أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن تحويلات مرورية لتركيب جسر مشاة على طريق المطار قرض بـ 19 مليون دولار لبناء محطة معالجة صرف صحي في غرب إربد غرف الصناعة تطالب باشتراط اسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات 5 إنزالات أردنية على غزة بمشاركة مصر والإمارات وألمانيا - صور ارتفاع الإيرادات المحلية 310 ملايين دينار العام الماضي والنفقات 537 مليونا مجلس الأعيان يقر العفو العام كما ورد من النواب المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 وفاة سبعينية دهسا في إربد "الكهرباء الوطنية": الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل السلطات الاسرائيلية تعلن إغلاق جسر الملك حسين بعد إطلاق نار في أريحا 7.726 مليون اشتراك خلوي حتى نهاية ربع 2023 الرابع
بحث
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


مواراه الثرى... نكبة بعد سبعة وستين عام

بقلم : سامي الاخرس
14-05-2015 09:53 AM
لم يعد في ذهن شعبنا الفلسطيني، وسياسييه، ومقفيه، وكذلك باحثيه، البحث كثيرًا عن النكبة وتجلياتها، ومسبباتها، بل ونتائجها، بما أنها استهلكت منا العشرات بل قل المئات من الأبحاث، والكتب، والمقالات، والتحليلات...إلخ من حقائق هذا الحدث الأكبر في القرن العشرين الذي احدث هزة عنيفة في العرف التاريخي، وفي الإنسانية، والوعي الجمعي المتبلور على هذه الأرض. وعند الحديث عن النكبة، فبديهيًا نتناول:
أولًا: احتلال أرض. ثانيًا: اقتلاع شعب. ثالثًا: قضية لجوء. رابعًا: عجز إرادة دولية. خامسًا: عجز أمة اسلامية. سادسًا: عجز أمة عربية. سابعًا: عجز ثورة فلسطينية.
هذه هي المفاصل الأساسية لتجليات ومفهوم النكبة، وننائجها العملية التي لا زالت تتفاعل بعناصرها المركبة ومكوناتها وارتداداتها ما بين الفينة والأخرى لتشكل جوهر لأهم وأخطر قضية على الكرة الأرضية، وفق المفهوم الكوني للظواهر الطبيعية وغير الطبيعية. ولكن ما لم يأخذه معظمنا في الحسبان، أو في تحليل عناصر ومكونات هذا الحدث أو في آفاق الذهنية التحليلية والتفسيرية التي لا تخخرج عن سياق الاجتهاد، سؤال بحثي عريض عن أسس النكبة في الوعي التاريخي؟ أو في الوعي المجتمعي؟
وهنا الاستدلال على إجابة موضوعية يتطلب الإجابة عن تساؤلات فرعية تشعبية عدة من أهمها؛ السؤال الجدلي الدائم والمستديم الذي لا زال يتوارى خلف الخشية من التاريخ، ألَّا وهو هل تم استعمار واحتلال المجتمع الفلسطيني في وعيه المجتمعي والثقافي قبل الإعلان عن الكيان الصهيوني؟ ومن المسؤول عن تغييب هذا الوعي، وفصله عن واقعه وحرمانه من وطنيته، وهويته؟
في هذا الصدد يبقى لي سؤال آخر مفصلي هل الإمبراطورية العثمانية مثلت احتلال أم امبراطورية من نبع إسلامي ساد العدل والمساواة في حكمها الممتد لأربعة قرون؟
لابد وقبل الإجابة أن نقرأ الحدث بواقعه، وننظر له من زوايا اختلافية عكسية تتمثل بالجوانب الحضارية، والتاريخية، والسياسية، والاقتصادية، والثقافية، والعلمية، ومن ثم المجتمعية بما تمثله من إطار جامع لما سبق، لنبقي شيئًا موضعيًا للمنطق التشخيصي أو المنهج الوصفي التحليلي الذي يقوم على وصف وتفسير الظواهر بعلمية. لنستدل على الإجابة الموضوعية عن الوعي المجتمعي أو النكبة المجتمعية التي استبقت النكبة الوطنية.
استمر الحكم العثماني أربعة قرون حيث كانت فلسطين جزء من بلاد الشام أو سوريا الكبرى، وحل بها ما حل بهذه البلدان من سطوة وقوانين الإمبراطورية العمانية التي عادت بالمنطقة وفق دراسة وقراءة الحالة إلى ما قبل النهضة، أو ما يسمى القرون الوسطى.
فالشعوب العربية التي كانت تعتبر خلال قرون طويلة منبع ومصدر النهضة الإسلامية أي حتى عصر المماليك ومعركة الريدانية 1517 تعتبر من الشعوب المتقدمة علميًا، وحضاريًا، ومجتمعيًا، وكانت تسود العالم، ولها من التطور والتقدم ما أبهر العالم والقوى الأخرى، والتفوق على الغرب بكل المجالات بما فيها المجال العسكري، ولم تستطيع الدول الغربية من مجاراة هذا التقدم والتطور بكل صعده ومجالاته. بل كان العرب والمسلمون متقدمين في ظل تخلف الآخرين وتأخرهم، وبمقارنة بسيطة بين الإمبراطوريات تجد أن الإمبراطوريات الإسلامية لم تحتاج هيئات وعصب دولية لتفرض سيطرتها وسطوتها على الأمم الأخرى بل كانت تعتمد على ذاتها ومقدراتها وتقدمها.
ومع الدولة العثمانية شهدت المنطقة أربعة قرون في تدمير وتحطيم كل مقومات الشعوب والمنطقة معًا وفق القوانين العثمانية، وأصبح الشرق العربي مدمر علميًا، وثقافيًا، واقتصاديًا، وحضاريًا، ومجتمعيًا في ظل حكم الباشوات والألقاب التفخيمية، نتج عنه تخلف مجتمعي شامل متكامل، وفقدت الشعوب إدراك أهمية موقعها ودورها في التاريخ لتصبح شعوب عالم ثالث أو عالم متخلف .
لم يعد للمنطقة أهمية تأثيرية منذ أن حاول محمد علي باشا اقامة الدولة المصرية القوية التي تم تحطيمها فيما بعد من قوى الاستعمار العالمي والعثمانيين، وخضعت المنطقة لتجهيل مستديم نتج عنه محصلة اجمالية فرض الإنتداب على هذه الشعوب والوصاية الاستعمارية التي سيطرت على الوعي قبل الثروات. أما في فلسطين فأهم مظهر من مظاهر الاستغلال والتغلغل مفهوم النكبة أن عائلة واحدة لبنانية استطاعت بيع 3% من مساحة فلسطين للوكاله الصهيونية (عائلة سرسق) وفق قوانين الهيمنة الزارعية العثمانية، التي رسخت اٌقطاع والاستعباد من خلال القوانين الزراعية، وانتشار الفساد الإداري وبروز الطبقية، وحرمان المواطن من حقوقه وف التصنيف القومي الذي اتبعته الامبراطورية العثمانية في حكمها للمنطقة.
إذن في ظل فترة الأربعة قرون سالفة الذكر تبلورت ملامح النكبة الحقيقية من خلال استغلال سطوة الدين وحرمانية الخروج على الخليفة ليتم تدمير الوعي المجتمعي لأصحاب الأرض والتمهيد لفرض عليهم اتاوات الوصاية والنكبة. وليس فلسطين وحدها من أصيبت بنكبة الوعي بل مجمل الشعوب في المنطقة وتجليات هذه النكبة تنبع من عدم فهم وإدارك هذه الشعوب لمستقبلها ومصلحتها.
إذن دولة حولت المنطقة إلى ركام، وحطام لا يمكن تسميتها إلَّا بدولة احتلال أرادت أن تحرث العقل المجتمعي وتبذر بذور التخلف لتتبسط هيمنتها وهو ما حدث ابان حقبة امبراطورية آل عثمان.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012