أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


شرف الكلمة لا يُدانى

بقلم : شحاده أبو بقر
01-10-2015 01:19 PM
ألطيب لا يتفوه إلا بما هو طيب حتى في أحلك الظروف وأشدها وقعا على النفس , ونقيضه لا يتفوه إلا بما هو غث وخبيث حتى في اكثر الظروف رخاء واهونها وقعا على النفس , ولو أدرك سواد الناس كنه الحياة الدنيا على حقيقتها , لما أفرز الغضب موقفا سالبا ولا كلمة نابية ابدا , وفي هذا قال اعظم الخلق صلوات الله وسلامه عليه , ليس الشديد بالصرعه , وإنما الشديد من يملك نفسه ساعة الغضب , فأين نحن في هذا الزمان من هذا القول الفصل .




أتابع كغيري كثيرا مما يكتب ومما يقال على هيئة مقالات أو تصريحات وسوى ذلك , وأحزن على نفر وطنوا النفوس على نزق القول وتعمد تشويه سواهم من خلق الله , فهم وحدهم على حق وسواهم على باطل , وهم وحدهم الملمون بشؤون الدنيا والعباد وماعداهم جهلة يعوزهم المزيد من ألإدراك والتعلم , وأكثر ما يلفت الإنتباه على هذا الصعيد , هو تلك التعليقات على ما يكتب , والتي تتعمد تقزيم ألآخر والإستخفاف برأيه , لا بل والمبالغة في إستخدام ما تيسر من الكلم السيء , وذلك عوضا عن الركون إلى أسلوب حضاري راق في الحوار والتعبير عن الرأي الآخر , وعلى نحو يجسد إحترام ألإنسان لأخيه الإنسان أيا كان رأيه , مصداقا لقوله تعالى , إدفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون , صدق الله العظيم .
لو خالق الناس الناس بخلق حسن , ولو تذكر الناس في سائر سكناتهم وحركاتهم , أن رقابة الخالق جل في علاه فوق كل رقابة , وأن عقابه وثوابه سبحانه وتعالى آت لامحالة في لحظة لا بد ولا فرار منها أبدا , لأستقامت الحياة وارتاح الناس كافة من كل عناء , ولو عاش كل منا حياته وترك غيره يعيش دونما نكد او حسد وسم بدن لا مبرر له , لما كان بينهم شقي ابدا , ولو حاول الإنسان تحصين لسانه ضد الثرثرة والغث من القول وطيب كلماته كتابة وشفاهه , لساد التراحم والمودة ولأصبح الخصم ودودا والعدو صديقا والبعيد قريبا . إنها الكلمة شرفها لا يدانيه غير شرف ألإيمان بالله الواحد الأحد , فإن صانها المرء نجا , وإن خانها سقط في المهالك وسار إليها بقدميه طوعا لا كرها . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012