أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
السبت , 04 أيار/مايو 2024


العدوان يكتب : منغّصات الكتابة على المواقع الإلكترونية

بقلم : موسى العدوان
02-01-2016 12:06 PM

موسى العدوان

المواقع الإلكترونية وسيلة من وسائل الإعلام المقروء والتواصل الاجتماعي بين مستخدمي تلك المواقع داخل البلاد وخارجها. فمن خلال جهاز الحاسوب أو الهاتف الذكي، يستطيع المستخدم أن يقرأ خبرا أو يكتب مقالا أو يقدم مداخلة، على أي موضوع مطروح للنقاش.
لقد سهّلت تلك الوسيلة تبادل الثقافات بين الناس في مختلف المواضيع، من خلال عرضها على الشاشات الصغيرة أمام القراء خلال دقائق معدودة. وغالبا ما تنشرها لمختلف الكتّاب دون مونتاج أو تدقيق لغوي أو تحديد لعدد الكلمات، بل تتركها لتصرف الكاتب.
ومن الميزات الأخرى للصحافة الإلكترونية، أنها تعايش الحدث لحظة وقوعه، وتواصل تحديثه كلما طرأ عليه جديد في حينه. كما أنها تفتح بابا واسعا للحوار وتبادل الأفكار، بين الكاتب وقرائه وبين القراء أنفسهم. وبهذا تتحقق الفائدة العلمية التي يسعى إليها القراء والمتحاورون. قد يكون الكاتب مصيبا أو مخطئا في طرحه، ولهذا عليه أن يكون منفتحا لتقبل الرأي الآخر، على أن يكون منطقيا ومسندا بأسباب مقنعة.
وهذا الأسلوب يختلف عما يجري في الصحافة الورقية التي لا تسمح بالحوار المباشر، وتعتمد عددا محددا من الكتّاب الذين يعملون مقابل الأجر. وإذا ما وافقت تلك الصحافة على نشر مادة لكاتب من غير طاقمها، فإنها تحدد عدد كلماته وتستخدم مقص الرقيب لكل ما يخالف سياستها التحريرية، مما قد يؤدي إلى اختزال الموضوع، أو تغيير المعنى الذي قصده الكاتب.
ولكن برز في الآونة الأخيرة بعض متعهدي التعليقات المسيئة والبعيدة عن أدب الحوار، على مختلف المقالات المنشورة، حيث يركز كاتبوها على شخصية الكاتب، ويحوّلوا الموضوع عن سياقه إلى مناكفات وسجالات منفّرة. علما بأن هناك معلقون على قدر كبير من الثقافة وسعة الاطلاع، يقدمون تعليقاتهم النافعة بكل أدب واحترام.
وإن كنت لا أجد سببا لمثل تلك التصرفات الشاذة، سوى أن ممارسيها قد يكونوا مأجورين لجهة مغرضة، يتخطون ضمائرهم بحفنة من الدنانير، أو أنهم خريجو بيئة متخلفة تدفعهم لنفث سمومهم، من خلال موقع إلكتروني محترم، تحت أسماء مستعارة وبصورة مقزّزة، تنغّص على القراء مزاجهم.
من يكتب مقالا مهما كان بسيطا، لا شك بأنه يعصر أفكاره محاولا طرح قضية مفيدة حسب اعتقاده. فيسكب كلماته على الصفحة الإلكترونية، ليقدمه مجانا إلى قرائه دون انتظار الأجر، إيمانا بأنه يقدم خدمة تنويرية لمواطنيه.

المعلقون الذين يعجزون عن كتابة مقالا من بضع فقرات، يجدون الساحة مفتوحة أمامهم لممارسة هواياتهم في التعليقات التافهة، التي تفتقر إلى المنطق وتبتعد عن الموضوعية. فالكاتب لا يفرض على من يشاهد مقاله أن يقرأه، وله الحرية في طي صفحته أو الغوص بين كلماته ومعانيه إذا رغب بحثا عن غذاء للفكر. وهنا يبرز دور المحرر الحصيف، الذي عليه أن يفتح سلّة المهملات، ليودع فيها كل مادة تخرج عن سياق الموضوع، أو تتجاوز أدب الحوار.
هذه الممارسات السلبية لبعض المعلقين، تدفعني مع بعض زملائي الكتاب لحجب التعليقات على مقالاتنا، لكي نبعد القراء الكرام عن قراءة تعليقات مبتذلة. رغم أننا نرغب بالتفاعل مع القراء لمعرفة الرأي الآخر، الذي قد يفيدنا ويُثري مواضيع البحث. ولكن الحاقدون - على قلتهم - يُجهضون فرص الخيّرين في الاستمتاع أو المشاركة بحوارات مفيدة.
ورسالتي إلى أولئك النفر من المعلقين في نهاية هذا المقال، هي الدعاء لهم بدعاء الرسول الكريم لمعارضيه : ' اللهم إهدِ قومي فإنهم لا يعلمون '.
التاريخ : 2 / 1 / 2016
ملحوظة :
يعتذر الكاتب عن قبول التعليقات على هذا المقال.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
لا يمكن اضافة تعليق جديد
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012