أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


الحراك الشعبي الأردني..نظرة إلى المستقبل

بقلم : حاتم بريكات
17-11-2014 09:21 PM
قد لا أبالغ إذا قلت أن هناك حالة ارتداد قوية عن الإصلاح اليوم تقودها المجموعة الحاكمة في الأردن كرد فعل على توقف الحراك الشعبي ,جاء ذلك بعد توقعات البعض بأن الحالة الإقليمية المحيطة ستسارع عملية ' تلبية المطالب' من قبل السلطة, ولكن ما حدث كان مختلفاً حيث تحول الوارد الإقليمي إلى حالة من الانقسام و الخلاف في صفوف المعارضة, ثم سارع أصحاب الخبرة في الحراك إلى اتخاذ قرار موفق بإيقاف نشاطه بعدما أدرك الجميع أن المجموعة الحاكمة قد درست الحالة 'الحراكية' بشكل مكثف و دقيق و استوعبت المتغيرات بشكل أسرع بكثير من استيعاب معظم النشطاء .
لست بصدد تحميل المسؤوليات لأحد غير النظام الحاكم في الأردن ,ولكني أؤكد على أن ردة فعله لم تتجاوز ردة فعل أي نظام في العالم الثالث , فهو يرفض الشراكة في الحكم -وإن أعلن العكس- بدليل إصراره على استخدام بنك الشخصيات 'الخاص به ' في تغذية المناصب و تدوير هذه الشخصيات على مناصب الدولة دون أي اعتبار لفشلهم الملحوظ طوال عقود , حتى مجلس النواب الذي يفترض أنه مساحة التمثيل الشعبي في الحكم فقد لجأت أدوات السلطة إلى إطباق سيطرتها على الأعضاء بشكل واضح حيث حظي المجلس بمعارضة من انتخبوه أكثر من البقية .
و سواء كان توقف الحراك الشعبي مدروسا أو غير مدروس , فأعتقد أن توقفه كان مفيداً جداً و سيعود على المعارضة الأردنية بالنفع على عكس ما يعتقد البعض من خلال أمرين مهمين :
الأول: أن المجموعة الحاكمة ستشعر بحالة من الانتصار ستفضي إلى حالة من الرِّدة الجهرية عن الإصلاح مظاهرها عادت للظهور مثل ( الفساد , التعيينات , غلاء الأسعار ) ستؤدي تدريجياً إلى استعادة 'دوافع الحراك' بخبرة و رزانة و استقلال عن كل المؤثرات غير المحلية و الانفعالات السطحية ,ذلك بالإضافة إلى إدراك النشطاء أن الفكر الأمني في دول 'الاوتوقراط' يتعامل مع الحالة لحظياً ولا يمكن له دراسة ما ورائيات الأمور , و يلتفت إلى حالة الاحتقان الشعبي إذا ظهرت في الشارع فقط و ليس بدراسات مضبوطة لآراء الناس.
الثاني : أن حالة التوقف الذي نفذها الحراك أسفرت عن عملية ' غربلة ' شديدة الأهمية , بحيث تخلص جسم الحراك اليوم و بشكل موثق من المتسلقين والوصوليين و من أصحاب الانتماءات الخارجية , و جاء ذلك على مستويين :
مستوى تنظيمي : حيث بدأت بعض التنظيمات كجماعة الإخوان المسلمين بالتأهب لخوض الانتخابات النيابية القادمة في ظل التعديلات الدستورية الأخيرة و مشروع قانون الانتخاب الجديد و بناءاً على تحركات بعض قيادات الحركة على أرض الواقع , وفي ذلك حالة انسحاب كلي من الشارع و تخلي عن الحراك الشعبي .
مستوى فردي مستقل : فقد بدأ بعض النشطاء بالكفر علناً بالمعارضة كفكرة , فقد حاولوا التسلق مراراً على حركة الشارع و لكن الحركة كلها توقفت بالتالي لم تعد ذات أهمية حيث أعلنوا أنهم'لم يعودوا معارضين' أمام الجميع وأتساءل هل النضال في نظرهم ' فعل و رد فعل' أم حالة دائمة و شكل من أشكال العلاقة مع السلطة , و هل الخروج من 'المولد بلا حمص' مؤلم لهذه الدرجة , على كل الأحوال فإن سقوطهم ليس سوى أحد أهم البراهين على أن صحة نمو المعارضة الأردنية ,وأن ما فات ليس سوى مرحلة مراهقة سيتبعها النضج.
قد يتفاجأ البعض من التفاؤل الذي أورده هنا , لكني أؤكد أن عملية 'الغربلة' المذكورة ستؤتي أُكلها في ظرف السنوات القليلة القادمة و سيولد لهذا الوطن العظيم معارضة وطنية حقيقية تنسج كل خطابها حول مصلحة الأردن,خصوصاً وأن أسباب ضيق الحياة ما زالت موجودة لا بل في حالة تضاعف .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-11-2014 12:01 PM

من قال لك اننا من العالم الثالث أخي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ العالم الثالث يغضب إذا عرف انك تشبه الأردن به أو اياً كانت من الدول العربيه من المحيط للخليج بل قُل العالم ما قبل العصور الثلجّيه أو المظلمه !!!!!!!! لا تشبهنا بأي عالم حديث ثالث او عاشر فنحن نعيش المتناقضات بعينها ولهذا لن نتقدم خطوّه فليس هناك رماديه بالسياسه إما ديمقراطيه وإما دكتاتوريه أما بين البين فهذه مصيبه وحالة ضياع وفراغ لا يتقبلها عاقل وفاهم وسياسي التعليم والعلم .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012