أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني عضو بالكنيست : جميع كتائب القسام نشطة بغزة بخلاف ادعاءات نتنياهو الوزير الارهابي بن غفير : "الإعدام".. "الحل" لمشكلة اكتظاظ السجون بالفلسطينيين وكالة فارس الإيرانية: وي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية في الجيش تقارير أولية عن انفجارات متزامنة في إيران وسوريا والعراق فيتو أميركي يفشل قرارا بمنح فلسطين عضوية الأمم المتحدة الكاملة المندوب الروسشي : كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمقتل آلاف الفلسطينيين "مفاعل ديمونا تعرض لإصابة".."معاريف" تقدم رواية جديدة للهجوم الإيراني وتحليلات لصور الأقمار الصناعية الأردن يوسع المستشفى الميداني نابلس/2 كأس آسيا تحت 23 عاما.. الأولمبي يتعثر أمام قطر باللحظات الأخيرة الحكومة تطرح عطاءين لشراء 240 ألف طن قمح وشعير الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا" الصفدي يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية - نص الكلمة العسعس: الحكومة تملك قرارها الاقتصادي القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


الخطابات الأربعة لإطلاق الطيار الأسير

بقلم : رائد علي العمايرة
27-12-2014 10:24 AM
ما من قضية كشفت مقدار، ما يعتمل في نفوس الناس من اضطراب، مثلما كشفت قضية الطيار الأردني الأسير عند تنظيم الدولة الاسلامية،فقد ظهرت سريعاً أربعة أنواع من الخطابات ،وكل منها يمثل شريحة،تفكر بطريقة مختلفة عن الأخرى وبشكل متباين كليا عن غيرها...
ولعل أكثر هذه التصريحات تعقلاً وانسياقاً مع ما يلزم،للحفاظ على حياة هذا الأسير، هي تصريحات أقاربه وذويه وهي تصريحات متعقلة صادقة (وتلقائية)غايتها الحفاظ على حياة ابنهم،وقد وصف كل من والد الطيار وأخيه، تنظيم الدولة بإخوانه وتوسل إليهم بالإسلام، وذكَّرهم بأنه أخطأ وأنهم إن أحسنوا إليه وأطلقوه فسيكون ذلك مِنَّةً منهم، وكان كلام كل منهما، غاية في اللطف واللباقة، فليس يعقل أن يسبهم ويلعنهم ويستفزهم ويهددهم بتهديد يعلم أنه فارغ، فيودي بذلك بحياة ابنه ويكون هو من جنى عليه وقتله، خصوصا وهو يعلم أنه عندهم مستحق للقتل، فهم سيحاكمونه حسب منهجهم لا حسب منهجه هو،لذلك كان التلطف في الخطاب تلقائيا ومليئا بالحرص على عدم الإستفزاز فماذا يملك أبٌ أو أخٌ أو ابن عمٍ غير التلطف، وهو يعلم أن من يحبه الآن في قبضة من يريد القصاص منه،وفي حَمْأةِ حرب، وقد أمسكوه في قتال،وكان حريصا على قتلهم،فمن العقل والحكمة أن يتلطف بالخطاب ويظهر الأسف، ويرجو العفو،إضافة الى الإعتراف بالخطأ،والمناشدة بما يربطه فيهم من دينٍ ورحمْ،وهذا تلقائي لا يحتاج الى كثير تفكير، والخلق مجبولون عليه ومضطرون إليه بحكم فطرتهمً.

أما الخطاب الثاني فكان خطابا همجياً غوغائيا، استفزازيا أشد ما يكون الإستفزاز،ينضح بالسب والتكفير واللعن والشتم بأقذع الشتائم، ومبدوءا أو ًُمَذيَّلاً بتهديد كبير تخال من يطلقه متأهباً للانقضاض على من أسروه،وكأنهم يقفون في ساحة عامة ويشهرون عليه مسدساً كرهينة،ويشترطون أن تفتح لهم الطريق فقط، ليسلموا من القتل،وليس كتنظيم يشكل دولة ويحتجز أسيراً،ويحكم منطقة مترامية الأطراف وله جحافل وجيوش تجوب الأرض طولاً وعرضاً.
وقد ملأ هذا النوع من الخطاب الصفحات في (تويتر والفيس بوك واليوتيوب) وكان ملؤه الإستعراض، فلا أدري كيف لا يخجل رجل ناعم في مكتب وثيرٍ،ولا يحمل سلاحا، وكل عدته من الحرب(التلويح بإصبعه الناعمة) يرفعها ويخفضها وينفضها، مُرْغِياً مُزْبِداً شاتماً، وكلما تذكر أنه أمام عدسة الكاميرا لتي عالجها مرات،لتظهر صورته بشكل يناسب أوهامه، طفحت مراجله أمامها،وانتفخت أوداجه أكثر، وعلا رغاؤه أكثر، كيف لا يخجل أن يهدد من مكتب؟!، ويهدد من؟! يهدد تنظيما َصْنعَتُهُ الحرب ومِرَاسُه الطِّعان، ويحتجر أسيراً لا نعرف مصيره،ثم يدعي هذا 'القط المحاكي صولة الأسد'في التسجيل المصور أنه يريد سلامته، لا والله ما صدق هؤلاء وأقسم على ذلك، وإنما هي سوقٌ دخلوها بغير بضاعة فاشتغلوا بالسمسرة وفي السوق الرائجة لا يربح السمسار إلا الجعجعة ، ولعل أحدهم كان يحرص أن يستفز الآسرين فينفذوا في الطيار قصاصهم منه، فيرقص بعدها مزمجراً ومتوعداً ومزايداً،أكثر على دمائه،فماذا يهمه من أمره وهو يفعل ما يفعل، وعقدة النقص يفكها عند أمثال هذا،تهديد من غرفة مكتب،ومن فوق كرسي دوار!!!!!!!!!!........ وسبحان الله فلا ينتحل البطولة في مواطن الرخاء، ولا يتقمصها في الخلوات إلا الجبناء، وقد قال الشاعر(وإذا ما خلا الجبان بأرضٍ...طلب الطعن وحده والنزالا،والأعجب أن يتناقل بعض الخرقى تسجيلات مصورة لهذا وأمثاله، وهم يشيدون ببطولته، وكأن غيداء ناعمة الخدين رخصاء الكفين في خدرها لا تتقن مثل هذا التهديد، بل إن الغيدَ فعلن ذلك أيضا على الصفحات فَوُصِفْنَ بأخوات الرجال والنشميات،ولم يقل عاقل اسكنوا حتى ينجلي الأمر واسكتوا حتى نضمن سلامة الأسير.

وقد كان في وسع هؤلاء السكوت ، لو أرادوا سلامة الطيار(فالرجل ما زال أسيراً ولا يعرف مكانه وهومهدد بالقتل) فكيف تستفزونهم على المواقع وتناقشونهم مباشرة يقرأون شتائمكم، وتقولون لهم مهددين (كلنا معاذ) أي كلنا نود قتلكم ثم تطمعون أن يطلقوه ويكرموه، ألا يخشى أحدكم أن يَجُرُّهُم هذا الإستفزاز والشتم والتحدي لقتله فورا نكاية بكم؟!، ألا تنتظرون على الأقل حتى يصدر شيء من التنظيم يبين مطالباً، أو يكشف عن نيةٍ،والله لو كان هؤلاء صادقون ما سبوا وما شتموا والرجل أسيرٌ في قبضة من يسبونهم.

أما النوع الثالث فهو الأعجب،والأكثر إضحاكا وسخرية في موقف مؤلم يتطلب عقلاً وفهماً واعتدالاً،كمثل من يوجه نداءاً للملك أن يهبه فرقة، ليبحث عن الطيار ليخلصه،ثم يقتل آسريه شر قتلة،فيخيل إليك أنه لا يعقل أن من يقصدهم بتهديده، تحاربهم ستون دولة، ويبلغ ما أرسل عليهم من غارات جوية، أكثر من إحدى عشر ألف غارة، لم تقتل منهم حسب التقديرات الأمريكية،إلا الفاً وبضعة عشر مقاتلاً،أي أنهم أرسلوا عشر غارات لكي لتقتل رجلاً واحداً،هذا إن صح عدد القتلى.
إضافة إلى جيوش البشمركة الكردية والجيش الحر والجيش العراقي،والصحوات الذين لم ينالوا شيئا يذكر إلى الآن وحسب التقديرات الأمريكية،أي أنهم لم يحرزوا شيئا في هذه الحرب.
فكيف يطلق عاقلٌ مثل هذا التصريح، حتى ليخيل إليك أنه غائب عن الوعي تماماً، ويخيل إليك أن من يريد قتالهم، عبارة عن خاطفين أخذوا رهينة ويحتجزونه في مكان ما في أحراش جرش،أو أنهم متحصنون في مغارة.
حقاً 'عش رجبا ترى عجبا' إنما هي فرصة للإستعراض ونشر الصور والعربدة،وعندما يسيطر جنون العظمة على شخص ما فإنه سيذهل عن كونه مضحكاً فيما يدعيه من القوة،ويغفل أنه جعل من نفسه مسخرة فيما يهدد به غيره.

وهناك نوع رابع،لا يهدد ولا يتوعد،فقط يتكلم أن هذه الحرب لاناقة لنا فيها ولاجمل، وأنها ليست حربنا، ويطالب الدولة بالخروج من التحالف الأمريكي الغربي على تنظيم الدولة،وإن كان ثمة حرب فلتكن موجهة للصهاينة الذين يستبيحون الأقصى يوميا ويمثل هذا الرأي بعض المفكرين وبعض النواب(كهند الفايز) إضافة إلى بعض المثقفين والكتاب.
إلى من يرأفون بحال أم هذا الطيار وأبيه وزوجته وأقاربه، ويرجون له السلامة أرأفوا بحاله واصنعوا كما صنع أهله وأحسنوا الخطاب فالرجل ما زال أسيرا عندهم فلا تقتلوه ،،،لا تخطبوا عروسا وأنتم تشتمون أباها.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-12-2014 11:20 AM

مقالة عقلانية ، و على الدولة الأردنية أن تأخذ بما جاء في هذا المقال العقلاني و الإبتعاد عن التهديد و الوعيد ، المهم الأن هو إطلاق سراح الطيار معاذ. اللهم فك أسره.

2) تعليق بواسطة :
27-12-2014 11:24 AM

أستاذ رائد ..تحية طيبة وبعد..أنت مثال المواطن المثقف الواعي وأتمنى على مواطنينا ومسؤلينا أن يحذوا حذوك ويعملوا بحكمة على
أن يطلقوا سراح أسيرنا ليعود سالما الى أهله ووطنه.

3) تعليق بواسطة :
27-12-2014 11:50 AM

شكرا للسيد الكاتب

4) تعليق بواسطة :
27-12-2014 12:28 PM

ايتداءً استميحك العذر اخي رائد كقارىء نهم ومتابع لا يكل،وقاريء لايمل وصحفي عتيق ورئيس تحرير سابق لاكثر من صحيفة ورقية اسبوعية وموقع الكتروني حالي ان تكون مقالتك المقالة الافضل والاجمل التي تستحق جائزة التميز والعقلانية والمنطق .لغة هادئة،ثقافة متراكمة،قدرة تحليلة بارعة،الامة تسقط عندما يكون اعلامها قاموساً للبذاءة ومقالات كُتابها نموذجا صاررخاً للعنتريات الفارغة فطواحين الشرايط وكسارات الحجارةالاكثر ضجيجاًدعاؤنا للنسر بالعودة الى عشه في القمة لك محبتي

5) تعليق بواسطة :
27-12-2014 01:24 PM

اوافق الصحفي الرائع الصادق الياسين الى ما ذهب اليه المقالة تستحق برواز

6) تعليق بواسطة :
27-12-2014 03:08 PM

لا ناقة لنا بها ولا بعير .ان هي الا حرب بسوس جديده غايتها قتل ما يمكن من العرب والمسلمين وتشتيت جهدهم.اربعين سنه والعرب يقتلون بعض من اجل ناقه جربا واليوم من اجل ماذا يقتتل العربان العاربه (المال والنفط والكرسي )بالله عليكم فكونا من سواليف لا تساوي نقطة حبر وورقه .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012