أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


وداد قعوار ..مجاهدة لإحياء تراث أمة

بقلم : أسعد العزوني
12-09-2015 12:51 PM
وداد قعوار ، سيدة فاضلة ، هادئة تمتلك ذكاء متقدا ، وإنتماؤها لأمتها لاحدود له ، وهكذا جاء عطاؤها كالبحر الذي يعطي النفائس ولا يأخذ مقابلها شيء ، وربما ناله بعض الضيق من تصرفات مرتاديه .
صحيح أن السيدة الفاضلة وداد قعوار تنتمي لعائلة عريقة وثرية ، وكان يتوجب عليها التصرف بحجم عائلتها وثروتها ، كي تضمن نجاحها ، ولكن كبار النفوس لا يرضيهم سوى بلوغ ما هو أعلى من النجوم ، ولهذا قامت بعمل إرتقى لمستوى الأمة ، وسما في الأعالي طلبا لبلوغ الكمال الذي هو لله وحده ، الأمر الذي تطلب منها بذل المزيد من الجهد رغم تقدم السن ، وصرف الثروة رغم المتطلبات .
ساعدها في ذلك وجود زوج 'رجل ' بجانبها ، شد على يدها عمليا ، وشجعها على بلوغ هدفها وتحقيق حلمها ، وأول خطوة رجولية أهداها لها هي شراء بيت جديد مجاور لبيتهم ، وتقديمه هدية متواضعة لها ، كي تنقل مقتنيات هوايتها التراثية إليه ، وتحوله إلى مركز ليس للتراث الفلسطيني او الأردني فحسب ، حسب الإنتماء الضيق ، بل حولته إلى مركز قومي عملي للتراث العربي ، تطبيقا صريحا لإنتمائها القومي ، رغم أفول القومية هذه الأيام ، وبروز النتن والعفن الإثني والعرقي والمذهبي والطائفي.
عند زيارة هذا المركز القومي ، تجد نفسك وبحسب درجة صدقك القومي ، مأزوما نفسيا وروحيا ، لسببين : الأول أن سيدة فاضلة بمجهودها ومنفردة قامت بمثل هذا الجهد الجبار ، وليس جهة كبيرة ، كمنظمة خيرية أو دولة بحد ذاتها ، والثاني أنك تفكر بمصير هذا الصرح ، بعد تغييب صاحبته القسري بعد عمر طويل تغمره السعادة والهناء وصفاء الروح ، وإلى من سيؤول ؟وهل سيكون ضمن الميراث الذي يتقاسمه الورثة ، فنعرض تراثنا مرة أخرى للضياع بعرضه على المشترين ، وربما من ضمنهم أعداؤنا لشرائه بأبخس الأثمان ؟
الأسئلة عديدة ومحرجة ، ومع ذلك يجب تفجيرها مطعمة بالرصاص الحارق الخارق ، كي تؤتي أكلها وربما نجد من يستمع إلينا ويأخذ برأينا ، ومن هذه الأسئلة : من أولى بتقديم الدعم لمثل هذا المركز ، المنظمات الإنسانية الأوروبية المعنية ، أم مؤسسات الجامعة العربية التي لم تنجز ما يسر البال حتى يومنا هذا؟
وكذلك أين الدعم الرسمي الأردني لمثل هذا المركز الذي يركز على التراث الأردني ؟ وبالتالي يبرز الهوية الأردنية ويعرضها على النشأ ، وعلى السواح الجانب الذين يأتون فرحين لزيارة هذا المركز ، وإكتشاف ما فيه من الكنوز الثمينة.
يفترض أن يكون هذا المركز قد تم تسجيله كتراث عربي ، ويحظى بالدعم الرسمي والشعبي ، للنهوض به وزيادة عدد العاملين فيه ، والتركيز على البحث عن تراثنا الضائع المنهوب ، الذي أصبح يعرض في كل أنحاء العالم على أنه تراث يهودي ، في ظل غياب دفاع عربي عن تراثنا ، بحكم أننا ما عدنا ولم نكن يوما ، معنيين بهذا التراث الذي هو هويتنا بالأساس.
تستطيع الجهات الرسمية في الأردن الإحتفاء بهذا الجهد وتوفير الدعم المناسب له من خلال عدة خطوات إنمتائية منها : إصدار طابع بريد يحمل إسم المركز ، ولا ضير إن كان سعره قرشا واحدا ، وكذلك التعميم على المدارس والجامعات المحلية بزيارة هذا المركز وتحديد رسم دخول مناسب ، وأن يدرج هذا المركز رسميا ضمن الخارطة السياحية الأردنية في العالم ، من أجل توفير الدعم المناسب لديمومة هذا المركز وتنميته من خلال التفرغ عربيا للعثور على ما سرق وضاع من تراثنا.
للقطاع الخاص دور كبير أيضا في دعم هذا المركز من أجل تثبيت بصمته الأردنية - العربية وذلك بالتبرع له ودعمه ، ولا ضير من قيام الجهات المعنية بالإنتاج الفني ، بإعتماده مركزا لتصوير بعض المشاهد التمثيلية والمقاطع الغنائية ، لثرائه بالجمال الطبيعي الناجم عن معروضاته التراثية الأصلية.
ماتقوم به السيدة وداد قعوار هو إنتشال تراث أمة من الضياع وحفظه من الإندثار ، وليس مشروعا عائليا يحافظ على مقتنيات عائلتها ، ومن هذا المنطلق وجب على الجميع توفير الدعم المناسب لهذا المركز والتعامل معه والنظرة إليه كتراث أمة يتوجب الحفاظ عليه وجمعه وصونه .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-09-2015 04:34 PM

امرأة فلسطينيّة عاشت ذكريات جميلة وهانئة في فلسطين، ذكريات دفعت بها إلى جمع حوالي ألفي ثوب تقليدي بأبهى الألوان وأثمن الأقمشة. كلّ ثوب يروي حكاية امرأة وحكاية قرية من قرى فلسطين. مائتان من هذه الأثواب تعرض حاليّاً في متحف كوا برانلي في باريس.

حفاظاً على التراث الفلسطيني، جمعت قعوار، المولودة في طولكرم 1932، وعلى مدى 45 عاماً، مجموعة نادرة تضم قطعاً فضية وأدوات زينة كأغطية للرأس وأحزمة من جهاز العروس، إضافة إلى أثواب ووسادات مطرزة من التراث الفلسطيني، يعود تاريخ بعضها إلى أوائل القرن العشرين.

2) تعليق بواسطة :
12-09-2015 04:38 PM

• من إصداراتها: التطرز الفلسطيني «غرزة الفلاحي» التقليدية (بالاشتراك مع تانيا ناصر) وعروق التطريز الفلسطيني، كنز الغرزات (مع مارجريتا سكنر). كما أصدرت مجموعة كتب عن معارض مجموعتها التراثية في دول العالم، مثل: أثواب لونتها الشمس (عن معرضها في اليابان)، ألفا سنة من الألوان (معرضها في الدانمرك)، الغزل والحياكة في البادية (سويسرا)، ذاكرة الحرير (باريس)، من أجلك يا قدس (أبو ظبي)، من التراث العربي (الرياض) وكي لا ننسى (بيروت).

3) تعليق بواسطة :
12-09-2015 04:38 PM

• تشتمل مجموعة قعوار على أثواب ومطرزات وسجّاد من فلسطين، كان نواتها ثوبَين من بيت لحم ورام الله، لتكبر الفكرة في بالها، وتبدأ جمع الملابس التقليدية والمعلومات التوثيقية حول الأثواب وأصحابها. واستمرت الرحلة في الأردن ليصبح الحفاظ على التراث جزءاً أساسياً من حياة قعوار، إذ جمعت، كما تقول هي عن ذلك في كتاب عمان مدينة الحجر والسلام لمؤلفته مريم عبابسة، «معظم التراث الفلكلوري ، وتجاوزت ذلك لتذهب إلى سورية، حيث الحرير والزنانير وأغطية الرأس التي كانت تُنسج خصيصاً لنساء فلس

4) تعليق بواسطة :
12-09-2015 06:57 PM

هو ليس شعور بانك مأزوم بل حقيقه لان هناك اقلاما وجتدت لمن يدفع او للنهش بالوطن الاعز والاغلى او للاسترزاق والتكسب

5) تعليق بواسطة :
13-09-2015 12:21 AM

امرأة فلسطينيّة عاشت ذكريات جميلة وهانئة في فلسطين، ذكريات دفعت بها إلى جمع حوالي ألفي ثوب تقليدي بأبهى الألوان وأثمن الأقمشة. كلّ ثوب يروي حكاية امرأة وحكاية قرية من قرى فلسطين. مائتان من هذه الأثواب تعرض حاليّاً في متحف كوا برانلي في باريس.
اقتباس من تعليق رقن 1
ونحن بدورنا نفتخر بهذه المراه الفلسطينيه المثقفه ولكن السؤال هذا المديح يبدو مدفوع الثمن ولماذا لا تطالب السلطه الفلسطينيه ان تتبنى هذه القامه الرفيعه فهي فحر للقضيه وتحافظ على تراثه وما شأن الاردن المبتلى بمصائب بلاد العرب اشجاني

6) تعليق بواسطة :
13-09-2015 11:42 AM

تحية لهذه السيدة الكريمة وأكثر الله من أمثالها وأطال في عمرها لتبقى لوطنها
وأمتها ذخرا ونبراسا لتضئ للأجيال الحالية والقادمة الطريق في الحفاظ على تراثهم وموروثهم الحضاري .

7) تعليق بواسطة :
14-09-2015 12:18 PM

للأمانة العلمية اسمها: وداد جلال زاند .

و" قعوار" نسبة إلى زوجها كامل قعوار.

8) تعليق بواسطة :
14-09-2015 12:56 PM

للأمانة العلمية اسمها وداد جلال زاند .

و" قعوار" نسبة إلى زوجها كامل قعوار.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012