ودع منتخبنا الوطني لكرة القدم منافسات النهائيات الآسيوية بعد خسارته أمام اوزبكستان 1-2 ،  في المباراة التي جرت امس على ستاد خليفة الدولي بقطر ضمن الدور الثاني , بحضور الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ورئيس الاتحادين الأردني وغرب آسيا, وسط حضور جماهيري كبير.

ورغم الوداع ترك منتخبنا ذكرى طيبة في النهائيات الآسيوية من خلال الأداء المشرف في الدور الأول أمام اليابان والسعودية وسورية, بشهادة المراقبين والمتابعين الذين أشادوا بأداء النشامى طوال المشوار.

فقد أنهى منتخبنا الشوط الأول بالتعادل السلبي في الوقت الذي باغت فيه منتخب اوزبكستان منتخبنا بهدفين في بداية الشوط الثاني بإمضاء باكييف, لكن بشار بني ياسين, قلص الفارق عندما سجل الهدف الوحيد في الدقيقة59 من  دون ان تنجح محاولات منتخبنا المتتالية في تعديل النتيجة.

هجوم اردني

اختزل منتخبنا الوطني فترة جس النبض الى بضعة دقائق فقط وسرعان من رمى بقفاز التحدي بعد ان بدأ المباراة باسلوب مفتوح طرح خلاله مبادرات هجومية متتالية ازعجت الدفاع الاوزبكي.

منتخهبنا اعتمد على اسلوب المباغتة بحيث اندفع من كافة المحاور فتحرك احمد عبد الحليم في الركن الايسر بنفس الفاعلية التي لعب بها عامر ذيب في حين مارس بهاء عبد الرحمن وشادي ابو هشهش ادوار هجومية اكثر من المعتاد الامر الذي منح حسن عبد الفتاح حرية التحرك والاسناد لمؤيد ابو كشك الذي طرحه عدنان حمد كخيار هجومي محض لازعاج الدفاع الاوزبكي وقد نجح في تأدية هذا الدور بامتياز وسرعان ما تلاعب بالدفاع الاوزبكي ومرر الى عامر ذيب الذي مهد الطريق لعبد الحليم للتسديد لكنه تسرع وذهبت كرته في العلالي.

الخيار الهجومي الذي تبناه منتخبنا الوطني منحه الافضلية في الاستحواذ والسيطرة على الكرة وفرض على المنتخب الاوزبكي اللعب بطريقة دفاعية خشية ان يتعرض مرماه الى هدف اردني ولذلك اعتمد المنتخب الاوزبكي على الكرات المرتدة لاستهداف مرمى عامر شفيع وكاد ان ينجح في التسجيل في مرمانا على عكس مجريات اللعب وذلك حين سدد رحمانوف كرة قوية من خارج المنطقة ابعدها المتألق عامر شفيع باعجوبة منقذا مرمانا من هدف اوزبكي محقق .

كرباج العندليب وفرصة الشاطر

السيناريو الهجومي لمنتخبنا لم يتغير رغم التحسن الكبير الذي طرأ على اداء المنتخب الاوزبكي وتواصل اندفاع لاعبينا خاصة من الركن الايسر الذي تألق فيه الدميري وعبد الحليم وهذا الاخير اشعل المدرجات عندما اطلق صاروخا اردنيا عابرا للمرمى لكن الحارس الاوزبكي تدخل في الوقت المناسب وابعد هدفا اردنيا محققا.

بمرور الوقت تراجع الرتم الهجومي لمنتخبنا رغم انه حافظ على افضليته وكاد الشاطر حسن ان يخطف هدف السبق بعد ان احسن استقبال كرة عامر ذيب على حافة الجزاء وسددها على الطاير هزت الشباك ولكن من الخارج.

حارس مرمانا عامر شفيع اعلن عن حضوره بقوة قبل نهاية الشوط بدقائق عندما تصدى لمحاولة اليكس الذي سدد على الطاير وسط غفلة من رقابة بني ياسين ومحمد منيرالذي تدخل بعدها وابعد الكرة لركنية.

عكس التيار

حملت بداية الحصة الثانية من المباراة مفاجأة غير سارة لمنتخبنا الوطني وتعرض مرمى عامر شفيع للقصف مرتين في ظرف ثلاث دقائق فمن اول كرة وصلت الى منطقة الجزاء عبر عرضية جبروف حتى استقبلها ساليموف بعيدا عن الرقابة الدفاعية للاعبينا واودع الكرة في شباك عامر شفيع.

ولم يكد منتخبنا يستفيق من صدمة الهدف الاول حتى ارسل حسنوف عرضية اخرى الى رسلوف الذي سدد وسط مضايقة السلمان في شباك شفيع مجددا ليجد منتخبنا نفسه متأخرا بهدفين من دون مقابل.

الصدمة كانت شديدة على لاعبي منتخبنا الذين لم يتوقعوا هذه المفاجأة على الاطلاق واحتاجوا الى وقت طويل للعودة الى اجواء المباراة حيث سيطر لاعبو اوزبكستان على اللعب من خلال تناقل الكرات القصيرة في وسط الملعب وعبر الهرب نحو الاطراف التي اقلقت دفاعنا في العديد من المناسبات.

وبعد ان استوعب منتخبنا الصدمة عاد بقوة الى المباراة عبر فرصة لحسن عبد الفتاح الذي وجد نفسه امام المرمى لكنه تسرع في التسديد لتذهب كرته بجوار القائم قبل ان يتدخل المدافع ويبعد كرة عامر ذيب في اللحظة الاخيرة الى ركنية.

بشار يقلص

لاح الهدف الاردني في الافق بعد تمكن النشامى من فرض سيطرتهم مجددا على اللعب وهذا ما تحقق في الدقيقة 57 عندما ارسل الدميري ركنية على رأس عامر ذيب الذي سددها بقوة لترتد من الحارس الاوزيكي وترتد الى بشار بني ياسين الذي لم يفوت الفرصة واعاد الكرة بقوة في الشباك مقلصا الفارق الى هدف ويعيد المنتخب الى المباراة.

وكاد عبد الحليم ان يعدل النتيجة بعدها مباشرة بتسديدة قوية لكن الحارس الاوزبكي تألق وابعد كرته في الوقت المناسب.

تبديل من دون تعديل

الكابتن عدنان حمد لجأ الى استخدام اوراقه البديلة لتعديل مسار اللعب فسحب شادي ابو هشهش ودفع مكانه عبد الله ذيب في الخط الامامي لزيادة انتاجية المنطقة الامامية كما سحب ابو كشك بعدها بدقائق وزج مكانه انس حجي لذات الغرض ومع ان تبديل ابو كشك اضعف الفاعلية الهجومية للمنتخب على عكس ما كان متوقعا الا ان عبد الله ذيب لاحت امامه الفرصة للتعديل الا انه لم يحسن استقبال كرة حسن عبد الفتاح وضاعت اثمن فرصة في هذا الشوط .

في المقابل كانت الهجمات الاوزبكية المرتدة خطرة جدا على مرمى عامر شفيع خاصة كرة زنجار الذي سدد كرة خطرة للغاية اصابت الشباك من الخارج .

في سطور

النتيجة : 2-1 لصالح اوزبكستان

الاهداف:

بشار بني ياسين (59), باكييف (46 و49)

عدد الجمهور: 16.073 ألف متفرج أغلبهم من أنصار منتخبنا الوطني

الحكام : السنغافوري عبد الملك  عبد البشير ( للساحة  ) و جيفري غوه (سنغافورة)و هاجا مايدين (سنغافورة) و الحكم الرابع: يويتشي نيشيمورا (اليابان)   .

الاردن :عامر شفيع وبشاربني ياسين ومحمد منير وسليمان السلمان  واحمد عبد الحليم وبهاء عبد الرحمن وشادي ابو هشهش (عبدالله ذيب)  وحسن عبد الفتاح وعامر ذيب  ومؤيد ابو كشك (أنس حجي) ومحمد الضميري .

اوزبكستان:نيستروف (جوراييف)  وجورابيف وبكييف وميلاد جبانوف وحيدروف وجيبروف واحمدون والكسندر جيزيخ (اسماعيلوف) ونور سنوف و كابادزي و وحسنوف  (أندريف)

شفيع : الدور الثاني انجاز

قال لقد قدمنا مباراة كبيرة  ونجحنا في خطف الانظار في البطولة مؤكدا ان الوصول الى الدور الثاني هو انجاز  للكرة الأردنية, لاسيما وأن الفريق لعب جيدا في البطولة, وقدم اللاعبون أداء مشرفا في الدور الأول مكنهم من التأهل إلى الدور الثاني برصيد متساو من النقاط مع المنتخب اليااني, ولكن فارق الاهداف حسم المصلحة لليابان لتصدر المجموعة.

وأشار أن النشامى, كانوا على الوعد, وكانوا قريبين من مربع الكبار, لكن الخسارة أمام أوزبكستان أبعدتهم عن ذلك, في الوقت نفسه, تركوا بصمة في النهائيات الآسيوية, بأن الكرة الأردنية مازالت بخير.

عبدالرحمن: بطولة للذكرى

أكد بهاء عبدالرحمن أن النشامى كانوا على قدر المسؤولية, ونجحوا في لفت الأنظار بفضل الأداء المميز, والقوي, أمام أقوى الفرق في قارة آسيا, مشيرا إلى أن النشامى لعبوا مباريات ستبقى للذكرى في تاريخ المونديال الآسيوي, مشيدا بأداء زملائه والجهاز الفني على ما قدموه في البطولة. وأضاف: انتظروا فريق النشامى في المحافل القادمة, فإنهم قادمون كما فعلوا في الدوحة, لكن الحظ أبعدنا عن الأربعة الكبار, ورغم ذلك سنبقى كبارا بما قدمنا.

السلمان: الكرة الأردنية حضرت بقوة

عبر سليمان السلمان عن سعادته الكبيرة لما قدمه المنتخب في النهائيات الآسيوية, مؤكدا أن الوصول إلى الدور الثاني عبر محطات اليابان والسعودية وسورية هو  انجاز كبير بحد ذاته مشيدا بأداء النشامى وحنكة الجهاز الفني بقيادة حمد وبالحضور الجماهيري الذي واكب النشامى أولا باول, وأضاف: الكرة الأردنية كانت حاضرة بقوة في الدوحة, وأن القادم أحلى.

بني ياسين: النشامى نالوا التقدير

أشار بشار بني ياسين أن منتخبنا الوطني نال الاحترام والتقدير في الدوحة من المراقبين والمتابعين للأداء المميز والنموذجي والثبات في المستوى في كافة اللقاءات, مؤكدا أن  اللاعبين حرصوا على عكس الصورة الحقيقية عن الكرة الاردنية موجها شكره إلى الذين ساهموا في وصول المنتخب إلى ما وصل عليه, وأضاف : إننا سنكون على الوعد في البطولات والمسابقات المقبلة, كما كنا في قطر.

* شذرات من المباراة

- الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا), رئيس الاتحادين الأردني وغرب آسيا, حضر قبل اللقاء.

- دخل المدرب البرازيلي مانويل ارض الملعب اولا لتجهيز الادوات من اجل عملية الاحماء التي اشرف عليها بنفسه.

- الاغاني الوطنية كانت حاضرة في الاذاعة الداخلية لستاد خليفة الدولي وتفاعل معها الجمهور بحرارة

- عدنان حمد حظي بالتصفيق الحار من الجمهور وكذلك الجهاز الفني  واللاعبين عند الدخول في الوقت الذي حظي المصابون حاتم عقل وانس بني ياسين وعدي الصيفي بتشجيع كبير من الجماهير قبل المباراة

- الحراس الثلاثة شفيع والعمايرة وياسين اول من دخلوا الى الملعب مع المدرب احمد جاسم

- مدرب اوزبكستان جلس طويلا لوحده عند دكة الاحتياط واستمر ذلك اكثر من ساعة  واحدة

- تواجد الجمهور قبل ثلاث ساعات حاملين صور القائد وعلم الوطن وشكلت الجماهير لوحة خلفية تمثل علم الوطن

- جماهيرنا تفاعلت بحرارة مع لقاء قطر واليابان الذي بث عبر شاشة الملعب وشجعوا قطر بحرارة

- الجالية العربية حضرت الى الملعب بعد نهاية لقاء اليابان وقطر ووقفت الى جانب جماهيرنا وشجعت بحرارة حتى يواصل منتخبنا مشواره باعتباره المنتخب العربي الوحيد  بعد خروج قطر.

حمد  : (منتخبنا خرج مرفوع الرأس)

اعتبر مدرب منتخبنا عدنان حمد ان فريقه خرج من كأس اسيا 2011 في الدوحة مرفوع الرأس بعد خسارته امس الجمعة امام اوزبكستان 1-2 في ربع النهائي.

وقال حمد "انا فخور باللاعبين لما قدموه في هذه البطولة, فقد فريقنا التركيز في الدقائق الخمس الاولى من الشوط الثاني فتلقينا هدفين وارتبك الفريق بعض الشيء, لكننا لاحقا حصلنا على الفرص وكنا قريبين من التعادل".

وتابع "المنتخب خرج من البطولة مرفوع الرأس, وقد بلغت اللاعبين أن عليهم ان يرفعوا رؤوسهم لانهم شرفوا بلدهم وسيكون لهذا المنتخب شأن كبير في المستقبل".

واوضح حمد "روح الفوز والارادة كانت موجودة لكن الاجهاد نال من المنتخب الذي لعب مباريات قوية جدا وعالية المستوى, واذا تابعنا الاحصاءات نرى ان منتخب الاردن من اكثر المنتخبات التي بذلت مجهودا في الملعب", مشيرا الى ان "غياب 4 لاعبين اساسيين ومهمين عن مباريات قوية كهذه يكون مؤثرا جدا".

وعما حصل في دقائق معدودة, اوضح "كما قلت, كان هناك ضعف تركيز في بداية الشوط الثاني, فاللاعبون عانوا من كدمات كثيرة في الشوط الاول, بشار بني ياسين مثلا فقد ثلاثة من اسنانه في الشوط الاول, وشادي ابو هشهش عانى من شد عضلي, ومحمد الدميري ايضا, فالجهاز الفني كان يسابق الوقت لتجهيز اللاعبين بين الشوطين, وكان تركيزهم ضعيفا في الدقائق الاولى لكنها كرة القدم اذ ان الاخطاء هي التي تحسم نتائج المباريات في بعض الاحيان".

وتحدث عن غياب مهاجم صريح في المنتخب قائلا "افتقدنا اليوم لاعبا مهما جدا ومؤثرا هو عدي الصيفي, ولو كان هناك مهاجم صريح وجيد بالتأكيد كنت سأضمه الى المنتخب, لقد اخترت افضل الموجود ولا اشعر بالذنب في اختيار التشكيلة. قدم المنتخب ما عليه وكان من افضل 8 منتخبات في اسيا في هذه البطولة".

وعن المستقبل, قال "الاستحقاق المقبل هو تصفيات كأس العالم, الان ثقة الجميع بالمنتخب كبيرة واصبحت فرصته كبيرة بالمنافسة", مضيفا "عقدي ينتهي في نيسان/ابريل المقبل وفي حينها سيكون لكل حادث حديث, فانا سعيد جدا بعملي مع المنتخب الاردني الذي ينتظره مستقبل كبير".

(العرب اليوم - يوسف السواركة - موفد اتحاد الاعلام الرياضي )