أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


اللامعقول في الطاقه

بقلم : د.أيوب أبودية
15-02-2015 10:08 AM

خصصت الميزانية مبلغ مليون دينار لصندوق كفاءَة الطاقة في عام 2013 ولكن لم يتم صرف مخصصاته وتراجعت مخصصات برامج ترشيد استهلاك الطاقة من 950,000 ألف دينار في عام 2013 إلى نصف مليون دينار في عام 2014؛ فهل يعقل أن برامج رفع كفاءَة الطاقة وترشيدها التي يمكن من خلالها خفض الاستهلاك في الطاقة بنسب مختلفة قد تصل في بعض القطاعات إلى 30% أن تتراجع مخصصاتها فيما تزيد مخصصات الطاقة النووية التي لا تعول الاستراتيجية الوطنية للطاقة ( 2007 – 2020) عليها في أكثر من 6% من خليط الطاقة الكلي؟ وهل يعقل أيضاً أن تتراجع مخصصات برنامج تشجيع استخدام السخانات الشمسية من مئة ألف دينار في عام 2013 إلى النصف عام 2014، في الوقت الذي ضاعفت تركيا من تركيب السخانات الشمسية بين عامي 2001-2008 ليصبح 12 مليون متر مربع، وقد بلغ 20 مليونا مع مطلع هذا العام!!! والمانيا زادت من انتاجها في الفترة نفسها لتصل الى 11 مليون متر مربع من أصل 3.63 مليون عام 2001، في الوقت الذي ما زلنا نتحدث فيه عن مكتب خدمة الجمهور في وزارة الطاقة ونخصص له ميزانيات سنوية ولم نر نشاطاته منداحة بعد؟ ومن الجدير بالذكر أن مركز خدمة الجمهور أدى مهام رائعة في نهاية الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي لرفع ثقافة الجمهور في ترشيد استهلاك الطاقة في الوقت الذي كان سعر النفط متدنياً، ولكن من العجيب أن أسعار النفط وصلت الى 4 مرات ما كانت عليه في تلك الحقبة من الزمن، بل وصلت إلى أكثر من ذلك في عام 2008 وما زالت خدمة الجمهور غائبة في وسائل الإعلام! ومن الجدير بالذكر أن وزارة الطاقة والمياه في دولة الكيان الصهيوني قد استبدلت في عام 2013 ما عدده 14500 سخاناً شمسياً قديما أو مهترءَاً للمواطنين ودعمت كل سخان بقيمة نحو 180 دينارا.
ونشير هنا إلى أن الطاقة الشمسية المستخدمة في تسخين المياه قد ارتفعت في العالم من 148 غيجاواط حراري عام 2008 إلى 255 غيجاواط عام 2012 فيما تتصدر قبرص أعداد السخانات الشمسية في العالم نسبة لعدد السكان تليها إسرائيل ثم النمسا ومهما يكن من أمر، فإنه يبدو أن وزارة الطاقة جادة في مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية مؤخرا ونتمنى عليها أن ترفع نسبة مساهمة الطاقة المتجددة إلى 20% من الخليط الكلي للطاقة بحلول عام 2020، طالما أنها رفعت حصة النووي من 6% إلى نحو 16% من خليط الطاقة من دون سابق إنذار. انما الفرق هو إن الاستثمار في الطاقة الشمسية لن يكلف الدولة شيئاً يذكر لأنه استثمار خاص في أغلبه؛ كذلك نأمل أن تزيد الحكومة الضغط على المستهلكين الكبار من الكهرباء كي ينتجوا حاجتهم من الكهرباء من الطاقة النظيفة والمستدامة، بدءَاً من شركة البوتاس التي تستهلك أكثر من 10% من قدرة الأردن على إنتاج الطاقة، امتداداً إلى مصانع الاسمنت والفوسفات ومصفاة البترول وغيرها من المؤسسات الوطنية الضخمة.
وأخيراً نتمنى على وزارة الطاقة والثروة المعدنية أن تسارع في إطلاق يد المستثمرين بالطاقة المتجددة والصخر الزيتي وتخفيض أعباء البيروقراطية. فلماذا لا يوضع سقف زمني للتأخير يحاسب عليه الموظف؟ وأيضاً المطلوب قبول الطلبات إلكترونياً لتسهيل الموافقات وترغيب المستثمرين؛ ولماذا لا يتم تكريم المستثمرين في الطاقة المتجددة في حفل شهري في قاعة وزارة الطاقة، لأن المستثمرين الذي تقدموا بطلبات وعززوها بالوثائق والدراسات البيئية والاقتصادية والفنية والكفاءَة المالية والخبرات يستحقون أن يتم تكريمهم بعد كل هذا العناء!

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-02-2015 06:50 PM

امور عجيبة يادكتور ؟؟؟

2) تعليق بواسطة :
17-02-2015 08:05 AM

للاسف الحكومات المتعاقبة لم تهتم بترشيد الطاقة او بالسخانات الشمسية....لماذا؟

3) تعليق بواسطة :
17-02-2015 11:51 PM

لا تتعب حالك يا دكتور. لقد ثبت لدي وبما لا يدع مجالا للشك ان لا احد.... أكرر لا احد في موقع المسؤوليه سواء حكومه او برلمان( عدا الدكتوره رلى الحروب) مهتم فعلا باستقلالية وطنيه للطاقة بل العكس الكل يدافع عن مشاريع واراء تبقي الوطن تحت رحمة الآخرين وتحت رحمة تجار الطاقه ودوّل الطاقه .... فنصيحة ريح رأسك واكتب عن اي أشي ثاني بلكي ناس سمعلك.

4) تعليق بواسطة :
28-02-2015 05:19 PM

عزيزي مهندس مبارك
لن يصيبني الياس من خدمة هذا الوطن ولن أتوقف عن نقده ما حييت حتى تتحسن الأوضاع وتصلح الامور وتتصوب اعوجاجاته فهذا واجبنا جميعا وانت نفسك لم تقصر أبدا في مشاركتنا النقد البناء

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012