أضف إلى المفضلة
الإثنين , 03 حزيران/يونيو 2024
الإثنين , 03 حزيران/يونيو 2024


تياران في الأردن إزاء مستقبل العلاقة مع الأسد

01-09-2017 03:30 PM
كل الاردن -
ينتقل وزير الاتصال الناطق الرسمي الأردني الدكتور محمد المومني إلى صلب الأجندة المتعلقة بمصالح بلاده العليا وهو يرسل إشارات مجاملة مبرمجة سياسياً تجاه الجار السوري في خطوة لا ينقصها الذكاء حتى وإن لم تعجب بعض الجهات داخل وخارج الأردن. المومني لا يجتهد عملياً إلا عندما يتعلق الأمر باختيار العبارات لإنجاز المصالح السياسية والوطنية.

من هنا حصرياً يمكن اعتبار مداخلته الأخيرة في الموضوع السوري التي أثارت بعض الجدل تفاعلاً حيوياً ينطلق من قراءة عميقة للواقع، خالية من التخاصم العدمي مع نظام مجاور حسم الجزء الأكبر عملياً من الصراع العسكري في سوريا.

فعل المومني ذلك عندما تحدث عن استقبال إيجابي من جهة حكومة بلاده لأي موقف إيجابي يصدر بالمقابل من الجانب السوري. وفعله أيضاً عندما اوحى بأن عمّان تصطاد الإيجابيات وتبني عليها وتعيد قراءة الواقع عبر الإشارة لوجود قنوات يمكن أن تستثمر في نبش الإيجابية بدلاً من السلبية.

صحيح أن مقاربات المومني قد لا تعجب بعض زملائه أو بعض التيارات المناقضة تماماً للنظام السوري، حتى على حساب مجازفات يمكن أن تمس المصالح الأردنية. فالوزير المومني بالمقابل كان الطرف الوحيد، إذ منذ عام 2011 يؤسس لاستراتيجية إعلامية تنسجم مع موقف القيادة الأردنية في المسألة السورية حيث الدعوة دوما لمعالجة سياسية وليس عسكرية، بالتوازي مع التحذير من فوضى السلاح والحرص كما قال شخصياً ومرات عدة على استراتيجية أمنية حدودية تمنع الأزمة السورية من العبور إلى المملكة.

اليوم تتغير المعطيات بسرعة عند الجار السوري الشمالي للأردن، فالجيش النظامي السوري يعود ببطء، لكن بثبات واضح إلى مناطق واسعة من الحدود مع الأردن، سبق له أن تركها أصلاً بما في ذلك معبر نصيب الرسمي الحدودي.

بعد ظهر الأربعاء تمكن السوريون مجدداً من السيطرة من دون قتال يذكر على مجموعة جديدة من المغافر ونقاط وغرف الحدود مع الأردن فيما بدأت عبر وساطة روسية وفي وقت مبكر من الشهر الماضي اتصالات تؤسس لتفاهم قد ينتهي بإعادة افتتاح وتشغيل معبر نصيب الحدودي الذي اشتغل فعلا بهدوء وصمت، على سبيل التجربة والاختبار مرات عدة الأسبوع الماضي، مع أن الخبير المتخصص بشؤون جنوب سوريا صالح ملكاوي تحدث عن معبر جديد خلافاً لنصيب.

لا يبني الأردن اليوم روايته الرسمية حول الملف السوري على أساس التسليم بعدم وجود قنوات اتصال مباشرة معلنة على الأقل مع دمشق، وما يلمح له الوزير المومني هو أن مثل هذه القنوات متاحة أحياناً، فيما كان وزير الخارجية أيمن الصفدي قد تحدث في جلسة مغلقة في الجامعة الأردنية منذ نحو أربعة أسابيع عن نشاط في التواصل مع القناة الروسية وعدم وجود قنوات اتصال مباشر بالنظام السوري.
قد لا ينطوي الأمر على رصد روايتين للحكاية نفسها بقدر ما يعكس وجود أو احتمالات وجود تيارين أو وجهتي نظر إزاء مسألة توقيت ومستوى وحجم الانفتاح على النظام السوري داخل مستويات القرار الأردنية.

في الأحوال كلها فوجود فلسفتين في السياق، أمر طبيعي لكن تفعيل قنوات أمنية غير مرئية مع أجهزة بشار الأسد في دمشق خطوة قد تساعد في فهم واستيضاح، ثم شرح تلك الإشارات التي وردت على لسان وزير «يحفظ درسه جيداً» من وزن المومني.

في الأحوال جميعها وفي ظل إشارات الحنين المشترك بين عمان ودمشق لاستئناف الاتصالات يبدو أن قصة الانفتاح على علاقات أسرع باتت مسألة وقت ليس أكثر خصوصاً أن الجيش النظامي السوري يعود بصورة مكثفة ومن دون اعتراض للحدود مع الأردن ومن دون ميليشيات إيرانية وبإقرار من موسكو الحاصلة بدورها على تفويض أمريكي إلى نقاط استحكامه القديمة بالقرب من حدود الأردن وعلى محوري السويداء ودرعا معاً.

يحصل ذلك بطبيعة الحال في إطار براغماتية أردنية قد لا تكون فعالة في نهاية المطاف، لأن باطنية النظام السوري ورقة استراتيجية يفهمها ويحتاط لها ولمفاجآتها المحتملة اللاعب الأردني، الذي لا يمكنه الرهان فقط على تصريح بثينة شعبان المنقول، والشهير حول عدم وجود نوايا للانتقام من عمّان.

النصائح التي تتلقاها عمّان من أصدقاء عرب مقربين من النظام السوري تحفز ذاكرة الأردنيين بعدم الرهان على تلك المجاملات الصادرة عن بثينة شعبان أو القصر الجمهوري السوري، ليس فقط لأن شعبان أبلغت وفداً أردنياً زارها بأن نظامها سينتقل بعد الحسم العسكري الكامل إلى مرحلة نشر ثقافة المقاومة في المنطقة.

ولكن أيضاً لأن سلسلة النصائح العميقة تحذر الأردنيين في الباطن من تلاعبات دمشق ومن ازدواجية النظام السوري واستمرار رغبته ــ برغم كل التسهيلات والتنازلات الأردنية مؤخرا ــ في تصدير أي أزمة جنوب الحدود. وهو سيناريو يفترض بأن خبرات الأردنيين تحتاط له من دون الرهان فقط على تلك الضمانات التي توفرها موسكو. ذلك هو المنطق الذي يستخدمه تقريباً في اجتماعات التقويم الداخلية أنصار التحذير من الانفتاح على النظام السوري الشغوف بطبيعته للرد والانتقام.

لكن بالمقابل يرفض التيار العقلاني مثل هذه المبالغة ويتحدث عن سلسلة أدلة وقرائن على أن سوريا ستكون مشغولة بحالها خلال الـ 20 سنة المقبلة.

وعلى أن ضمانات الوجود الروسي في عمق المعادلة السورية نقطة تحول استراتيجية في المنطقة يمكن أن توفر الحماية للمصالح الأردنية، وأيضاً على أن الأردن يمرر وبتعاون امتداد الجيش النظام السوري على طـول الحـدود.

المخاوف جزء أساسي من التعاطي أردنيا مع الملف السوري، وبالأحوال كلها، وتلك القاعدة التي سبق أن أعلنها المخضرم سعد هايل السرور، لازالت قابلة للخدمة، حيث أن الأردن سيسهر ليله الطويل بالأحوال جميعها بصرف النظر عن نتائج الحسم العسكري في الأزمة السورية. ثمة من يقول: إن المصالح الاقتصادية الحيوية الناتجة عن إعادة فتح معبر نصيب تخدم سوريا والأردن معاً، وبالتالي تعزز تيار أو جناح القراءة الواقعية في دوائر القرار الأردنية.القدس العربي
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-09-2017 03:46 PM

مستقبل الاردن مغ سوريا لا مع الفكر الظلامي حراس الملح والنفط المحترق

2) تعليق بواسطة :
01-09-2017 03:52 PM

بقاء النظام السوري وسيطرته على الوضع وعدم انهياره ، ورقة استراتيجية كبرى للدولة الاردنية ،اذا كان هناك من يرسم سياسة استراتيجية أردنية للمنطقة خلال العقد او العقدين القادمين
إن الاستجابة للتوجهات الخليجية والاسرائيلية ، خلال السنوات الست الماضية في التعامل مع الملف السوري كانت خطأً فادحا ، يشبه الخطأ الذي وقعت الحكومة ١٩٨٠ عندما انساقت وراء مزاعم كاذبة عن ثورة بحماة واقتراب انهيار النظام!!!

3) تعليق بواسطة :
01-09-2017 05:18 PM

خطأ:
هناك نهر ضد جرائم نظام الاسد "تفريعة"
بلغت من سماكة الجلد ان لا يهمها ان نصف مليون سوري صاورا تحت الارض ونصفسكان البلد صاورا خارج وطنهم
وان يبتهج الاسد بان ما تبقى لديه يتسمون بـ "تجانس" ديمغرافي..اليس هذا اعترافا بتعمد تفريغ البلد لمصلحة مكون طائفي معين..؟؟!!
.....

4) تعليق بواسطة :
01-09-2017 05:23 PM

الاردن عليه ان يهرول لاقامة علاقة طبيعية مع سوريا الدولة والمؤسسات ويعمل على تسهيل عملية الانتقال عبر الحدود البرية والجوية، لان سوريا تمثل عمق استراتيجي للاردن والاردنيين خصوصا في مجال الاستثمار باعادة بناء ما دمرته الحرب، لان الاردن وما يتمتع به من امن واستقرار ومجال حيوي في خدمات السياحة والبنوك سيكون مركز اساسي لقوافل حراك الصناعيين ورجال الاعمال ومؤسسات صناديق التمويل

5) تعليق بواسطة :
01-09-2017 06:30 PM

اقامة علاقات مع الطاغية الارهابي بشار مصيبة كبيرة ولا بد من التراجع عنها

6) تعليق بواسطة :
01-09-2017 08:25 PM

تقدم النظام ليس شطاره وقوه وانما تفاهم دولي اقليمي

7) تعليق بواسطة :
01-09-2017 09:44 PM

الشعب الاردني لا يمكن أن يقبل بعلاقات مع نظام ارهابي قتل الالاف من الشعب السوري
لا يوجد هناك تياران في الاردن
الكل مع ثورة الشعب السوري البطل
واما بالنسبة لمصالحنا فهي مضمونة بالتفاهم مع روسيا
لان النظام الاسدي عبارة عن ...

8) تعليق بواسطة :
02-09-2017 12:00 AM

المصلحه الاردنيه اولا واخير هي مع النظام السوري .منذ بداية الاحداث كان الواجب ان ينحاز الاردن للنظام .عشرات الفصائل المسلحه المدعومه من جهات متعدده لا يمكن التعامل معها والسبب اختلاف اهدافها واهداف الدول الداعمه .مطلوب من الدوله الاردنيه البحث عن مصالح دائمه وليست انيه وتخدم كلى الشعبين فقط .

9) تعليق بواسطة :
02-09-2017 09:01 AM

لكن ماذا يقول العملاء والخونة الذين تآمروا على الثورة السورية عن نصف مليون قتيل ومليون مفقود ونصف سكان سوريا مشردين
السؤال الأهم اين ذهبت أسلحة المقاومة السورية
وكيف بيعت بالملايين
ما تبقى من الجيش السوري هم الواجهة
والباقي هم حزب الله والفاطميين والمليشيات الطائفية من شتى بقاع الأرض
بقيادة ايران وروسيا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012