أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


بر وبراءة

بقلم : رقيه القضاة
28-11-2015 12:09 PM
أويس القرني ، إسم مرّ على ذاكرة الزمان فأغناهابرا وصلاحا، وسيرة ذكرتها صفحات الكتب ،فاضاءت بنورها النفوس الباحثة عن مواطن البر، والعمل الصالح ،والزهد الورع، المنبثق عن مخافة الجليل ،والرضا بالقليل، والعمل بالتنزيل ، وصدقة بالمستطاع وفوق المستطاع، ذاك هو أويس، بر بالوالدة الضعيفة ،وبر بالقلوب اليائسة، وبر بالاكباد الجائعة ،ودعوة مستجابة ،واستغفار للمؤمنين ،وحزن مقيم في قلب طاهر، لاانس له إلا بمن خلقه ،وافاض عليه من الإيمان والرضا واليقين والرحمة ، فكان القول فيه ماقاله الحبيب المحب لأمته{اويس القرني خير التابعين بإحسان} .
وأويس المطلوب لعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، مطلوب لكي يستغفر لهما، وهما يسعيان للقاءه، تنفيذا لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر{يأتي عليك أويس بن عامر مع امداد أهل اليمن، من مراد ثم من قرن ،كان به برص فبرأإلا موضع درهم ،له والدة هو بها برّ ،لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل} والفاروق يبحث عن كل ما من شأنه طاعة الله ورسوله ،وعن كل ما يكون سببا للمغفرة، فكيف يضيعها فرصة من يده، أن يستغفر له رجل صالح ،أوصاه نبيه الحبيب صلى الله عليه وسلم، أن يحصل منه على الدعاء بالمغفرة من الله ، وأخرى مؤكدة {ياعمر، ياعلي إذا انتما لقيتماه فاطلبا منه أن يستغفر لكما يغفر الله لكما} .
عشر سنين وهما ينتظران ذلك اللقاء الاخوي العزيز، حتى وجداه على عرفات يصلي ،ويطول شرح الموقف الأخوي، العابق بذكر الله، ووصية حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم، والمحاورة المحلقة بالارواح ،في مراقي اليقين والتواضع ،والتخفف من أثقال الدنيا،وجبال أوزارها ، فتبرز وضاءة الروح ،وخفة حملها، وهي تحلق عاليا في مدى الحب الإلهي، والتوكل الموقن بالمن والفضل منه سبحانه ،وتتألق الكلمات الناصحة للخليفة المؤتمن على الأمة، بكل أطيافها وشؤونها وهمومها، وتتجلى الرحمة الأخوية ،والتعزيز والشكر للأمير الذي قام بحق الرعية، واخيه كرم الله وجهه{السلام عليك يأمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته وانت ياعلي بن أبي طالب فجزاكما الله عن هذه الامة خيرا} ، ويمتليء قلب الخليفة بالود الأخوي، ذلك الود الذي لايدرك كنهه إلا من ذاقه ،حين تتآلف الأرواح ،وتتلاقى القلوب ،وتتوحد المساعي، فتلتقي على الحب في الله وتفترق عليه ،يعرض امير المؤمنين على اخيه أويس العطاء والكساء، من خالص ماله وعطاءه ،فيكون الرفض المقرون بالنصح المشفق ،{يا امير المؤمنين إن بين يدي ويديك عقبةكؤودا لا يجاوزها إلا ضامر مخفّ مهزول فأخفف يرحمك الله} ، وتنطلق صرخة الخليفة الأمين الذي أثقله حمل الأمة ،{ألا ليت عمر لم تلده أمه ألا من يأخذها بما فيها ولها؟} يقصد بذلك الحكم والخلافة .
ذاك اويس يسعى إليه الفاروق ليستغفر له،فما كان عملك يا أويس ؟وما انت في الناس؟ لقد منعك برك بام عليلة ضعيفة ،تحنو عليها وتحدب ،من أن تحظى بلقاء الحبيب في المدينة المنورة ، خشية إن تتركها في رحلتك تلك، فلا تجد راع ولا واصل ولابر ولا خادم ،فأورثك ذلك برا عند الله ورسوله ، وملأ قلبك حنانا وعطفا على امة محمد صلى الله عليه وسلم ، حتى كنت تتصدق بلقيماتك وتبيت على الطوى ،وتلتقط كسيرات الخبز التي ألقاها المتنعمون ،وتغسلها وتأكل منها وتتصدق بها على تلك الأكباد الجائعة المحرومة، في خطوة تصلح أن تظل تتلى وتعاد ،على مسامع الأمة التي كثر فيها المترفون والجياع على حد سواء، فأين نحن من اعتذارك لربك عن ما رأيته تقصيرا منك،وانت لاتملك شيئا ولا تدخر حتى قوت ساعة، {اللهم إني ابرأ إليك من كبد جائعة} {اللهم من مات جوعا فلا تؤاخذني به ،ومن مات عريانا فلا تؤاخذني به }
فأين نحن منك؟ أين كدرأرواحنا من صفاء روحك،؟ وأين حنان قلبك ورقته من قسوة قلوبنا ؟وأين تعاهدك للمحتاجين من إخوتك المسلمين منإعراضنا عن ذوي الحاجة المحرومين ؟ إنها معرفة الله وتوقيره وخشيته، والفهم الكامل لشرعه،واليقين الخالص بعظمته، والطاعة المطلقة لأمره، سكبت في قلبك ،حتى افاضت ندى ورفقا ،وبرا وصلاحا، زهدا وورعا ، فانطلق لسان حالك بالوصايا المخلصة لإخوتك في الدين{توسد الموت إذا نمت ،واجعله نصب عينيك، وإذا قمت فادع الله إن يصلح لك قلبك ونيتك، فلن تعالج شيئا أشد عليك منهما، بينا قلبك معك ونيتك إذا هو مدبر، وبينا هو مدبر إذا هو مقبل، ولا تنظر في صغر الخطيئة،ولكن أنظر إلى عظم من عصيت.
لقد بررت فوصلت وحنوت فنجوت ياخير التابعين بإحسان{ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو اخطأنا}

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012