أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 04 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأربعاء , 04 كانون الأول/ديسمبر 2024


قاصد أنا الكرك

بقلم : عمر عزم القرالة
24-11-2014 10:11 AM
ركوب القطار أربعة عشر ساعة ,ثم انتظار طائرة لتحلق لثلاث ساعات ,رحلة تصل بي الى أرض الوطن ,ممتعة هي تلك الرحلة , لكنها خالية من ذلك الشعور المسمى بشجن ,هي انسحاب من جماليات الطبيعة ,من سهول القمح الممتددة على مد النظر ,تلك الانهار الانيقة ,والطبيعة الخلابة التي تذيب الحواس في مكنون الدهشة , لكنه انسحاب يعانق الزمن ,اذ أن طول الرحلة والشوق للإردن والكرك يساهمان في عد الساعات وانتظار النهاية .
تبدأ رحلتي الحقيقية من عبوري جسر المطار ,تبدأ صحراء القطرانة فجرا بمحو ذكرى رحلتي الطويلة , وتخضعني لها ,وهيئتها لم تتغير ,وكأنها ترد على سؤال لماذا , أنني صحراء تأبى التغير وترفض فكرة الاعتراف أنهم يتناسوها ,ترفض التنازل عن كبريائها , وتستمر في رسم الصورة الصلبة في عاطفتي ,صحراء تتحدى سرعة السيارة , وتستمر في خلق التشابه والتناغم مع تاريخ عريق ينام بين رمالها , وأنها بساط أصفر يستقبلك لتدخل الى خشم العقاب ...الكرك
تكون عودتي دائما الى الكرك فجرا ,حينما يكون حديث الاعين والصمت الشامخ في صخورها وجبالها وامتداد صحرائها يُرضخ الذات لعبقها , مع اغنية لعمر العبدلات على راديو السيارة تكتمل دارة الشجن, وأدخل في كوما التاريخ ,اتذكر العباءة ,والفوتيك ,والقهوة ,والجميد ..أنظر الى الطريق المحفورة في الصخر ,الى شجر السرو الزاهد عن الماء ,كل ما حولي يكابر زاهدا متمسك ببقايا أمل ,وعمق تاريخ .
هنا الكرك ..أصل جسرها ,وعلى يميني حديقة سموها وأحسنوا تسميتها بحديقة حابس المجالي , وأمامي الحصن المنيع ,وفي غفلة العين تظهر بينهما لوحة الترحيب (ارفع رأسك أنت في الكرك) ..اعذورني فهي الكرك ,هي مدينة الفرسان وابطال الحروب , ,هي من تستطيع أن تنادي جعفر الطيار , صلاح الدين , ابراهيم الضمور وغيرهم من أشاوس الرجال , قلة من يعلموا أنها مدينة حُكمت منها القاهرة , وانه ادار من قلعتها الملك الناصر سيف الدين قلاوون مصر في عهد ولايته الثانية, واختارها لتكون حصنه وطريقه الى تحرير القدس الثاني , هي من قال فيها الرحالة الشهير ابن بطوطة 'وبهذا الحصن يتحصن الملوك، واليه يلجأون في النوائب ' ,أرض ثارت في وجه الاتراك وضد ظلمهم ,وقدمت شهداء في سبيل الكرامة وصون الدخيل ,فشهداء الوطن والكرك أبناء الشيخ ابراهيم الضمور (حامي الدخيل) من بطش الاتراك , والذي ضحى بولديه في سبيل ذلك ,وشهداء منطقة العِراق , كلهم روت دمائهم ارض الكرك ,والتقى الكبرياء مع الكرامة والشرف ,فهبت الكرك على بكرة ابيها لتستقبل عرش الهاشميين الذين هبو لنجدة أمتهم وتحريرها من الحكم العثماني ليكونوا قادة وملوك .
وليس تذكيرا وانما تأكيدا ..أن الكرك تاريخ اسمى من أن يُذكر في حقبة أو لسكان بعينهم ,انها أرض تربي وأرض تروي من ضمأ , في الكرك شح خدمات وتناسي لتاريخ ومكان ,من أهلها من يعاني ضيق الحال , ويسمو عليه بالجود والأصالة , أرض الكرك وأهلها يستحقون كما باقي محافظات الاردن اهتمام اكبر ,يرقى لاحترام الارض والتاريخ ,ولكن الكركي برغم ذلك يحب الوطن ويرفع العلم ويتطرف في الولاء ,لانه إردني وكركي .
فحيا الله الكرك ,حيا الله من تعاني وتكابر ,حيا الله يا خشم العقاب



التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-11-2014 11:19 AM

مع كل تقديري واحترامي للكرك والى اهل الكرك الكرام وهم بغنى عن التعريف بتاريخهم وتاريخ الكرك أقول كما قال المثل ما يحرث الارض الا عجولها والمعنى المقصود من هذا المثل هو على أصحاب رؤوس الاموال من اهل الكرك الكرام وهم كثيرون جلب نصف أموالهم لاستثمارها في الكرك واعتقد بان جميع مشاكلها تحل وتصبح قبله للاستثمار مع جمالها وتاريخها الطيب
ارجوا ان لا تلوموا غير أبناءها الميسورين الراقدين في بيوتهم في عمان وغيرها من البلدان والعواصم العالمية والله يعطيهم العافية والصحه ويزيد في مالهم
مع كل المحبة للكرك أرضاً وسكاناً فهم أهلنا جميعا وعزتنا في كل المناسبات

2) تعليق بواسطة :
24-11-2014 08:16 PM

أصيل ووفي ياقرالة يسلم لسانك.

3) تعليق بواسطة :
25-11-2014 01:08 PM

الكرك هي كذلك " كرك " من اية جهة قرأتها من اليمين او الشمال ،كما حدّث حابس باشا رحمه الله جلالة المغفور له الملك حسين ،عندما عاتبه على بعض الحراكات بالكرك في نهاية الثمانينات
لكن الكرك وغيرها من مدن الوطن ،وعشائر الوطن ، افتقدت التأثير وسُلبت دورها باتخاذ القرار ،ولم يبقَ بالوطن رمز فاعلون ، وهنا منبع الخوف والقلق
وللعلم فان الكرك تحظى باهتمام الباحثين الاسرائيليين ،باستمرار ،فمنها انطلق صلاح الدين الايوبي لتحرير الاقصى من براثن الصليبيين

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012