أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


أوهام الوطن البديل

بقلم : جمانة غنيمات
29-09-2015 01:41 AM
ليس الكذب والتزوير بجديدين على الإسرائيليين، بل هما من صفاتهم الأصيلة، طالما أن وجود 'دولتهم' ذاتها قائم على كذبة صنعوها فصدقوها، ثم باعوها للعالم وما يزالون. وهكذا، فليس مفاجئاً خروج أحد كتابهم علينا أخيراً بكذبة جديدة، تتميز بوقاحة لا حدود لها، حين يقول إن الأردن هو فلسطين، ولذلك فليس لأحد حق الحديث عن دولة فلسطينية.
الكاتب في صحيفة 'يديعوت أحرنوت' يكتب: 'توجد دولة فلسطينية، وهي تقع على معظم أراضي 'فلسطين'، تلك التي تسمى 'المملكة الاردنية الهاشمية'... (و) يسمى ذات الشعب باسمين -'فلسطيني' و'أردني'. وهكذا يُغذى الادعاء بأن اليهود سلبوا من الفلسطينيين بلادهم'. وفي هذا القول أكثر من كذبة.
فالكاتب ينكر أن الصهاينة سرقوا أرض فلسطين وأقاموا عليها دولتهم، كما يزعم أن هناك دولة فلسطينية قائمة، فما من داع للمطالبة بدولة أخرى! بل يذهب أكثر بزعم براءة حكومة الاحتلال من الاعتداءات اليومية على 'الأقصى'، ضمن مسعى التقسيم الزماني والمكاني للحرم القدسي الشريف.
لكن الحقيقة أن ما كُتب يعبر عن غضب إسرائيلي من رد الفعل الأردني الرسمي، لاسيما تصريحات الملك عبدالله الثاني المعلنة وسواها، إزاء الانتهاكات الإسرائيلية بحق 'الأقصى'، ورفض خطط وممارسات المحتل في القدس.
ربما يستفز الإسرائيليين أكثر ما قيل عن رفض جلالته قبول تلقي اتصالات نتنياهو به، وقول جلالته صراحة إن الحرم القدسي لا يقبل التقسيم وتأكيده غير مرة أن القدس مدينة عربية ولن نسمح بتغيير هويتها العربية. ولذلك نجد الكاتب يحتج على الوصاية الهاشمية على الأقصى والمقدسات في القدس. ويعترف بغضبه بالقول: 'الملك الأردني ينفلت مرة أخرى علينا، يعزو لنا 'استفزازات أخرى' في الحرم، ويهدد بالمس بالعلاقات بين الدولتين'. ثم يلوم مسؤوليه على تقصيرهم في الرد على الأردن، بالقول: 'أما إسرائيل، على عادتها، فتسكت. لماذا؟ إلى هذا السؤال تنضم أسئلة أشد قسوة، مثل لماذا سلمت إسرائيل للأردن السيطرة الفعلية على الحرم -فهو الذي يعيّن الأوقاف، هو المقرر الأخير؟'.
الرد على الكذب والافتراء وتزوير التاريخ لا يكون إلا بالحقائق. والحقيقة أن أرضا فلسطينية عربية، احتلها الصهاينة؛ فسرقوا خيراتها وشردوا الملايين من أهلها الذين ما يزالون يتطلعون للعودة وإقامة دولتهم على أرضهم. كما أن الأردن دولة كاملة الأركان والسيادة، تمتلك استقلالها، وهي المدافع الأول وربما الأخير بين كل الدول عن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة. هذا مع الحفاظ على الالتزام التاريخي للهاشميين برعاية المقدسات وحمايتها من مخططات المحتل ورواياته التآمرية التي لا تتوقف.
المقال قد يبدو خطيرا، لكنه لا يعني شيئاً أمام واقع قائم يقول إن الأردن ليس بلدا مستقرا فحسب، بل هو الأكثر استقرارا في الإقليم الملتهب، حتى مقارنة بالكيان الإسرائيلي المحتل ذاته، والذي سيبقى رهين تهديدات داخلية وخارجية. لكن ما قدمه الكاتب الصهيوني يعكس لنا كيف يفكر الإسرائيلي الذي لم يتخل يوما عن فكرة حل مشاكله على حساب الأردن. وهو ما يحتاج رداً أردنيا، رسميا وشعبيا، يقوم على محاصرة هذا الكيان اقتصاديا وسياسيا.
فعلى الجانب السياسي، لا بد من تحالف عربي، يقدم مبادرة يقودها الأردن، للوقوف في وجه المخططات الإسرائيلية، من خلال استراتيجية إعلامية تفضح ممارسات المحتلين وتكشف زيف ادعاءاتهم وتعريهم أمام المجتمع الدولي، وذلك إلى حين تقام الدولة الفلسطينية ويطبّق حق العودة الذي لن يتنازل عنه الفلسطينيون؛ فهو حق مثبت قانونيا، ومعترف به من الأمم المتحدة.
أما الحصار اقتصاديا فيكون برفض أشكال التعامل والتعاون كافة مع إسرائيل، ولاسيما فيما يتعلق بملف الغاز الذي تسعى لفرضه علينا. فالتطبيع الاقتصادي والمصلحي يبقى أخطر بكثير من اتفاقيات سياسية لم تؤمن بها الشعوب بعد.
ليست هي المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي يقول فيها إسرائيليون بنظرية الوطن البديل. لكن الملك قالها أكثر من مرة: الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين. وستبوء بالفشل كل محاولات 'الحل' الإسرائيلية على حساب الأردن؛ والصراع لن ينتهي إلا بإقامة دولة فلسطينية حقيقية، تلبي طموحات الفلسطينيين بالعودة إلى وطنهم.

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-09-2015 09:36 AM

كما تفضلت سيدة جومانا لابد من ردة رسمية وشعبية على إسرائئيل ومن يمثلها
كتاب أم ساسة .
بداية بدسترة قرار فك الإرتباط مع الضفة الغربية وتطبيقه والتوقف عن التجنيس ومنح الأرقام الوطنية للفلسطينيين .
هذا الإجراء لو اتخذ سيكون ضربة قوية وأول مسمار سيدق في مشروع الوطن البديل.

2) تعليق بواسطة :
29-09-2015 10:41 AM

مالم يتم ماقالة الاستاذ طايل البشابشة سيبقى شبح الوطن البديل قائم ؟؟؟

3) تعليق بواسطة :
29-09-2015 10:46 AM

يجب تثبيت الحق الفلسطيني على ارضهم فلسطين بعدة طرق اولها عدم اعطاء اي رقم وطني للفلسطينين وان الفلسطينين يجب ان يكفوا عن الطلب لاعطائهم ارقام وطنيه وتجنس وتحايل على النظام الفلسطيني والاردني ان يحصلوا على جنسيتين يجب ان يكون الموضوع حول الوطن فلسطين والا لاتطالبوا لا بالاقصى ولا بفلسطين .يجب تجريم الفلسطيني الذي يلهث وراء الرقم الوطني وتفريغ ارضه كما يجب فضح النواب الفلسطينين بمجلس النواب الذين يدعون المحاصصه واللعب على الطرفين الحق على الفلسطينين

4) تعليق بواسطة :
29-09-2015 11:19 AM

لااعرف كيف في ناس يفهمون تاريخ ( التطرف والمتطرفين)
و( الإرهاب ) !.....

وعاملين حالهم مش فاهمين تاريخ قضية فلسطين وكيف تأسست
إسراءيل ؟!!
غريب كيف يفهمون هنا ويتغابون هناك ويدلسون !

5) تعليق بواسطة :
29-09-2015 11:35 AM

حينما تمخض النضال الفلسطيني فولد أوسلو كان لزاما على بقايا المؤمنين بالجملة الثورية أن يعيدوا الحساب فإما الانضمام إلى مشروع بيع فلسطين بالقطعة كما يفعل السيد عباس وفريق أوسلو أو يلقي السلاح ويبحث عن قضية أكثر قابلية للتحقق فكانت قضية إنشاء دولة فلسطينية في الأردن وهو بهذا المشروع يستطيع الاستفادة من عدو الأمس (إسرائيل) لتكون حليف اليوم تنفيذا للمشروع الجديد.

6) تعليق بواسطة :
29-09-2015 11:40 AM

المقال ليس مصادفه ومدفوع من التيار التوطيني لقياس ردود الأفعال في الشارع..وهو سلسله من المقالات بدأها.................................. وستشهد الساحة المزيد من هذه الاستفزازات وسترتفع أصوات التيار التوطيني أكثر وأكثر.

تيار التوطين يتطور الآن إلى التأسيس ليس للوطن البديل بل للنظام البديل!

7) تعليق بواسطة :
29-09-2015 11:41 AM

مأزق التيار الفلسطيني المتصهين هو مأزق النظام إذ لم يعد بالمقدور اللعب على الثنائيات فالإصلاح في الأردن هو إصلاح للدولة الأردنية لتكون جديرة بشعبها وليس تغيير الدولة لتكون لائقة بشعب آخر فهذا ما على هذا التيار ومن يمثل أن يفهمه دون الاضطرار إلى اختبار آخر .

8) تعليق بواسطة :
30-09-2015 12:46 PM

يا جماعة الكاتبة محقة بالّلي بتقوله!! "أوهام وطن بديل"!!
١- إسرائيل بتعمّر مستوطنات، والفلسطينية بعزلوا لعندنا.
٢- بنوزع جنسيات أردنية على الفلسطينية الموجودين، واللي بدهم ييجوا.
٣- السلطة في الضفة لم تمنح، ولن تمنح، الفلسطينيين اللي عندنا جنسية فلسطينية. سلطة حماس بغزة، نفس الشيء، بالنسبة للغزاوية اللي عندنا.
٤- لا توجد أي مقاومة فلسطينية ببرنامج تحرري على الأرض: سلطة مساومة في الضفة، وحماس غادرت محور المقاومة لأحضان قطر، بهدنة طويلة الأمد.
٦- في مقابل ذالك الملك يقول الأردن للأردنيين!!

9) تعليق بواسطة :
30-09-2015 02:14 PM

رائع يا رجل
كلامك على الوجه

10) تعليق بواسطة :
30-09-2015 04:57 PM

يا رجل أرجوك.. أكتب اسمك
نريد أن تعرفك لأن معرفتك شرف وفخر
معرفة رجل بكامل معاني الرجولة
لك كل وجل تحياتي.. وارجوا كتابة ليسكن الكريم
ونحن بانتظار تعليقاتك العميقه

11) تعليق بواسطة :
30-09-2015 05:01 PM

مأزق التيار الفلسطيني المتصهين هو مأزق النظام إذ لم يعد بالمقدور اللعب على الثنائيات فالإصلاح في الأردن هو إصلاح للدولة الأردنية لتكون جديرة بشعبها وليس تغيير الدولة لتكون لائقة بشعب آخر فهذا

12) تعليق بواسطة :
30-09-2015 05:06 PM

مأزق التيار الفلسطيني المتصهين هو مأزق النظام إذ لم يعد بالمقدور اللعب على الثنائيات فالإصلاح في الأردن هو إصلاح للدولة الأردنية لتكون جديرة بشعبها وليس تغيير الدولة لتكون لائقة بشعب آخر فهذا ما على هذا التيار ومن يمثل أن يفهمه دون الاضطرار إلى اختبار آخر .

13) تعليق بواسطة :
01-10-2015 12:32 AM

اذا كانت الكاتبة قد سردت موقف اليمين المتصهين من الولاية الهاشمية على الحرم القدسي عبر وزارة الأوقاف الأردنية.
فان " ردة الفعل الشعبية والحفاوة والترحيب " التي استقبل بها الوفد الاردني بالمسجد الأقصى خلال خطبة الجمعة تتلاقى مع توجهات اليمين المتصهين!
الحل حسب رأيي المتواضع هو توعية الشعب الفلسطيني بالداخل عبر صحافته المأدلجة لجبهات " النضال التحررية المتعددة " بنشر الردود الصحفية المشابهة لمقال الكاتبة عبر صحافتها واثيرها، وهاذا ما لن تسمح به سلطتي رام الله وغزة.

14) تعليق بواسطة :
01-10-2015 01:38 AM

لا يوجد بالقانون الدولي.. ولائه لأشخاص او عائلات
الولاية.. للدول
والولاية على القدس الشرقيه بالقانون الدولي المعترف بدولة وشعب فلسطين من4حزيران67.. تعني أن الولايه على القدس الشرقيه هي لدولة فلسطين فقط.
سالفة ولاية عيله.. فهذه فبركات معاونيه جاءت بوادي عربه فقط لا تعني شيئا.
الهاشميون كان لهم ولاية مكه.. أين مكه الآن وأين الهاشميين!

15) تعليق بواسطة :
01-10-2015 12:29 PM

كلامك يجب ان يوجه للكاتبة والوفود المقدسية ايضا الذين يجأرون بالولاية الهاشمية لذر الرماد بالعيون.
الذي يعنيني كـ أردني ان يرسى الفلسطينيون على بر وان يكفوا عن دغدغة مشاعر النظام الاردني للصيد الفرص وان لا يزاودوا بولائهم على الأردنيين تزلفا ومسحا للجوخ.
فالاردنيون نالوا جزاء سنمار نظير تخليصهم جزءاً من ارض فلسطين وهو ما لم توفق اليه الدول العربية مجتمعة.
فانا من الذين شهدوا مظاهراتكم الهاتفة بـ حكم الاعور ولا خكم الازعر.
فيا حبذا لو تجمعوا على راي ثم تخاطبون الاخرين

16) تعليق بواسطة :
02-10-2015 02:23 AM

انا معاك قلب وقالب.. انا الطهراوي

17) تعليق بواسطة :
02-10-2015 02:52 AM

نرغب بسماع ردك / ألو حول

18) تعليق بواسطة :
02-10-2015 04:12 AM

الذي يحتاجه الوضع هو سماع الصوت الفلسطيني الحر المؤمن بقضيته والمتمسك بحقه وأرضه وهويته. والرد على الطرح الاسرائيلي يجب ان يكون فلسطينيا اولا. ما نشهده للأسف ان الأصوات التي تدعو بأساليب غير مباشره للتوطين وتداعب الخطابات الاسرائيليه والامريكيه هي من تحظى بالرعاية وتتمدد وبالمقابل الصوت الحر حائر ومتوجس ولا يلقى الدعم الكافي. كما اننا نحتاج لمعرفه وفهم ونشر الوعي بالجانب القانوني لتبعات التجنيس وأثره على الحقوق القانونية لافراد الشعب الفلسطيني ولمستقبل دولته

19) تعليق بواسطة :
03-10-2015 12:43 AM

لا نسمع رأي فلسطينيين الاردن الأحرار الرافضين التوطين والتجنيس بغير دولتهم فلسطين
أغلب التعليقات للفلسطينيين متمسكين بالتدوين والرقم!!!
حب فلسطين كلام!!
لا يعني حبهم للهويه والجنسيه الفلسطينيه للاسف
يسكتون صمت القبور.. خوفا على الرقم!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012