التصريحات المتناقضة لكميات اليورانيوم

الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024

التصريحات المتناقضة لكميات اليورانيوم

بقلم : د. أيّوب أبو ديّة
11-03-2015 09:43 AM
إذا طبع أحدنا جملة 'اليورانيوم في الأردن' على صفحة غوغل سوف تكون النتيجة عشرات المقالات عن كميات اليورانيوم في الأردن وتراكيزها من قبل تصريحات المسؤولين المتناقضة التي تحتاج إلى تفسير ومحاسبة، وإلا فما قيمة الخبر الصحفي إذا لم يكن ذي مصداقية؟ فعلى سبيل المثال هناك بعض هذه التصريحات المتناقضة منشورة على المواقع الإلكترونية وفي أرشيف الصحف وقد اخترنا بعضها كما يلي:-
بتاريخ 25/11/2007 صرح خالد طوقان أن خام اليورانيوم يتوافر بكميات كبيرة في الاردن، فيما صرح الطباع عن توفر مادة اليورانيوم في الأردن وقدرها بنحو 80 ألف طن وصرح بوجود حوالي 100 ألف طن موزعة على سبع مناطق.
وكالة بترا وبتاريخ 27/9/2008 صرحت نقلا عن خالد طوقان أن المملكة تتمتع بمخزون غني من اليورانيوم تقدر احتياطيات الخامات المتواجدة في منطقة الوسط حالياً بـ 70,000 طن.. وقدر حجم احتياطي اليورانيوم في الفوسفات بنحو 140 ألف طن تقدر قيمتها السوقية بحوالي 40 بليون دولار أمريكي.
أما في صحيفة العرب اليوم وبتاريخ 19/7/2009 جاء عن الدكتور طوقان: في حالة الأردن التراكيز جيدة في وسط الأردن ومعدل التركيز 500 جزء بالمليون ... تكلفة استخلاص اليورانيوم تزيد على 22 دولاراً للباوند باقصى الحدود الممكنة مشيراً أن احتياطي اليورانيوم في المنطقة وسط الأردن يقدر بحوالي 70 ألف طن.
وجاء في صحيفة الرأي بتاريخ 17/2/2010: أكد رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان أن مؤشرات حجم مخزون اليورانيوم في منطقة الوسط جاءت مبشرة وأعلى من التوقعات حيث يقدر أن تتجاوز 80 ألف طن.
وفي جريدة الدستور بتاريخ 7/2/2011 تجد تصريحات طوقان كما يلي: يقدر احتياطي الخامات المتواجدة في وسط الأردن حالياً بحوالي 65 ألف طن ... وفي الفوسفات الأردني بحوالي 100 ألف طن ... وفي منطقة الحسا تقدر كميته بحوالي 20 ألف طن تقريباً.
أما وكالة بترا، وبتاريخ 19/2/2012 فقد نشرت ما يلي: جدد رئيس هيئة الطاقة الذرية التأكيد على ان برنامج الطاقة الذرية الأردني يقوم على محور أساسي وهو استكشاف اليورانيوم.
وفي جريدة الغد بتاريخ 13/12/2014 نقلت تصريحات خالد طوقان: توفر 38 ألف طن من اليورانيوم وسط المملكة.
وبعد شهرين صرحت الغد نفسها وبتاريخ 16/2/2015 نقلا عن خالد طوقان: 40,000 طن يورانيوم في وسط المملكة.
وبعد، نتأمل أن تتحمل الصحافة المسؤولية الأخلاقية والقانونية الناجمة عن نشر الأخبار المتناقضة، فمهنة الصحافة ليست نقل التصريحات بل التمحيص والتدقيق في مضمونها، لأنها فضلاً عن كونها أمانة ومسؤولية فهي ليست نقلاً حرفيا ببغائياً لأن ذلك هو من وظيفة آلة التسجيل وحدها وليس الانسان العاقل.
كذلك تسهم هذه المعلومات المتناقضة المنشورة على المواقع وفي الصحف ومختلف وسائل الاعلام في تشويه قناعات الناس وفي الترويج لأجندات مشبوهة تضر بمصلحة الوطن وتدمر في النهاية مصداقية الناشر وتؤدي إلى تراجع الاستثمار في الأردن. فلماذا لا يتصدى القانونيون الوطنيون الذين يغارون على مكتسبات الأردن واستقراره لمثل هذه 'الطوابير السادسة' التي إن كانت تعلم بهذه التناقضات التي تنشرها في الصحف فهي مصيبة، وإذا كانت لا تعلم بها فالمصيبة أعظم!