سليمان الحراسيس : لا يلعم من يشاهد الاعلانات الترويجية لمنطقة العقبة الخاصة عبر وسائل الاعلام المحلية والاجنبية ان تلك الاعلانات وما تحمله من 'روعة وجمالية' المنطقة ستبدد حال الوصول الى المدينة.

انتشار الروائح الكريهة في منطقة 'الفنادق' وهي المنطقة التي تلقى الاهتام الاكبر من ادارة سلطة اقليم العقبة الخاصة، وسوء التنظيم وازمة السير وغيرها من السلبيات ستجبر الزائر المحلي والاجنبي على مغادرتها في أقرب وقت.

فريق من 'كل الاردن' وصل العقبة مساء الاثنين بناء على تلقيه بإستمرار شكاوي من المواطنين والزائرين الاردنيين، واستمع الفريق الى مجموعة من العاملين في فنادق المدينة ،الذين أكدوا بدورهم ان مجمل الزائرين الاجانب لا يمكثون في العقبة سوى ايام قليلة ،ويعربون عن استيائهم من سوء الخدمات المقدمة خارج الفنادق.

وعبر العديد من الزائرين الاجانب عن غضبهم من تناقض ما شاهدوه من اعلانات للمدينة في بلدانهم مع واقع المدينة لحظة وصولهم اليها.

الاهتمام وبحسب القاطنين في العقبة ينحصر على منطقة 'الفنادق' ، حيث تهمل باقي الاحياء ، واشتكى المواطنين من تراكمم القمامة ونقص وعدم صلاحية حاويات القمامة اضافة الى انتشار الروائح الكريهة.

الجدير بالذكر ان سلطة اقليم العقبة الخاصة تضع ميزانيات ضخمة بهدف الترويج السياحي للمدينة ،والتي على ما يبدوا لم تأخذ بعين الاعتبار ان هدف الترويج لا يقتصر على زيارة السائح الاجنبي لمرة واحدة فقط ، بل التعويل عليه ليقوم بنفسه في الترويج للمدينة حين انتهاء زيارته وعودته الى وطنه.

في ذات السياق يقول شاب 'عقباوي' لـ'كل الاردن، انه يعمل في احد فنادق ايلات 'الاسرائيلية' و قدم خدماته لزوار أجانب شاهدهم في العقبة.

وكانت اسرائيل قد سمحت لفنادق 'ايلات' بجلب العمالة الاردنية واشترطت عدم مبيتهم فيها.

ويضيف الشاب الذي طلب عدم ذكر اسمه، ' عند سؤالهم لماذا غادرتم العقبة وتوجهتم الى إيلات ؟ تكون الاجابة في اغلب الاحيان 'ان ايلات لا يوجد فيها روائح كريهة او أزمة سير او قمامة منتشرة في الطرق'.

استراتيجيات تنموية جادة في النهوض بمستوى المدينة غائبة، وإن وجدت يقوم عليها أشخاص لا يملكون  مؤهلات او خبرات في الاختصاص ،وينتهي بها المطاف الى الفشل وتحمل خزينة السلطة نفقات استنزفت ميزانيتها  دون ان تعود على الوطن بنتيجة.

كما ان فشل المشاريع الاستثمارية الضخمة في استقطاب عدد اكبر من السياح وخلوها لفترات طويلة من الزائرين ، وتسريح العاملين فيها من ابناء المدينة ، حول شعار اختارته السلطة من 'لنجعل من رمال العقبة ذهباً' الى شعار اخر اختاره المواطنون 'لنتخلص من الروائح الكريهة أولا'.

المشاريع الاستثمارية الضخمة في العقبة كلفت الخزينة عشرات ملايين الدنانير وما زالت محاولات انعاشها مستمرة وسط غياب الخطط اللازمة وقلة خبرات الادارة المسؤولة عنها.

يشار الى ان 'كل الاردن' سيقوم بنشر عدة تقارير مصورة يسلط فيها الضوء على واقع المدينة 'السياحية'.