مزارعو وادي الأردن يستثمرون ارتفاع الحرارة بالتعقيم الشمسي للتربة

السبت , 27 نيسان/أبريل 2024

مزارعو وادي الأردن يستثمرون ارتفاع الحرارة بالتعقيم الشمسي للتربة

29-08-2015 04:36 AM
كل الاردن -
استغل مزارعو وادي الأردن ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها المنطقة منذ أسابيع لتعقيم أراضيهم تمهيدا لتجهيزها للموسم الجديد.
وبحسب مزارعين فإن درجات الحرارة التي فاقت المستويات المعهودة أسهمت بشكل كبير بتنظيف التربة من الأمراض والفطريات التي تؤثر سلبا على المحاصيل الزراعية لتصبح ذات فائدة رغم المعاناة التي تسببت بها لسكان المنطقة.
وأكدوا أن غالبية المزارعين يقومون مع بداية شهر تموز (يوليو) بعملية التعقيم الشمسي للتربة للقضاء على الأمراض التي قد تشكل خطرا على محاصيلهم، وكذلك تغطية التربة بقطع البلاستيك لتزيد من درجة حرارة التربة إلى مستويات تقتل الفطريات ومسببات الأمراض.
ويقول المزارع جميل الكايد إن 'مصائب قوم عن قوم فوائد 'لأن ارتفاع درجات الحرارة التي جاوزت في بعض الأيام حاجز الخمسين درجة مئوية أفادت المزارعين الذين يقومون بعملية التعقيم، لافتا إلى أن التعقيم الشمسي هو الطريقة الوحيدة المتبعة حاليا لأن التعقيم الكيماوي ممنوع لما يسببه من أضرار على التربة والإنسان.
ويوضح الكايد أنه كلما كانت عملية التعقيم ناجحة كلما كانت الزراعة أفضل وتوفر على المزارع من خلال التقليل من كلف رش المبيدات والأسمدة خلال الموسم، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيعود بالفائدة على إنتاج المزرعة، وبالتالي على المزارع وعائلته.
ويرى المهندس الزراعي محمد العدوان أن الآفات الزراعية تتزايد بسرعة ويتفاقم ضررها خاصة عند استمرار زراعة الأرض بنفس المحصول أو عدد محدود من المحاصيل التي تنتمي لعائلة نباتية واحدة، لافتا إلى أن عملية التعقيم تبقى الحل الأفضل لمكافحة هذه الأمراض والفطريات مثل بعض أنواع الفيوزاريوم وبعض أنواع نيماتودا النبات، إضافة إلى الآفات البكتيرية أو الحشرية والتي تشكل تهديدا حقيقيا ومستمرا للمحاصيل خاصة في البيوت المحمية.
ويوضح العدوان أنه جرت العادة في أغلب بلدان العالم على مكافحة آفات التربة باستعمال التعقيم الكيماوي باستخدام غاز بروميد الميثايل، إلا أن أضراره على التربة وعلى البيئة جعلت استخدامه ممنوعا، لأن التعقيم الشمسي يبقى الحل الأمثل خاصة في منطقة وادي الأردن التي تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة خلال فصل الصيف قبل التجهيز للموسم الزراعي.
ويعرف التعقيم الشمسي بأنه ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ تسخين التربة بالإشعاعات اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ، وذلك بتغطية التربة الرطبة بإحكام بشرائح بلاستيكية قبل موعد الزراعة بحوالي 4- 6 أسابيع خلال أشهر الصيف الحارة، ما يؤدي إلى قتل أو إضعاف حيوية مسببات الآفات في التربة.
ويرجع السبب في الاهتمام بطريقة التعقيم الشمسي للتربة الزراعية إلى كونها آمنة وغير كيماوية وغير ملوثة للبيئة وسهلة وقليلة التكاليف، إضافة إلى أنها فعالة في مكافحة الآفات بدرجة مماثلة لغاز بروميد الميثايل، فضلا عن التأثيرات الإيجابية المتعددة التي تمثل بمجموعها عناصر المكافحة المتكاملة لآفات التربة الزراعية.
بدوره بين مدير زراعة وادي الأردن المهندس عبدالكريم الشهاب أن ارتفاع درجات الحرارة خلال الأسابيع الماضية جعل من عملية تعقيم التربة أكثر فعالية لأن معظم هذه الآفات كالبيوض والحشرات والفطريات لا تعيش في درجات حرارة مرتفعة تزيد على 70 أو 80 درجة مئوية، لافتا إلى أن نجاعة التعقيم ستنعكس إيجابا على المزارع من خلال تقليل تكاليف المكافحة، وسيمكن النبات من النمو بقوة، وبالتالي سيعطي إنتاجا أفضل.