في معالجة التحديات العديدة المفروضة عليها، يختزل خطاب تلك المجموعات كل القضايا إلى القضية الدينية ويوسّـع صلاحيات الشريعة لتبتلع كل القضايا الدنيوية، ويرمي منافسيه أو خصومه السياسيين والمفكرين بتُـهم الردّة والكُـفر ويتوعّـدهم بالقتال، فهذا الخطاب يرفض كل من يختلف مع رؤيته داخل العالم الإسلامي وخارجة، باختصار يقود إلى مخاصمة الانسانية، متجاهلا ما يتحلى به الإسلام من قِـيم التسامح وقبول الاخر المختلف والذي يفضى الى التعايش بين بني البشر.
ان ارهاب تلك المجموعات او الفصائل وعملياتها الوحشية تنتشر بشكل متنامي، فقد اجتاح
اغلب دول ومجتمعات العالم الامر الذي يتطلب تضافر جهود جميع الدول من خلال تبادل التجارب والخبرات العسكرية والأمنية والمعلومات الاستخباراتية، لتعزيز قدراتها وكفاءتها لمحاربة الإرهاب ومحاصرته والقضاء علية.

المفرح هو تصميم العالم بالاجماع على التحالف لمحاربة الإرهاب الديني في نسخته الداعشية التي هي الأبشع في تاريخ الإرهاب المعاصر.
هذا الإجماع العالمي الذي قلّما يحدث إلا في نوادر النوازل الكونية، مما يشي بأننا على عتبة عصر جديد في التعاطي مع خطر الإرهاب.
أردنيا : كَمْ هو مُهمٌ وضروري أن 'الاردن'، بكل رمزيتها الدينية، و نفوذها الإقليمي، في مقدمة هذا التحالف الدولي الذي اجتمع على أنبل وأشرف وأخطر مهمة في العصر الحديث، مما يؤكد أننا شريك أساسي في بلورة واقع إنساني اجدد.

على الرغم من الجهود التي تبذلها دولتنا الاردنية وأجهزتها الأمنية (بطريقتها ) للتصدي لتلك التيار المخيف ، يتطلب الأمر مشاركة الجميع: الحكومة بمؤسساتها المختلفة، والشعب بمثقفيه وأحزابه السياسية ونقاباته المهنية ومؤسساته الإعلامية والتربوية والاكاديمية ، سواء اتفقت مع الدولة أم اختلفت ، فالصمت يعتبر انحيازا لهذا التيار الإرهابي المخيف وتحفيزاً له لكي يستمر في النمو، لتخريب وطنا (الاردن) وضرب مستقبله وإغراقه بالدم.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-10-2014 11:28 PM

من اين لك هذا ؟ احسنت الهرج. تسلم لستك

2) تعليق بواسطة :
28-10-2014 12:19 AM

".... فالصمت يعتبر انحيازا لهذا التيار الارهابي ......" ااقتباس
الا تعتقد ايها الزميل ان جملتك هذه هي ارهاباَ فكرياَ بامتياز لماذا لا يفسره البعض تسحيجاَ وانك تسير على طريقة " بوش" الابن " من ليس معنا فهو ضدنا " رفقاَ بنفسك يا دكتور

3) تعليق بواسطة :
28-10-2014 09:41 AM

سيدي الكاتب تحياتي الحارة لك فإن هذا الفكر الجميل أحسن وصف المشكلة و أشار باختصار إلى طريق العلاج و أثبت أنه ما زال هناك خير في كتاب و مفكري و مثقفي هذا البلد.

بوركت و ننتظر منك المزيد.

4) تعليق بواسطة :
28-10-2014 10:19 AM

يبد ان - كل الاردن - اصبحت لاتتقبل الا مايرضي المخابرات والحكومة الرسمية .

5) تعليق بواسطة :
14-05-2015 03:36 PM

احسنت في طرح الموضوع والى الامام

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012