أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
السبت , 04 أيار/مايو 2024


"ما بعد" الإخوان!

بقلم : د.محمد ابو رمان
31-12-2015 12:51 AM
تتسارع وتيرة الأزمة في أوساط جماعة الإخوان المسلمين، مع تبدّد الضباب المحيط بمشهد المرحلة المقبلة، ليكشف أنّنا سنكون أمام أكثر من لاعب إسلامي منبثق عن الجماعة. لكن الجماعة نفسها ستكون قد انتهت عملياً، وتحوّلت إلى ما يشبه المدرسة الروحية الدعوية الفكرية.
قبل أيام، قدّمت قيادات في مبادرة 'زمزم' استقالاتها من حزب جبهة العمل الإسلامي. وسيقوم عدد كبير في الفترة الحالية أو القريبة، ربما يصل إلى مئات الشباب، بتقديم استقالاتهم من الحزب، مع الاستعداد من قبل مجموعة 'زمزم' للإعلان عن تأسيس حزب جديد، مع إعلان أوساط عبدالمجيد الذنيبات عدم نيّة الجماعة المرخّصة تأسيس حزب، واعتبار أنّ حزب 'زمزم' يمثّلهم رسمياً في الانتخابات والحياة السياسية والمدنية عموماً.
في المقابل، فإنّ التيار الممسك بعنان جماعة الإخوان أتمّ هو الآخر مخططات نقل جزء كبير من الثقل الذي كان بيد الجماعة، إلى حزب جبهة العمل الإسلامي. وهو يقوم بعملية إعداد البناء الأيديولوجي والهيكلي للاستعداد لمرحلة جديدة يحلّ فيها الحزب محل الجماعة، مع الإقرار مؤخراً بالفصل بين الطرفين، وتهميش الدور السياسي للجماعة بالتدريج، على غرار حزب العدالة والتنمية في المغرب أو حزب النهضة في تونس، اللذين يحملان ميراث الإخوان فكرياً وسياسياً.
يبقى الطرف الثالث المهم في الجماعة، وهو مجموعة الإنقاذ والحكماء، التي باتت تتشكل حالياً من رموز الجماعة التاريخية، ومن القيادات الشبابية الإصلاحية المستنيرة، وتتوافر على مقومات مهمة، قد تفتقر إليها 'زمزم' على المدى القريب؛ والمقصود هنا الامتداد الشعبي والاجتماعي لقياداتها، والاستقلالية الأكثر وضوحاً عن الدولة.
'مجموعة الإنقاذ' (حمزة منصور، سالم وعبدالهادي الفلاحات، عبداللطيف عربيات، عبدالحميد القضاة، إسحاق الفرحان، جميل أبو بكر، وآخرون كثر)، أعلنت عن الخط العام لها، ويتمثّل في البقاء ضمن الإخوان المسلمين، لكن مع تأسيس كيان جديد، سيأخذ غالباً صيغة الحزب السياسي.
أيّ أنّنا، على الأغلب أيضاً، سنكون في المرحلة المقبلة أمام مشهد جديد بالكلية، مختلف جذرياً عن المرحلة السابقة: جماعتان للإخوان المسلمين، تنتميان عملياً للأيديولوجيا نفسها، وإن اختلفت وتباينت رؤاهما في أولويات وسقوف العمل السياسي الأردني، وبدرجة أوضح الخلفيات الاجتماعية، لكن ما يجمع بينهما، وهو الأكثر أهمية ويمثل 'نقطة تحول' كبيرة، أنّهما -أي الجماعتين- ستكونان مهمّشتين في العمل السياسي، وأقرب إلى الطابع الدعوي والروحي، أو الموروث الثقافي الممتد إلى حسن البنا.
في المقابل، سنكون مبدئياً، على المدى القصير، أمام ثلاثة كيانات سياسية: حزب جبهة العمل الإسلامي، وحزب الإنقاذ، وحزب البناء (زمزم)، إن لم تتوحد 'زمزم'، لاحقاً، مع الإنقاذ؛ تتنافس فيما بينها في الانتخابات النيابية وعلى صعيد الحضور في المشهد السياسي. أي إنّ هناك عملياً عملية 'تعويم' لحضور الإخوان السابقين في المشهد السياسي، مع التذكير أنّ حزب الوسط الإسلامي الحالي هو في الأصل ابن متمرّد على الإخوان.
قد تكون هذه الأخبار سيئة لأبناء وأنصار جماعة الإخوان، والأطرف للقيادة الحالية التي ما تزال تعيش حالة 'إنكار'. لكن الأخبار الجيدة للجميع، أنّ الكيانات الجديدة، الثلاثة، بلا استثناء، تتحدث بلغة تصل إلى نتائج واحدة في التطور الأيديولوجي والسياسي، وإن اختلفت التفسيرات والعبارات.
ما هي اللغة الأيديولوجية الجديدة؟ هي مزيد من التوجه نحو الديمقراطية؛ الفصل-التمييز بين العمل السياسي والدعوي/ الفقهي؛ الاقتداء بالنموذج المغاربي (البراغماتية والفصل بين الدعوي والسياسي) وبدرجة أعلى النموذج التركي-حزب العدالة والتنمية، والخروج من عباءة الإسلام السياسي، للانتقال إلى الإطار الوطني الإصلاحي العام؛ ومزيد من تمثيل الشباب والنساء والمرونة الفقهية.
دعونا، إذن، نرصد ونراقب إعادة ترتيب 'البيت الداخلي' للإخوان؛ أقصد 'الشقق الجديدة' لما بعد الإخوان!

(الغد )

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
31-12-2015 01:52 AM

الاخوان هم الوجه الاخر للصهيونية

2) تعليق بواسطة :
31-12-2015 09:53 AM

جماعة الإخوان انتهوا وهم في الرفسة الاخيره ما قبل الموت . انتهى زمانهم وبان فشلهم وكذبهم وغشهم للمسلمين وبارة تجارتهم .وهذا تدبير من الله أن وقعوا في سوء عملهم وما كسبت أيديهم .

لن ينفعهم الحكماء ولا الجهلاء !

3) تعليق بواسطة :
31-12-2015 10:31 AM

نصيحه من انسان عتيق مع الجماعه والى الاخ د ارحيل ان تكونوا حذرين جدا من كل المنتسبين للوسط الاسلامي خاصه التجار والصيادله والاعلاميين لان هدفهم شخصي وتدميري لكل كيان يبنى وفهمكم كافي فلا مجال للتجربه او تطمئنوا لمعسول الكلام الشيطاني متمنيا لزمزم ومؤسسها الخير والقبول

4) تعليق بواسطة :
01-01-2016 01:55 AM

الاخوان المسلمون في الاردن من اضعف الكيانات الاخوانية في الدول الحاضنة للاخوان. استخدمهم النظام لفترة ضد بعض التيارات المناهضة ومنها اليسارية والقومية والناصرية وسكت عن تجمعاتهم ومظاهراتهم لتحقيق اهداف سياسية واعلامية. انا لم اعد اطيق الاخوان ليس لانهم ليسو على حق دائما ولكني احسهم دراويش سهل تجميهعم وسهل ايضا الضرب عليهم لتفريقهم مثل حلوى الجلي. والاكثر غرابة ان حزب الاخوان مكروه جدا من الحركات الجهادية مثل داعش فهم يهاجمون مرسي اكثر من السيسي يقولون عنهم حركة علمانية بثوب اسلامي ويتوعدونهم ههه

5) تعليق بواسطة :
02-01-2016 11:24 AM

نحن بحاحة الى ما بعد الاخوان واليساريين والقوميون وكل احزاب الدكاكين نحن بحاجة الى مراجعة شامله يراعى فيها الفعل ورد الفعل فمسيرة الاسلاميون اتسمت بمماحكات مع الاخر
اود القول ان الترقيع في ثوب بال لا ينفع لابد من استبدال هذا الثوب بآخر مناسب يصلح زيا رسميا للجميع

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012