أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب الضمان: إتاحة الانتساب الاختياري التكميلي لمن علق تأمين الشيخوخة خلال كورونا
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


إصلاح المدارس أولى من تكثير المساجد

بقلم : طارق الحايك
13-07-2015 12:02 PM
أتذكر أن أحدهم روى لي قصة عن صديق له من 'المحسنين' استاء كثيراً حين قام وزير سابق للأوقاف بافتتاح مسجد بناه هذا المحسن على نفقته الخاصة، وسبب الاستياء أن هذا المحسن كان يأمل بأن يتم الافتتاح من قبل شخص أعلى من الوزير بمراتب، وذلك بعد أن تقدم بطلب إلى الوزارة بذلك، وهو ما دفعني للتساؤل حول ما إذا كان الهدف من بناء المساجد طلباً للأجر أم أن لذلك أهدافاً أخرى.؟!
وحتى إن كانت الغاية فعلاً وجه الله، فإن أعمال الخير كثيرة ويصعب حصرها لمن أراد فعل الخير، فبناء مساكن للفقراء، أو اطعام من يبحثون عن بقايا الأكل في القمامة، أو بناء مدرسة في الرويشد أو مركز صحي شامل في الهاشمية، أو إنشاء مكتبة عامة في فقوع أو ملعب كرة قدم في عمراوة هي أمور أولى من بناء مساجد لا يفصل بين بعضها كيلومتر واحد، ولا يتجاوز عدد المصلين في الغالبية العظمى منها أصابع اليدين ـ إذا ما استثنيت صلاة الجمعة طبعاً ـ، وبخاصة أنهم يشيدون هذه المساجد ثم يضعون عهدة الانفاق عليها في عنق وزارة الأوقاف التي لا تجد مفراً من ذلك، الأمر الذي يستدعي مراجعة لفلسفة الأجر والثواب.
تكشف أرقام رسمية من وزارة الأوقاف أن الوزارة تدفع ثمانية ملايين دينار ثمن كهرباء، ومليونين ثمناً للمياه لأكثر من ستة آلاف مسجد منتشرة في أنحاء المملكة، وهذا الرقم يزداد سنوياً بسبب ازدياد عدد المساجد شهراً بعد آخر، إذ كانت مصاريف المساجد من المياه والكهرباء عام 2012 ستة ملايين دينار، لترتفع في العام 2013 إلى سبعة ملايين ونصف المليون دينار، ولتصل العام الحالي إلى عشرة ملايين والرقم آخذ بالصعود.
هذه المساجد يفتقر المئات منها إما لإمام أو لمؤذن أو لكليهما، وهو ما دفع بالوزارة للإعلان عن مجموعة من الخطوات في محاولة لحل الأزمة، حيث أن الوزارة تعاني نقصاً كبيراً ومتراكماً منذ سنوات في أعداد العاملين في المساجد، خاصة وأن كثيراً من هذه المساجد يتم بناؤه بشكل عشوائي ودون علم الوزارة.!
تلك الرواية ذكرني فيها خبر أوردته وكالة الانباء الأردنية 'بترا' قبل أيام، حول تبرع إحدى السيدات ببناء مسجد على نفقتها الخاصة بتكلفة بلغت 400 ألف دينار، ولأن الخبر يقول أن المسجد مكون من ثلاثة طوابق، فقد جعلني ذلك أشعر أن المصلين في بلدنا يصطفون في طوابير على أبواب المساجد لا يجدون فيها موطئ قدم لشدة ازدحامها بالمصلين.!
فإذا كان هذا المسجد كلّف 400 ألف دينار ـ وهناك مساجد تكلف أكثر من ذلك بكثير ـ وسيكلف الوزارة نفقات دائمة ثمناً للمياه والكهرباء، وراتباً شهرياً لإمام ومؤذن هما غير متوفرين أصلاً بسبب النقص الحاد في الأئمة والمؤذنين، وكل ذلك من أجل بضعة مصلين لن يشغلوا طابقاً واحداً من طوابقه الثلاثة في أحسن الأحوال؛ أوليس الأولى لو تم استثمار هذا المبلغ في عمل آخر أكثر جدوى؟!
بـ 400 ألف دينار يمكننا كفالة ألف يتيم لمدة سنة كاملة، أو تدريس أربعين من طلبة العلم غير المقتدرين، أو إصلاح مدارس محافظة كاملة وتزويدها بالتدفئة والتكييف وتجهيزها بأفضل وسائل التدريس، أو تأسيس مركز متقدم مزود بأحدث الأجهزة للعناية بالمعاقين ومعالجة الأطفال المصابين بالتوحد، أو التكفل بمعالجة عدد كبير من مرضى يحتاجون عمليات جراحية ولا يملكون ثمن إجرائها، أو إنشاء مصنع صغير يشغـّل مجموعة من الأردنيين وينشلهم من جحيم البطالة التي تنهش مجتمعنا، وجميعها أعمال تستحق الثواب.
قضية الأجر والثواب مسألة ينبغي أن يعاد النظر فيها، بخاصة عند من يملكون القدرة المادية على فعل الخير، فهذا المسجد الذي تكفلت السيدة ببنائه، واحد من عشرات المساجد التي يتبرع محسنون ببنائها، بعضها تصل تكلفته إلى مليون دينار، فإذا ما عملنا أن أكثر من ثلاثين مسجداً يتبرعون ببنائها سنوياً، فهذا يعني أنهم ينفقون عشرة ملايين دينار كحد أدنى على 'تكثير' المساجد، وبالتالي فلو وضعوا هذه الأموال في إصلاح التعليم ومناهجه، أو إنشاء مشروعات لتشغيل العاطلين عن العمل، فإن هذه هذه الأعمال ستكون بلا شك أعظم أثراً، ولربما كانت عند الله أكثر أجراً.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-07-2015 01:27 PM

عني تارك كل هالفساد وعشرات الملايين المنهوبه والمسروقه
ولمليارات واستنزاف اقتصاد البلد لدرجة العجز الأموال التي تصرف على الكلام الفاضي ...
ودير على بيوت الله تريد ارغراقها في الظلام والحد منها
يارجال فواتير الكهرباء والماء لهذه المساجد كلها بالكاد البعض بلاك ليبل وسيجا وسفر ورحلات والذي منه ......

2) تعليق بواسطة :
13-07-2015 01:38 PM

المساجد يتم انشاؤها من قبل فاعلي الخير واللجان الشعبية والمحسنين ،وفواتير الكهرباء والماء لا تدفعها الوزارة بل تدفعها لجان المساجد ،عدا بعض المساجد الزسمية وعددها قليل جدا جدا وتديرها الوزارة مباشرة لاغراض رسمية وبروتوكولية
اما المدارس فهي مهمة وزارة التربية والتعليم وتحال بموجب عطاءات حكومية ،ولا ارى اي رابط بين الموضوعين ؟؟؟؟

3) تعليق بواسطة :
13-07-2015 07:47 PM

الى(2-محمد العتوم):ولماذا فاعلو
الخير واللجان الشعبية والمحسنين
لا يبنون المدارس للتعليم والمستشفيات
للعلاج والمصانع للعاطلين عن العمل
والمزارع للانتاج ومشاريع انتاج الطاقة ومد الطرق ومد خطوط المياه
الخ؟هل تعتقد ان مثل هذه الاعمال لا
تكسبهم اجرا ربما اكبر من اجر بناء المساجد التي تكاثرت وتناثرت في ارجاء البلاد.
الامم العظيمة تبني نفسها بنفسها.

4) تعليق بواسطة :
13-07-2015 08:15 PM

لو عرف الشعب دينه حق المعرفة لما رايت فاسدين وسراق ومغتصبين.
اعتقد ان وزارة التعليم ملزمة بتدريس مادة جديدة اسمها" الحلال والحرام" حتى تقضي على الفكر السائد في المجتمع مثل الفهلوة والعرصنة والنصب والاحتيال والخاوة

5) تعليق بواسطة :
14-07-2015 12:15 PM

كلام الكاتب صحيح ليش الزعل وليش ماخذين القضية تهجم على المساجد
لو كل محسن بنى بيت لفقير ومدرسة او مركز صحي كان ساعدنا الدولة شوي
الدولة مفروض تفرض واحد بالمية من دخل كل بنك وشركة كبيرة للمشاريع الاجتماعية من مركز صحي لمدرسة لبيوت فقراء ووالخ

6) تعليق بواسطة :
14-07-2015 02:55 PM

الصحيح أن المساجد متقاربه جدا في بعض المناطق ومتباعده في مناطق أخرى .
أن لا يستمر الإمام في نفس المسجد لأكثر من 4 سنوات .
يقول أحد المصلين في أحد مساجد المصدار أن إمام المسجد يرفض تشكيل لجنه ماليه للمسجد ويتسائل لماذا .
مسجد آخر في خريبة السوق منذ أكثر من 5 سنوات والإمام لا يترك فرصه الا ويحث المواطنين على التبرع .
بصراحه هنالك بعض المساجد تدور حولها شبهات .

7) تعليق بواسطة :
14-07-2015 08:59 PM

يبدو ان العلمانيين يتكاثرون يوما بعد يوم واصواتهم في ارتفاع مستمر
اللهم احفظ ديننا

8) تعليق بواسطة :
14-07-2015 10:30 PM

تسلم على مقالك الرائع

9) تعليق بواسطة :
14-07-2015 10:43 PM

مقال واقعي جدا وهادف ... هناك مناطق لا يتجاوز عدد سكانها خمسة الاف وفيها عشرات المساجد .. كثرت المساجد وقل الورع عند الناس .. العبره ليست في كثرة المساجد ولكن في إتباع التعاليم الاسلاميه السمحه والتي قل ما تجدها عند الكثير

10) تعليق بواسطة :
14-07-2015 10:43 PM

لا ادري لماذا تحتاج الدوله لمساعده ماليه من المواطن لبناء مدارس؟ الا تاخذ كفايتها و زيادة من الضرائب و الرسوم و المكوس و غيرها؟

11) تعليق بواسطة :
15-07-2015 03:07 PM

وايضا دور للعجزه والمسنين والايتام كلها اولى وأهم . وتحيه للكاتب على شجاعته وجرأته في قول الحق والصح وما ينفع الناس بدلا من النفاق والتملق .

12) تعليق بواسطة :
16-07-2015 01:47 PM

لقمه في بطن جائع أفضل من بناء جامع

13) تعليق بواسطة :
16-07-2015 04:53 PM

كلامك عين العقل والصواب بارك الله فيك ويكثر من أمثالك و يجزيك الخير وكل عام وانت والجميع بألف خير وسلامه

14) تعليق بواسطة :
18-07-2015 04:55 PM

Thank you Mr. Hayek for this well written article and thank you for your courage in bringing this issue up. We have too many mosques and too many schools that need basic maintenance. I am always amazed by how we in Jordan always have our priorities upside down. Thank you again

15) تعليق بواسطة :
19-07-2015 03:26 PM

المقال واقعي وموضوعي والبلد بحاجة لمستشفيات و مراكز صحية و مدارس و دور ايتام و دور للمسنين وما شابه ذلك وكل هذه الامور فيها اجر و ثواب
البلد مكتظة بالمساجد لدرجة ما في ائمة كفاية ولا مؤذنين ولا خطباء ولا خدم مسجد وفي كل حارة عدة مساجد ولو جمعنا كل المصلين بالحارة يكفيهم مسجد واحد بينما تجد بنفس الشارع ربما اربع او خمس مساجد
وزارة الاوقاف لاتتكلف كثيرا في كل مسجد يبنيه متبرع تشكل له لجنة مسجد تتولى جمع تبرعات كل يوم جمهة و تصرف التبرعات على الكهرباء و الماء و الصيانهة و اجرة الامام ووو

16) تعليق بواسطة :
21-07-2015 07:25 AM

كلام سليم بس بما انه تبرع خيري من اشخاص فهم احرار في تبرعهم
لو الكاتب الكريم تحدث عن فساد الملكية و سبب خسارة ب ٩٠ مليون

٩٠ مليون بدرسوا ٩٠٠٠ طالب جامعي في جامعة رسمية

كنت اتنمى لو تقول الحق بدل من مناقشة تبرعات لبناء بيوت الله

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012