أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 01 أيار/مايو 2024
الأربعاء , 01 أيار/مايو 2024


ان غدا لناظره قريب

بقلم : د .احمد عويدي العبادي
10-01-2016 06:31 PM

يبدو ان أصحاب العلاقة والشأن في الداخل والخارج يجهلون تماما طبيعة الأردنيين، ويعتقد هؤلاء ان الصمت الأردني يعني الرضا بالواقع وانه الخوف والجبن والموافقة على كل ما تقوله الجهات الرسمية، وانهم مقتنعون بما يقوله المسؤولون من تهريج لا ينطلي على صغير او كبير.


ويعتقد أصحاب الشأن والمسؤولية في الداخل والخارج خاطئون انهم سيطروا على الأردنيين وان سياسة التجويع والاعتقال والتهديد انما تحولهم الى شعب مطيع طاعة عمياء.


وفي ظل الغياب الرسمي في التسامح والديموقراطية والحرية والعدالة وحقوق الانسان واقتصار التسامح فقط على الفاسدين والمفسدين ومن يحتقر الأردنيين وهويتهم وشرعيتهم، وتحول الدولة الى دولة جباية بدل ان تكون دولة رعاية، والادعاء انه لا يوجد معتقلي راي ابدا وانما كل من هو معتقل راي انما هو مجرم كالقاتل والمغتصب والارهابي، فان الناس تتساءل عن مصير نخبة طيبة من قادة الحراك انتقلوا الى رحمة الله في ظروف تحتاج الى التبصر.



أقول لهؤلاء ما هكذا تورد الإبل يا سعد، فالأردنيون عبر التاريخ يسكتون دهرا حتى يحسب الجاهل انهم اغنياء من التعفف، وانهم جبناء لصمتهم وانهم ضعفاء لعدم ردة فعلهم، حتى إذا ما وجدوا ان الإعلان عن الطلبات بالطريقة القائمة على التظاهرات والمسيرات والاحترام والاسترحام، انه أسلوب عقيم تحركوا في ليلة ما بها ضوء قمر.



لا يحسب من يلجأ الى العنف الرسمي والتجويع والاذى والادعاء ضد الأردنيين انه حريص على الأردن، ولا يحسب الفاسدون انهم صاروا في مأمن من غضب الأردنيين، انه الصمت الذي يسبق العاصفة، بدون سابق انذار وخارج التوقعات والحسابات.



وإذا كان أصحاب الشأن بالأردن وخارجه لا يهتمون الا بما يقوله الاعلام ولا يستقطب اهتمامهم الا عشاق الاعلام والتنظيمات والذي يحاولون من خلال الاستعراض الإعلامي ان يقولوا انهم وحدهم بالساحة، فإنني أقول ان الحقيقة مختلفة تماما، فالشعب هو الأقوى في المعادلة وان إيقاع الظلم على شخص يحول معه مائة الى حاقدين، فكيف والظلم وقع على الأردنيين جميعا؟؟؟؟.


وأقول هنا ان الأيام القادمة حبالى بالتغيير المفاجئ وان أصحاب الشأن فيما يفعلون ويتصرفون انما يعجلون باقتراب البعيد وقبول الغريب، وكما قال الشاعر الجاهلي
فإن يك صدر اليوم ولى فإن غدا لناظره قريب

التعليقات
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012