أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


التوطين ولعبة "حرق الأعصاب"!

بقلم : د.محمد ابو رمان
16-02-2016 12:23 AM
فجأة، تحوّل الحديث عن مؤتمر لندن لدعم اللاجئين السوريين، وما نجم عنه من مخرجات لمساعدة الأردن على القيام بهذه المهمّات المرهقة، إلى تغليب هاجس أو بعبارة أدقّ 'فوبيا' ما يسمى 'توطين اللاجئين السوريين' في الأردن.
باب 'فوبيا التوطين' (التي تجد دائماً آذاناً صاغية لدى شريحة اجتماعية واسعة، بذريعة الخشية على هوية الدولة ومحدودية الموارد وغيرها من إشكاليات جوهرية)، انفتح بسبب انتقال الخطاب الأردني في موضوع الأشقاء السوريين من المنظور الطارئ للمساعدات؛ والمرتبط بتفكير قصير المدى ومؤقت، إلى منظور استراتيجي، يتأسس على المنظور التنموي والخدماتي والبنية التحتية في التعامل مع هذا الملف.
الاعتبارات التي وقفت وراء تحول الخطاب الأردني صحيحة 100 % ولا غبار عليها أبداً، ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بخطة دولية ومؤامرة كونية لتوطين اللاجئين السوريين في الأردن، وإنما مبنية على إعادة التفكير من خلال الدراسات الدولية المقارنة، سواء للبنك الدولي أو الجامعات المعروفة المتخصصة بهذا الشأن، والتي تؤكد أنّ خبرة الهجرات الدولية تشير إلى أنّ معدل إقامة اللاجئين تصل قرابة 17 عاماً، وأنّ حوالي نصفهم لا يعودون إلى ديارهم بالضرورة.
مثل هذه الدراسات ساعدت الأردن كثيراً في إعادة صوغ روايته حول تأثير اللاجئين على الاقتصاد الوطني، ومطالبة العالم بأخذ هذه الأبعاد بعين الاعتبار. فهناك كلفة باهظة على البنية التحتية، والمياه والتعليم والخدمات، والأهمّ من ذلك محدودية فرص العمل وعدم قدرة الدولة على توفير وظائف وضعف فرص الاستثمار.
بالطبع، الأردن يتمنّى أن يعود الأشقاء اللاجئون إلى بلادهم اليوم قبل الغد. وهناك محاولات سبق وأن تحدّثنا عنها من أجل إقامة مخيمات آمنة لهم في محافظة درعا، لكنّها فشلت نتيجة انقلاب الأوضاع في الجنوب والتدخل الروسي، وتحديداً بعد اغتيال زهران علوش؛ إذ أوقف المسؤولون هنا تلك المخططات كافّة.
ومن المعروف أنّ نسبة الأشقاء السوريين في المخيمات محدودة جداً، لا تتجاوز 12 %، بينما الأغلبية العظمى موجودون في محافظات المملكة المختلفة، في شقق مستأجرة، ويعملون في القطاع الخاص، ويستفيدون من فرص التعليم الحكومي والخدمات المختلفة. بمعنى أنّ الكلفة دفعها الأردن مسبقاً، لكنّه اليوم نجح في إعادة تركيب خطابه وروايته، والحصول على جزء من المساعدات المستحقة لهذا الدور الذي يقوم به أصلاً.
بالعودة إلى فزّاعة التوطين والوطن البديل والعقلية المسكونة بالمؤامرات، فإن مشكلة مثل هذا الخطاب أنّه يبالغ كثيراً في مخاوفه، وبالأحرى أوهامه، حتى يصبح الحديث عن الخطورة الحقيقية في هذا الموضوع أمراً ممجوجاً لدى الرأي العام ومجالاً للسخرية!
هل فعلاً يصدّق عاقل يقرأ ويكتب أنّ الأردن من الممكن أن يوطّن الأشقاء اللاجئين السوريين بالمعنى السياسي المطروح في هذه العقلية؛ أي أن يصبحوا مواطنين أردنيين؟! ونحن نتحدث هنا عن قرابة 650 ألف شخص أغلبهم مسجلون في المنظمات الأممية، ويبحثون عن حياة أفضل في دول أوروبا أو الخليج!
هل يفكّر 'مطبخ القرار' أن يمنحهم الجنسية الأردنية والحقوق السياسية، مثل التصويت والانتخاب، فضلاً عن حقوق أخرى؟!
إذا كنّا إلى الآن لم نمنح أبناء الأردنيات المتزوجات من غير أردنيين 'مزايا خدماتية' بسيطة، ونماطل ونعقّد التعامل مع الغزّيين، والحال نفسها مع الأردنيين الذين يحملون البطاقات الخضراء، الذين يحقّ لهم حق الإقامة، وهؤلاء موجودون في الأردن منذ قرابة نصف قرن، وبالرغم من كل الضغوط، وضعت مؤسسات الدولة أقدامها بالحائط ورفضت هذا الأمر، فهل من السهولة أن نأتي اليوم و'نوطّن' الأشقاء اللاجئين السوريين؟!
لماذا، إذن، حرق الأعصاب وتهييج الرأي العام وتخويفه من شيء غير منطقي ولا واقعي؟!

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-02-2016 12:59 AM

مقال في غاية الواقعية.الخوف على الاردن ليس من الهمجرين السوريين لانهم عرب سنة مسلمين عرب أقحاح مصيرنا ومصيرهم واحد..ولكن الخوف على الاردن من القومجيين واليساريين الذين يروجون للمشروع الصفوي تحت غطاء السياحة الدينية..ويجب ان يدرك كل اردني ان السياحة الدينية تعني الحرس الثوري وتعني الخلايا النائمة وتعني ان العرب في الاردن سيصبحوا عربين لان مشروع ولاية الفقية ما دخل بلد الا واحدث بين مواطنية الفتنة وان يقتل الاخ اخية ولن في العراق واليمن ولبنان وسوريا عبرة

2) تعليق بواسطة :
16-02-2016 08:41 AM

أولا هناك امرين لا بد أن تذكرهما للقاريء الأول أن الأردن مشارك في صناعة هذه المأساة إلى حد ما بعيد .
الأمر الثاني أن خصوصية الاردن التي تتعلق بنشاته لا تسمح له بحرية اتخاذ قرارات استراتيجيه مثل الرفض أو القبول بحرية كامله .

الاردن ليس بريئا كما تعرض

3) تعليق بواسطة :
16-02-2016 09:46 AM

الوضع الحالي يذكرني بعامي ١٩٤٨ و ١٩٦٧ ولإ زالت مخيمات اللجوء قاءمة الى يومنا هذا بغض النظر عن التسميات التي عادة تعتمد على مطلقيها فلدى الحكومة تسميه وللأمم المتحدة تسمية اخرى وللإعلام ما تختار من التسميات الخ ويبقى اللاجىء مكانه.

4) تعليق بواسطة :
16-02-2016 10:11 AM

الاردن مفضل لأقامة السوريين لعدة اسباب منها الاقتصادية والعمل وفرق العملة، لن يعود من يجد سبيل للبقاء في الاردن ان كانت العودة طوعية ؟؟

5) تعليق بواسطة :
16-02-2016 12:01 PM

يا ابو رماّن لماذا محروق قلبك على

ابناء الفلسطينيات المجنسات اردنيا

والمتزوجات من فلسطينيين ونسبتهن من

الاردنيات المتزوجات من غير اردنيين

92%(حسب احصائية وزارة الداخلية).

ومحروق قلبك على الفلسطينيين حاملي

البطاقة الخضراء الذين لهم الحق بالعودة الى وطنهم فلسطين ولكنهم

يفضلون(التلزيق)في الاردن ليصبحوا

ادنيين(فل اوبشن).

الا يكفيك يا ابو رمان نسبة الفلسطينية المتأردنين في الاردن فتريد زيادة عددهم.

لا استطيع ان افهم,كيف لاردني اصيل ان

يتنازل لغير الاردني عن وطنه؟وما المقابل الذي يكسبه؟

6) تعليق بواسطة :
16-02-2016 02:39 PM

استهجن مقالك المستغرب لتخوف الارادنه من التوطين!!
وكانك جاينا من القمر!!
اولا: هل سمعت! ان حكومة ابوالهدى احتللن دولة عموم فلسطين المستقله عام1949 وجنست كل مواطنيها الفلسطينيين توافقا مع اتفاق ابو الهدى المخزي مع بيفن وزير خارجية بريطانيا على منع قيام دوله فلسطينيه والغاء الجنسيه الفلسطينيه!؟
هل تعلم ام تجهل وحود4 مليون فلسطيني لاجيء ونازح مجنس بالاردن يطالبون بحقوق ناقصه!؟
لماذا تنافق بتلحديث عن اللجوء السوري وتتناسى اللجوء الفلسطيني الاخطر على الارادنه لانه احتلال شعب فلسطين للشعب الاردني!!؟؟

7) تعليق بواسطة :
16-02-2016 02:40 PM

استهجن مقالك المستغرب لتخوف الارادنه من التوطين!!
وكانك جاينا من القمر!!
اولا: هل سمعت! ان حكومة ابوالهدى احتللن دولة عموم فلسطين المستقله عام1949 وجنست كل مواطنيها الفلسطينيين توافقا مع اتفاق ابو الهدى المخزي مع بيفن وزير خارجية بريطانيا على منع قيام دوله فلسطينيه والغاء الجنسيه الفلسطينيه!؟
هل تعلم ام تجهل وحود4 مليون فلسطيني لاجيء ونازح مجنس بالاردن يطالبون بحقوق ناقصه!؟
لماذا تنافق بتلحديث عن اللجوء السوري وتتناسى اللجوء الفلسطيني الاخطر على الارادنه لانه احتلال شعب فلسطين للشعب الاردني!!؟؟

8) تعليق بواسطة :
16-02-2016 02:48 PM

وانت دكتور اردني اصلي..
هل سمعت (( بالاعتراف الدولي بدولة وشعب فلسطين على حدود4 حزيران67)) مما يعني ان كل نازحين67 هم مواطنيين دولة فلسطين الموجوده الان بالضفه علما ورءيسا وميزانيه اكبر من موازنتنا!؟
لماذا لا تطالب بتطبيق القانون الدولي لكل نازحين67 وضرورة عودنهم السياسيه الان لجوازهم الفلسطيني!؟
لماذا لا تطالب بعودة400الف غزاوي بالاردن الى غزه المحرره لان!؟ شو مقعدهم بالاردن ءالا املهم بامثالك ليتوطنو!؟
هل تعرف (خطة ابو عوده) للخل النهاءي《 حقوق كامله للفلسكينيين بالاردن..ونسيان حق العوده 》!؟!!

9) تعليق بواسطة :
16-02-2016 05:05 PM

انت كاتب توطيني ولا اثق بك

10) تعليق بواسطة :
16-02-2016 10:54 PM

لم اكن اتوقع ابداً أن تصل الجرأة بكاتب اردني الى هذا المستوى من اهانته للشعور الوطني الاردني ،وأن يقوم بالردح للاردنيين المسكونين بثوابت الامن الوطني الاردني الى هذا المستوى من الفظاعة<br>امرٌ مؤسف حقا

11) تعليق بواسطة :
17-02-2016 12:19 AM

الامر من حيث اللاجئين يختلف يا سيدي .عن ازواج او زوجات الاردنيات للاخريين ..نعم الامر يختلف .حول الكارثه الاخيره وهي ام الكوارث العربيه الا وهي سوريا .المندثرة الان ؟ ولكن الى اين اتجهت .ومن الذي فتح الطريق من الباديه لهم وما قبل اطلاق رصاصة واحدة من النظام السوري .من الذي فتح جميع الابواب وشيد المخيمات واستثمارها وتجارتها الخاسرة والخطيره جدا او الاخطر على الكيان الاردني . اليس الكيان نفسه من شرع لهم وعلى حساب من .في النهاية ولصالح من ..؟

12) تعليق بواسطة :
17-02-2016 08:36 AM

كل كاتب يريد إثارة ضجة ليعرف يكتب عن التوطين

13) تعليق بواسطة :
17-02-2016 10:24 AM

ماذا يقول الكاتب عندما اعلنت الاحصاءات الاخيرة ان عدد الفلسطينيين في الاردن 620000 ؟؟؟ اين تبخر الملايين؟ اذا كان من تسميمهم ابناء المجنسات 338000 و مليون سبعاوي و2 مليون في لاجئ في المخيمات قبل 10 سنوات ؟ اين ذهبوا ؟ اليس للتجنيس والتوطين ؟؟؟؟ من حق الاردنيين الخوف على وطنهم وان يرفضوا كل اشكال واسباب التجنيس والتوطين .
الم يجري الحديث بلغة مسمومة عن المكونات ؟ اهل الوطن اصبحوا مكون؟؟؟؟؟؟ من ابناء الوطن وبناته من هم اخطر من السوس الذي ينخر اساس الوطن ويتغذى على الجذور

14) تعليق بواسطة :
17-02-2016 11:10 AM

سود الله وجه بياعين الاوطان وسماسرته من ابتاء الوطن الاصليين والثمن بخس

15) تعليق بواسطة :
17-02-2016 12:12 PM

يلاحظ كم هو كبير هم الارادنه ساخطين ورافضين لمل التجنيسات الفبسطينيه كلها من48..واتفاق كل الارادنه1928 على رفض مؤامرة ابوالهدى ......واتفاقه ......مع بيفن وزير خارجية بريطانيا 1947على منع قيام دولة عموم فلسطين واحتلالها وتجنيس مواطنيها لطمس الهويه الفلسطينيه من جهه....
هاهم الارادنه..يقولون الف لاللتوطين المتصهين للاردن..الاردن له ااارادنه1928..

16) تعليق بواسطة :
17-02-2016 01:31 PM

لاجيء سوري,وهي مسألة وقت لا غير.الكاتب .....مكشوف!!! "واستخفاف كاتب بهذا الوزن والدرجة العلمية التي تحملها بقول و وعي الاردنيين غير مقبول البتة ويعني سقوط كاتب كبير بنظرمن يقرأ لك.ً

17) تعليق بواسطة :
17-02-2016 02:24 PM

نصيحة أخوية: أعيدوا قراءة المقال مرة ثانية.

18) تعليق بواسطة :
17-02-2016 02:39 PM

هل تتجرا لاحقا ان تقول لاولادك واحفادك ان تقول لهم لقد بعت وطنكم من اجل منصب او وزاره ام......ستتهرب من الاجابه

19) تعليق بواسطة :
17-02-2016 02:53 PM

جلست في حيره لفتره طويله من الوقت لعلني اجد وصف دقيق لو تشخيص وتحليل لشخصك ولاكن للاسف لم اجد تعبيرصادق اعبر فيه عن صدمتي بوطن يباع من رجاله ماذا تركتم لاحفادكم يا امعاتمن وطن خيبه الله عليكم

20) تعليق بواسطة :
17-02-2016 10:32 PM

ليست رمانة ..وانما قلوب مليانة ..اعيدو قراءة المقال ..الكاتب يقول ان الدولة وللحكومة لن تقوم بالتوطين .. ..
والى الخائفين من التوطين اقول ..لا تخافو ..لان الدول العظمى ستعيد ترتيب كل المنطقة ..دول ستمحى من الخارطة وتحل محلها دول باسماء اخرى ..والوضع على كف عفريت ..وانتم تتجادلون من خلق اولا البضة ام الطجاجة .الوحدة الوطنية هي ملاذنا الامن في هذه الظروف .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012