أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 01 أيار/مايو 2024
الأربعاء , 01 أيار/مايو 2024


غياب الاستراتيجية السياسية

بقلم : د .احمد عويدي العبادي
17-01-2016 04:06 PM

اشعر بالحزن العميق لغياب الاستراتيجية السياسية بالأردن والتقلب الذي لا يأتي لنا الا بالعداوة وضياع الأصدقاء والحلفاء، وان دل هذا على شيء فإنما يدل على ضياع البوصلة السياسية والمنهج السياسي وعدم وجود النصحاء والاذكياء وانما وجود من صاروا يصلحون لكل زمان ومكان ومرحلة فهم ابطال القمع وابطال الديموقراطية الزائفة وابطال الاعتقال، والضائع هو الأردن والانسان الأردني .
وارغب هنا ذكر الامثلة على التخبط السياسي والأمني وغياب المنهج الوطني الأردني واعتماد سياسة الفزعات التي ليس فيها عقل ولا عقلانية، مما أدى بالحلفاء ان صاروا أعداء والأصدقاء ان صاروا على قائمة الجفاء ولا أدرى لماذا يتم هذا سوى التعامل مع الأردن وأهله انه مزرعة لزمر خرقاء، بل مزرعة خاصة وليس كوطن له مصالح لا تقوم على العواطف والفزعات والغضب السريع.
1= المملكة العربية السعودية حليف شقيق رديف استراتيجي منذ تسعين عاما وساهمت في بناء الأردن وحماية مصالحه وفتحت ودول التعاون الخليجي أبوابها للعمالة الأردنية عقودا طويلة ولا زالت، ولكن في الوقت الذي يجب على الدولة في الأردن ان توطد هذه العلاقة راحت تغازل إيران وتجافي السعودية ونحن بدون السعودية ودول الخليج كمن يتعرى في ليلة برد قارس.
نحن في الحركة الوطنية ومنذ الشهر الأول لولاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز اعزه الله واطال في عمره وعمر ابنه سمو الأمير محمد بن سلمان رأينا وكتبنا ان الملك سلمان رجل عروبي وطني إسلامي صادق لا يتعامل مع الخبث والخبائث واللصوص والكذابين وأصحاب الوجهين، ونحن نرى ان المستقبل واضح لنجله سمو الأمير محمد بن سلمان هذا الشاب الذكي العبقري الصارم الحازم العروبي ومن مصلحتنا التحالف معه استراتيجيا ولكن للأسف ليس هناك من يسمعنا بالأردن ولا من يفهم المعادلة.
2= قطر وهي دولة رائعة وقومية وتحظى وقيادتها بحب العرب واحترامهم كما تحظى السعودية وبالتالي ليس من مصلحة الأردن مجافاة دولة قطر وسمو الشيخ تميم بن حمد ال ثاني ووالده سمو الأمير الوالد حمد ووالدته سمو الشيخة موزا بنت ناصر المسند فهؤلاء دخلوا التاريخ من اوسع ابوابه بينما خرج من يتصور انه ينافسهم أقول خرج من التاريخ من اوسع ابوابه.
3= الامارات العربية المتحدة والكويت ليس من مصلحتنا هذا الجفاء مع دولتي الامارات والكويت فدول الخليج دفعت مليارات الدولارات للأردن عبر عشرات السنين مباشرة او تحويلات ولكن هذه المليارات ذهبت ادراج الرياح وبالتالي لا نلوم دول التعاون الخليجي ان أوقفوا الأموال لأنها لا تذهب للشعب أصلا.
4= الولايات المتحدة الأميركية وهي دولة صديقة وحليفة ونحن في الحركة الوطنية الأردنية نجد ان أي شيء من حولنا لا يمكن ان يتم بدون التعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة وبالتالي لا أدرى ما هي مصلحتنا الارتماء بأحضان الروس، ويمكن ان نكون أصدقاء للروس دون ان نقف معهم ضد أمريكا وبريطانيا. ومن الواضح ان السيدة هيلاري كلينتون ستكون الرئيس القادم للولايات المتحدة لفترتين متتابعتين، فهل يوجد حكيم او مفكر يتعامل مع حزب الديموقراطيين.
5= فرنسا : دولة فرنسا دولة عريقة في ماضيها وحضارتها ومبادئ ثورتها المجيدة ضد لويس السادس عشر وماري أنطوانيت , وهم مخلصون لأصدقائهم ومصالحهم ويفهون اللعبة السياسية والاستثمارية وأصحاب قرار ويدعمون حلفاءهم واصدقاءهم ويحترمون أصحاب الفكر والوطنية , ولهم مواقف مشرفة في القضايا العربية , لذا فنحن في الحركة الوطنية نرى ضرورة تعميق العلاقة وتوسيعها مع فرنسا فهي دولة عظمى ومحترمة ومواقفها واضحة وكانت ضحية هجمات إرهابية فقط لأنها وقفت موقف المؤيد للقضايا العربية وعلى راسها القضية الفلسطينية, وأيا كانت افرازات الانتخابات القادمة فان فرنسا دولة مؤسسات ومصالح وليست دولة عواطف , ويقف في الميدان الان ثلاثة أحزاب على قدم المساواة وهي حزب الجبهة الوطنية الفرنسية / السيدة لوبن , وحزب ساركوزي وحزب اولان , ومن مصلحتنا ان نكون أصدقاء لهم جميعا لان مصلحتنا تتطلب ذلك.
6= بريطانيا وهي حليف رديف لنا لا يجوز ان نفرط بعلاقتنا معها ولا يجوز توجيه الإهانة اليها ان يتحدث معهم من ليس له صفة سياسية فالبريطانيون والفرنسيون يفهمون أصول البروتوكول الراقي ويهتمون حتى بلون اللباس لشخصية التي تأتي للمقابلة ويفضلون ارتداء الألوان الداكنة في اللقاءات الرسمية، واما في غير الرسمية فالشخص حر في لباسه، ولا يجوز تجاوز البروتوكول معهم ولا اصباغ صفة على شخص لا يمثل عندهم شيئا أصلا.
7= روسيا والصين واليابان وسائر الدول فليس من مصلحتنا التفريط بالعلاقات معهم ولكن ليس الارتماء بأحضانهم.
وفي نهاية المطاف فإننا نؤمن بالسلام والحرية والهوية والديموقراطية وحقوق الانسان وانه ليس بالارتجال تبنى الأوطان.

التعليقات
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012