أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
انتهاء مباحثات الهدنة في القاهرة .. ووفد حماس إلى الدوحة الزميل الرواشدة يؤكد ضرورة التركيز على الإعلام الجديد ومواقع التواصل لمتابعتها من قبل مئات الملايين يجب ان تكون منتسبا للحزب حتى تاريخ 9 اذار الماضي وما قبله ،حتى يحق لك الترشح على القائمة الحزبية أورنج الأردن تعلن عن فتح باب التسجيل للمشاركة في هاكاثون تطبيقات الموبايل للفتيات تصنيف المناطق في الدوائر الانتخابية المحلية وعدد مقاعدها القوات المسلحة الأردنية تنفذ 5 إنزالات جوية لمساعدات على شمال غزة - صور الكنائس تقتصر الاحتفالات بالفصح على الصلوات نتنياهو: لا يمكن قبول إنهاء الحرب والانسحاب من غزة ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 34683 شهيدا و78018 مصابا الملك يعزي بوفاة الأمير بدر بن عبد المحسن الداخلية تعلن إحالة ‏عطاء إصدار جوازات السفر الأردنية الإلكترونية امن الدولة تُغلظ عقوبة 5 تجار مخدرات وتضعهم بالأشغال المؤقتة 20 عاما الحكومة تحدد سقوفا سعرية للدجاج الطازج لارتفاعه بشكل غير مبرر محمد هيثم غنام.. مبارك تخرجك من جامعة إلينوي الأمريكية تدهور مركبة خلاط تغلق مسربا على الصحراوي
بحث
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


موسى العدوان يكتب : يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى

بقلم : موسى العدوان
17-02-2016 10:35 PM

موسى العدوان

الذي قرأ العنوان أعلاه اعتَقَدَ بأن الدولة ستكرّم المتقاعدين العسكريين ، بصنيع يساعدهم على مواجهة أعباء الحياة ويحافظ على كرامتهم . ولكن عندما جاء التطبيق يوم الاثنين الموافق 15 / 2 / 2016 تبين أنه جاء معاكسا لمضمون العنوان ، فظهر بأنه وفاء من المتقاعدين العسكريين للوطن ، وهو بطبيعة الحال أمرا محمودا ولا ضير فيه .
ولكنني أرغب بأن أتحدث عما جرى في فعاليات ذلك اليوم ، وأبين رؤيتي لما أتوقعه في الوفاء الذي أعلن عنه . وغرضي من ذلك هو تصحيح مساره إذا استمر الاحتفال به في المستقبل ، ولفت نظر المسئولين لما يتطلع إليه معظم المتقاعدين وخاصة صغار الرتب . وإن كنت أتحدث بلسانهم فلأنني أعرف احتياجاتهم ومطالبهم بعيدا عن الشخصنة .
فمسيرة لبضع كيلومترات ورفع الأعلام الأردنية ، وحضور نوبة مساء في وقت الظهيرة ، لا تعبر عن طموحات المتقاعدين واحتياجاتهم المعيشية . كنت أعتقد أن يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين سيمسح دمعة من عين ابن أو ابنة شهيد ويرفع عنهم العوز في ظروف معيشية قاسية . واعتقدت بأنه سيواسي زوجة شهيد ، بعد أن فقدت عزيزها وأصبحت وحيدة تصارع ظروف الحياة ، أو أنه سيرفع الفاقة عن عائلة متقاعد برتبة صغيرة وتقاعد محدود .
كنت أعتقد أن هذا اليوم سيعالج فتح أبواب المسئولين المغلقة أمامهم ، وخاصة الأبواب التي غادروها بعد أن دفنوا سنوات طويلة من أعمارهم تحت بنيانها ، وأن يفتح أيضا هواتف الجالسين على الكراسي ، ليجيبوا على اتصالات ذوي الحاجة منهم ، ويساعدوا بحل الممكن منها أو الاعتذار عما فوق طاقتهم .
كنت أتمنى أن نسمع عن عقد اجتماع نصف سنوي على الأقل ، لعشرة أشخاص متقاعدين من ذوي الرتب الصغيرة في كل محافظة ، يترأسه رئيس هيئة القوى البشرية في القيادة العامة ، ليستمع إلى شكاواهم والصعوبات التي تواجههم في حياتهم اليومية ، ومحاولة تذليلها مع الجهات المعنية .
كنت أتوقع أن يعلن في هذا اليوم تحقيق العدالة بين رواتب المتقاعدين القدامى والجدد من مختلف الرتب وربطها بغلاء المعيشة ، وأن لا يكون هناك راتبا تقاعديا تحت خط الفقر لمن نحتفل بهم في ذلك اليوم . فمعظم المتقاعدين من صغار الرتب تقل أعمارهم عن 40 عاما وهم في سن العطاء ، ولكنهم لا يجدون أعمالا يستطيعون من خلالها تحسين دخولهم ومواجهة غلاء المعيشة ، خاصة إذا كان لديهم أبناء في المدارس أو الجامعات ، مما يستدعي تأمين الحد الأدنى لهم من متطلبات الحياة .

كنت أعتقد أنه سيعلن في هذا اليوم ، بأن مديرية التوجيه المعنوي ستزور صغار الرتب من المتقاعدين في مختلف مناطق المملكة ، وأن تجري دراسات استقصائية عن أحوالهم المعيشية وتقدمها إلى القيادة العامة لدراستها وحل الممكن منها ، على اعتبار أن هؤلاء هم الجيش الرديف الذي يدعم القوات المسلحة عند الحاجة .
كنت أتوقع أن تعطى أولوية العلاج في المدينة الطبية للمتقاعدين والمنتفعين من عائلاتهم بدل أن تغرق مدينتهم بذوي المكرمات ، وهي التي وجدت أساسا لتقديم الرعاية الطبية للعسكريين العاملين والمتقاعدين وعائلاتهم .
لو سمع المتقاعدون العسكريون في يوم الوفاء لهم ، خبرا عن إعادة هيكلة مؤسسة المتقاعدين وإعادة النظر بأسلوب عملها ، لكونها لم تحقق الغاية المرجوة منها منذ تأسيسها في عام 1974 وحتى الآن ، لكان ذلك أفضل بشرى لهم . لقد عجزت المؤسسة بالسير على طريق المؤسسات الدولية المماثلة ، التي استطاعت التطور والقيام بمشاريع اقتصادية واستثمارية داخل وخارج بلادها مثل الصين وباكستان ومصر وغيرها .
إن فتح مكتب ارتباط للمتقاعدين في القيادة العامة يشكل مرجعا مناسبا للتواصل مع المتقاعدين ، من أجل إدامة التواصل والعلاقات الطيبة بين المسئولين والمتقاعدين حفظا لكرامة المحتفى بهم . وأتساءل لماذا لا تدعو القيادة العامة عددا من كبار الضباط المتقاعدين لتطلِعَهم على تطور القوات المسلحة الذي أدخل في السنوات الأخيرة ، وعلى المهام التي تقوم بها خاصة في هذه الظروف الحرجة ؟
في يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين ، أرجو أن أطرح هذا المثال التالي والذي قد يكون نموذجا لحالات كثيرة ، من ورثة الشهداء والمحاربين القدامى ، ولا يستطيعون إيصال شكواهم للمعنيين : أحد أقاربي الجندي الأول محمود محمد فهد وعمره 21 سنة ، كان سائقا لدبابة في إحدى كتائب اللواء المدرع 40 الذي أطلق عليه يوما ما ( لواء الله ) . توجه محمود يقود دبابته مع وحدات اللواء لصد الهجوم السوري عن الأردن عام 1970 على الحدود الشمالية .
وقعت الاشتباكات بين الطرفين في منطقة مثلث الرمثا ، فكان قدره أن أصيبت دبابته بقذيفة دبابة سورية . أستشهد على أثرها محمود واحترق داخل دبابته ( رحمة الله عليه ) تاركا وراءه زوجة شابة وطفل صغير . لم تتزوج تلك الشابة وكرست حياتها لابنها الصغير والذي أصيب فيما بعد بمرض السكري . خصصت الحكومة للزوجة وريثة الشهيد راتبا شهريا مقداره 180 دينارا ، يتبقى لها منه بعد الاقتطاعات المترتبة عليها 35 دينارا . كما يجري تكريمها في عيد القوات المسلحة وعيد الفطر وعيد الأضحى بِ 50 دينارا لكل منها ، لكي تعيش بهذه المبالغ المجزية بقية حياتها بهناء وسرور .
السؤال الذي أطرحه الآن على المسئولين : هل هكذا يكرم ورثة للشهداء الذين ضحوا من أجل الوطن ؟ وهل الاحتفال بنوبة المساء تعبر عن الوفاء للمتقاعدين والمحاربين القدامى ؟ قد تكون هناك أمثلة كثيرة مشابهة من ورثة الشهداء ، وعائلات أخرى لمتقاعدين محتاجين
للمساعدة ، ولكن تحسبهم أغنياء من التعفف . قد يقول قائل أننا لا نعلم عن ذلك ، وهذا جواب غير مقبول ، إذ يجب أن تكون هناك دائرة خاصة تُعنى بهذا الموضوع وتحتفظ بقاعدة بيانات مفصلة لمتابعة الجميع وتحديث المعلومات عنهم باستمرار .
أعرف أنه من غير الممكن تنفيذ هذه الطلبات من قبل القوات المسلحة والحكومة دفعة واحدة ، ولكن يمكن وضعها على برنامج عملي يجري تنفيذه تدريجيا وحسب الحالات القائمة . صحيح أنها ليست مسئولية مباشرة للقيادة العامة ، ولكن متابعتها مع الحكومة ومؤسسة المتقاعدين ، وهو واجب تتحمله القيادة العامة ، لأنه سينعكس بصورة أو بأخرى على معنويات العاملين في الخدمة قبل المتقاعدين . وهذا ما أرجو أن يطبق في يوم الوفاء للمتقاعدين والمحاربين القدامى ، بحيث يزداد الارتباط وتتعزز اللحمة بين الطرفين .
التاريخ : 17 / 2 / 2016

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
لا يمكن اضافة تعليق جديد
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012