أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
السبت , 04 أيار/مايو 2024


تعقيبا على مقاله الأستاذ بسام الياسين الحاكم والمحكوم وما بينهما ؟

بقلم : مصطفى صالح العوامله
13-08-2015 12:33 PM
أخي الحبيب بسام أيها الوطني الغيور ، أيها العروبي المقهور ، يا من تغرد خارج كل الأسراب ، ويا من ترنوا لأن ترى لهذه الأمة حضارة كباقي الأمم ، يا من أجهدك ما ترى حولك من مأسى ومحن وتفكك ، يا من لا ترى عيناك إلا ذلك الماضي المزدهر التي كانت عليه هذه الأمة ، حين لم يجد عمر بن عبد العزيز جائعا ولا محتاجا في بلاد التي لا تغيب عنها الشمس والذي طلب أن ترش الحبوب في أعالي الجبال لتأكل الطير ، لقد قال صديقنا الماغوط ( وحدهم الفقراء يستيقضون مبكرين حتى لا يسبقهم إلى العذاب أحد ) ألا يسرقون رغيف خبزك يا أخي بسام ....... ثم يعطونك منه كسرة ..... و يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم .... هل وجدت أكثر من هذه وقاحة !
ما للعروبة تبدو مثل أرملة أليس في كتب التاريخ أفراح ؟
والشعر ماذا سيبقى من أصالته إذا ما تولاه نصاب ومداح
وكيف نكتب والأقفال في فمنا وفي كل ثانية ، يأتيك سفاح
ولكن حين تكون الأوطان مستهدفة يصبح الحياد خيانة والصمت تواطئا ، ثم ألا يسير في بلاد العربان الفساد عاريا ويأمرنا المفتون بعض البصر .
أخي بسام :- لقد اتقلبت المعايير وتداعت القيم و وتعدمت القدوات ونحرفت الذمم ، أني أرى الأن كما قال علي كرم الله وجهه ( كلما ازدادت الحقيقة وضوحا ازداد أعداؤها ) وكما قال أيضا ( حين سكت أهل الحق عن الباطل ، توهم أهل البلطل أنهم على حق ) وعندما سئل كرم الله وجهه عما يفسد أمر القوم يا أمير المؤمنين أجاب ثلاثة هي الأولى - وضع الصغير مكان الكبير ، والثانية - ووضع الجاهل مكان العالم ، والثالثة - وضع التابع في قيادة القوم ، إن الإستبداد يقلب الحقائق ويقود الناس إلى الإعتقاد بأن طالب الحق فاجر ، وتارك حقه مطيع ، والمشتكي من مظلمة مفسد ، والنبيه المدقق ملحد ، والخامل المتمسكن صالح ، ويصبح النصح فضولا وتدخلا بشؤون الأخرين ، والغيرة عدواة ، والشهامة عتوا ، والحمية حماقة ، والرحمة مرضا وتهاونا ، كما يصبح النفاق سياسة ، والتحايل والإحتيال كياسة ، والرخص والدناءة لطافة ، والنذالة دماثة .
ألم يشر الله عز وجل في محكم الكتاب عن الجاهلية في اربع مواضع وهي ( ظن الجاهلية ) في فساد القلوب و( حكم الجاهلية ) في فساد النظم ، ( تبرج الجاهلية ) في فساد المرأة في اللباس والشكل والسلوك ،( حمية الجاهلية ) في فساد العصبيات والقبليات والمذاهب والطوائف ألسنا الأن نعيش الجاهلية الأولى عن سبق إصرار وترصد
ومع ذلك فإنني لا زلت مؤمنا بما قاله الإمام علي كرم الله وجهه ( إذا رايت الظالم مستمرا في ظلمه فاعلم أن نهايته محتومة ، وإذا رأيت المظلوم مستمرا في مقاومته فاعلم أن انتصاره محتوم ) ، إن القادة الحقيقيين هم من يصنعون القادة وأن القادة المزيفين هم من يصنعون التابعين ، ومع كل ذلك إنني أردد قول الله عز وجل دائما ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) صدق الله العظيم .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012