|
|
|
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024
إلاّ النسور !
بقلم : د. علي المستريحي 22-01-2015 10:27 AM للشتاء طعم خاص ورائحة مميزة .. رائحة قشر الليمون وبرتقال 'أبو صرّه' ‘يبطح’ أنفاس الكبار ولا يعبأ بأنوف الأطفال السائلة بالزكام الدائم .. رائحة قشر 'المندلينا' المشوي على صوبة 'الفوجيكا' أو صوبة 'ديزل البطيخة' يسافر مع ‘بواري’ الروح لذكريات الماضي العتيق الممزوج برطوبة الجدران نهارا، ودفئ 'لُحف' الصوف ليلا .. ولعطلة الأولاد بالشتاء طقوس خاصة أيضا .. فأكثر ما يردده الأردنيون خلال ليل شتائهم الطويل: 'أسكت يا باسم' .. 'بسّ يا سوسو' .. 'أقعدي يا هند' .. 'وطّوا للتلفزيون' .. 'قوموا ناموا' !! وليل الشتاء الطويل يجعلك تكتشف أكثر .. فتدرك أن أولادك لم تعد تخيفهم تلك الشخصية الأسطورية الأردنية الموروثة 'أبو رجل مسلوخة'! .. فتبدأ بالبحث عما يمكن أن يجعلهم أكثر طاعة لطلباتك الكثيرة التي لا تنتهي من كأس ماء الى ترتيب الطاولة الى البحث عن 'الريموت' ..! وتكتشف أنه أصبح في مخزوننا التراثي الأردني الحديث ما يمكن أن يخيف أولادنا أكثر من صاحب الرجل المسلوخة ..! مخزون يمكن أن يرفد قاموسنا الحديث بمستجدات التربية المحسّنة .. قاموس يمكن أن يذكي بأطفالنا روح البطولة الأردنية الأسطورية الخيالية، ويجعلها مصدر إلهام لجيل المستقبل ..!! فتقرأ من ذلك القاموس أشياء مثل: 'هسّا بحطّلكوا على التلفزيون الأردني كل السهرة!' .. 'هسّا بناديلكوا النسور يقطع الكهرباء عنكوا ويكبّ الكازات!!' .. 'هسّا بجيبلكوا النووي أبو الخطأ الـ ‘أ’داري اللي داري ومش داري!' ..'هسّا بحكي لمصّاص الفوسفات عنكوا!' .. 'هسّا بقول للذهبي خلّه يسرق مصروفكوا!' .. 'هسّا بقول عنكوا لأبو الأسود الدؤلي أبو الفتاوي خليه يقدحكوا فتوى يشيل فيها الجنة من تحت أقدام الأمهات ويحولها لنار بين يدي الآباء!'.. وتقول لسوسو: 'هسّا بقول لهرقل خليه يسرق حلقاتك وانتي نايمه!' .. لكن ليل الشتاء الطويل يجعلك تكتشف أكثر .. تكتسف أن باسم (أكبر الأبناء) لا يعبأ كثيرا بمفردات تهديدك ووعيدك .. وتلمس أنه مع كل كمشة تهديد ووعيد يخفي ضحكة خبيثة وراء ستار وجهه الطفولي الذي بدأت تظهر عليه علامات 'حَب الشباب' وخط من الشعر 'المسبسب' ينام مستيقضا فوق شفته العليا، وبعض الصديقات على 'الفيسبوك' !! باسمٌ لا يتردد بأن يجيبك (بصوت غليظ مبحوح) إن وجد نفسه مضطرا للرد على كل جملة تهديد أو وعيد: ' يا بابا، أبو النووي مش عارف ربّه وين حاطّه، هوه بالعقبة والا بعمْره!' .. 'بقطع ايدي اذا بييجي مصّاص الفوسفات .. ما الأردن كلها مش قادرة تجيبه!!' .. 'شو بدّه الذهبي بمصروفنا؟!' .. 'أبو الفتاوي ماحدّ رادّ عليه!' .. 'هرقل طار وولّى بالذهبات لسويسرا وسوسو نايمه!' .. 'بتحطّ على التلفزيون الأردني، بروح عالفيسبوك!' .. لدى باسم ردّ جاهز لكل المخيفات المستجدة بالموروث الأردني القريب .. إلاّ واحدة: 'إلاّ النسور!!' .. فقطع الأعناق ولا (قطع) الكهرباء و (كبّ) الكاز في ليلة شتاء أردنية باردة طويلة..!!
التعليقات
1) تعليق بواسطة :
22-01-2015 01:39 PM
 حلو كثير وزي العسل والعيب فينا لاننا تخلينا عن ابسط حقوقنا وانتظرنا من يعلق لنا الجرس .
2) تعليق بواسطة :
23-01-2015 08:22 AM
من حق الاولاد ان يخافوا من النسور .فالنسور يكاد يقطع الحرث والنسل بالاردن وان قطع او رفع النسور الكهرباء لن يستطع الصغار حتى مشاهدة التلفزيون الاردني جالب الاكتاب والملل والعقد .بدون الكهرباء لا يوجد نت وفيسبوك ولا وكس اب ولا حتى تلفونات تقليديه .النسور تاجر بالمواطن الاردني حتى احرقه .النسور عمل الاردن تجاره بضاعتها الراكده هو المواطن .مقاله طيبه .
3) تعليق بواسطة :
26-02-2015 06:26 AM
لأني أحبك يا دكتور دع الكتابة لمن يتقنها وبلا تخبيص أكثر من هيك بتهوي بنا إلى حفرة سحيقة
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق