"أزمة الجنوب" : محافظ متعالٍ ومتصرف مهزوز

الجمعة , 17 أيار/مايو 2024

"أزمة الجنوب" : محافظ متعالٍ ومتصرف مهزوز

02-01-2016 06:29 PM
كل الاردن -
اتهم فريق إدارة أزمة الجنوب المتابع لقضايا المواطنين العالقة في ملف 'التعزيم' قوات الدرك باستفزاز 'المنكوبين'.

وكان لواء البترا / وادي موسى شهد أحداث شغب وعنف ليلتي الخميس والجمعة أدت إلى حدوث أضرار في الممتلكات العامة والخاصة، أعقبها توقيف عدد من الأشخاص إثر احتجاجات على خلفية عدم احراز اي تقدم في ملف البيوع الاجلة (التعزيم).

وقال الفريق في بيان له مساء السبت ' إن ذلك أدى الى حدوث ما حدث من مظاهر مأساوية أمام سمع وأنظار آلاف السياح من كل بقاع العالم، وأدت قذائفهم الى إحراق أحد المنازل وإغماء العشرات من السياح والآلاف من المواطنين'.

وتابع ' كان من الواضح أن الهدف من هذه الإجراءات هو خلط الأوراق وخلق الذرائع للقبض على عدد منكم لننشغل جميعا بهؤلاء المحتجزين وننسى قضيتنا الرئيسة'.

وأشار فريق ادارة الازمة أن هذه الأساليب مكشوفة وممجوجة - على حد وصفه - ولا تُفضي الى احتواء هذه الأزمة الكارثة بل تزيدها تصعيدا.

ووصف الفريق متصرف اللواء ب'الضعيف' و'المهزوز'، فيما قال ان محافظ معان متعالٍ وغير مدرك لحجم الكارثة ولم يتعاطى معها بأي نوع من الواقعية أو الحكمة .

وتالياً نص البيان :

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة الى من يهمه الأمر.

اللهم إحمِ البتراء واحمِ الجنوب واحمِ الاردن من كل مكروه...

اللهم كن مع البتراء وأهل البتراء ومن بعدهم أهل الجنوب على ما هم فيه من ضَـنَـك ولأواء جراء كارثة ألـَمَّـت بهم نتيجة تجارة آثمة مورست وتم إقترافها أمام سمع وبصر وعدسات كل أجهزة الأرصاد والترصد في حكومتنا الرشيدة لعدة سنوات رغم التنبيهات المتكررة من قبل عدة أطراف مجتمعية من خطورة هذه التجارة الآثمة التي كانت تدور حولها كل الشبهات ' نواب ، وجهاء ، شيوخ ، شباب ومثقفين، ... وغيرهم' .... الى أن حدث الانهيار وأُخرِجَت الكارثة بتلك الصورة المأساوية التراجيدية المتمثلة في صدور قرار الحجز التحفظي في ذلك اليوم المشؤوم بعد أن وقعت كل الفؤوس في رأس أهل البتراء وأهل الجنوب عامة وسُحِقت ممتلكات عشرات الآلاف منهم ومُحِقت كل أموالهم.

لقد مرت 7 أشهر ثقيلات عليكم يا أبناء البتراء والجنوب ... وبُذِلت جهود كبيرة من الجميع وعلى كافة الاتجاهات من أجل إعادة الحقوق اليكم أيها المتضررين المكلومين .. وكان لكم وقفات مشرفة اتسمت بكل الحضارية والرقي في التعبير عن حجم أزمتكم وحجم الكارثة التي ألَمـَّت بكم ...

لقد تم اعطاء عدة مواعيد من قبل هؤلاء التجار الآثمين الذين قارفوا هذه التجارة كان آخرها 31/12/2015. وحيث أننا خُذِلنا جميعا بعدم الوفاء من قبل هؤلاء التجار والالتزام بالمهلة الآخيرة المشار اليها توجه الآلاف منكم الى الشارع لإيصال صورة القضية وحجم خطورتها الى كل من يهمه الأمر وبصورة حضارية دون أي تكسير أو تخريب أو حرق أو أية مظاهر فوضوية أخرى ... ولكن استفزاز قوات الدرك لكم أيها المنكوبين أدى الى حدوث ما حدث من مظاهر مأساوية أمام سمع وأنظار آلاف السياح من كل بقاع العالم ... وأدت قذائفهم الى إحراق أحد المنازل وإغماء العشرات من السياح والآلاف من المواطنين .. وكان من الواضح أن الهدف من هذه الإجراءات هو خلط الأوراق وخلق الذرائع للقبض على عدد منكم لننشغل جميعا بهؤلاء المحتجزين وننسى قضيتنا الرئيسة.

نقول لكل مسؤول يفكر بهذه الطريقة أن هذه الأساليب مكشوفة وممجوجة ولا تُفضي الى احتواء هذه الأزمة الكارثة بل تزيدها تصعيدا وتزيد المحتقنين بسبب ضياع أموالهم إحتقانا آخر وتذكي نار الفتنة التي نحن في أحوج ما نكون بعدا عنها في ظل كل الظروف المحيطة بدولتنا الحبيبة.

ان وجود متصرف ضعيف ومهزوز لا يحسن أي تصرف اكثر من اهتمامه بمراقبة دوام موظفيه، ووجود محافظ متعالٍ وغير مدرك لحجم الكارثة ولم يتعاطى معها بأي نوع من الواقعية أو الحكمة متجاهلا كل الأطراف القائمة على هذه القضية ومنهم فريق ادارة الازمة المخول بسلطة شعبية عامة لمتابعة ارهاصات هذه القضية ومقاوما بشدة ضد إيصال الصورة الى جلالة الملك كان من أهم أسباب تفاقم الوضع وعدم الثقة بين صاحب الولاية وبين المواطن المنكوب وذلك من خلال ادعاءات 'عطوفته' بعدم وجود أي طرف ليتحدث معه بهذا الخصوص، وكأن أهل الجنوب قد طاروا وغادروا أرضهم ووطنهم فلم يجد عطوفته من يتحدث معه بأمر هذه الكارثة التي تهدد أمن الوطن بأكمله إن لم يتم التعاطي معها بحكمة بعيدا عن مثل هكذا مسؤولين 'غير مسؤولين'... نقول لـ 'عطوفته' بأن أهل الجنوب 'وهو أحدهم' مزروعون في أرضهم ومنتمين لوطنهم ومليكهم .. لم يسرقوا فوسفات الاردن ويطيروا خارج الأردن ولم يتسببوا بإفلاس الملكية الاردنية بمئات الملايين ولم يتسببوا بكارثة الدين العام التي فاقت 24مليارا ولم... ولم ... ولم. وكل أملهم وطموحهم أن يعيشوا بكرامة في أردن الهاشميين الذي يتغنى الجميع فيه بمقولة الراحل العظيم طيب الله ثراه : 'الانسان أغلى ما نملك'.

سنبقى الأمناء والمخلصين لقضيتكم وقضية الأردن بالتعاون معكم يا أهلنا المنكوبين في الجنوب ... ولا يفوتنا توجيه تحية إجلال وإكبار لكل من ساندنا في مواجهة هذه الأزمة. ونخص بالشكر شيوخنا الأفاضل وكبار ووجهاء الجنوب الذين أجمعوا بتجديد الثقة بفريق ادارة الازمة، ونواب الأردن الشرفاء،والصحافة الحرة النظيفة، والاقلام الشريفة، والسياح الأجانب الذي أوصلو قضيتكم للعالم، وحزب الأنصارالذي يقود ائتلافا لإثني عشر حزبا اردنيا، وكذلك لجنة أحرار الجنوب، وتحية إجلال واكبار خاصة للرجال الصادقين المخلصين القائمين على إدارة الحراك الشعبي من شباب البتراء الذين بذلوا الكثير من الجهد والوقت والتضحية نصرة لقضيتكم، وندعوكم للوقوف وقفة رجل واحد ضد توقيف أو حجز أي منهم مع الاهتمام التام والكامل لإخراج المحتجزين فورا ...

نقول للجميع بأن حقوقكم ستعود بعون الله بتكاتفكم وبإصراركم وبصبركم وبايمانكم بعدالة قضيتكم وبحق الأمن والأمان الذي يتغنى فيه الجميع في اردن الهاشميين، وبحق الكارثة التي ألمت بكم بسبب هذه الأزمة، وبحق ثقتكم بكل من يعمل في اتجاه حل هذه الأزمة ... ونقول لكل من لا يعرفكم وأنتم الذين أثبتم حضاريتكم وحكمتكم في كثير من الأزمات والأحداث السابقة وكنتم مثالا يتغنى به على مستوى الأردن .. نقول لكل جاهل بحقيقتكم : ' إتق غضبة الحليم إذا غضب'.

جنَّب الله أردن العز والخير كل مكروه .. وجنب مليكه المفدى شر البطانة والمسؤولين غير الأمناء وغير الأكفياء ... وجنبكم كل سوء.