أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
انتهاء مباحثات الهدنة في القاهرة .. ووفد حماس إلى الدوحة الزميل الرواشدة يؤكد ضرورة التركيز على الإعلام الجديد ومواقع التواصل لمتابعتها من قبل مئات الملايين يجب ان تكون منتسبا للحزب حتى تاريخ 9 اذار الماضي وما قبله ،حتى يحق لك الترشح على القائمة الحزبية أورنج الأردن تعلن عن فتح باب التسجيل للمشاركة في هاكاثون تطبيقات الموبايل للفتيات تصنيف المناطق في الدوائر الانتخابية المحلية وعدد مقاعدها القوات المسلحة الأردنية تنفذ 5 إنزالات جوية لمساعدات على شمال غزة - صور الكنائس تقتصر الاحتفالات بالفصح على الصلوات نتنياهو: لا يمكن قبول إنهاء الحرب والانسحاب من غزة ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 34683 شهيدا و78018 مصابا الملك يعزي بوفاة الأمير بدر بن عبد المحسن الداخلية تعلن إحالة ‏عطاء إصدار جوازات السفر الأردنية الإلكترونية امن الدولة تُغلظ عقوبة 5 تجار مخدرات وتضعهم بالأشغال المؤقتة 20 عاما الحكومة تحدد سقوفا سعرية للدجاج الطازج لارتفاعه بشكل غير مبرر محمد هيثم غنام.. مبارك تخرجك من جامعة إلينوي الأمريكية تدهور مركبة خلاط تغلق مسربا على الصحراوي
بحث
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


عالم سايكس- بيكو القديم أم عالم كيري- لافروف الجديد : مستقبل العـرب بيد الآخرين

بقلم : د. لبيب قمحاوي
22-02-2016 04:14 PM
البسطاء أو الساذجين فقط هم اللذين يعتقدون أن إنعقاد مؤتمر ما أو جَلـْسَةً لمؤتـَمَرٍ ما سوف تؤدي حتماً إلى الوصول لنتائج أو حلول للمشكلة قيد البحث ، أو أن المشكلة قد شارفت على الحل من خلال الإعلان 'عن قرب وقف إطلاق النار' . من الواضح أن المقومات اللازمه لتسوية الصراع في سوريا ليست جاهزةً بَعْدْ وهي ما تزال قيد الإعداد . إن إنعقاد مؤتمر جنيف مهما كان رقمه سواء 3 أو 4 مثلاً لا يعني أن الوضع قد أصبح جاهزاً للتسوية بقدر ما قد يهدف إلى إعطاء الإنطباع بأن الأمور في طريقها إلى الحل وذلك كوسيلة لتخفيف الإحتقان والتوتر وإبقاء جذوة الأمل مشتعلة منعاً لإنفجار الأمور بما لا ينسجم مع مصالح القوتين الأكثر تأثيراً في الوضع السوري وهما أمريكا و روسيا .

يُخطئ من يعتقد بأن الروس قد دخلوا سوريا رغماً عن أنف أمريكا أو أنهم دخلوا إلى سوريا لأسباب عقائدية أو أخلاقية ، ويخطأ أكثر كل من يفكر بأن روسيا هي الإتحاد السوفياتي السابق بسياساته وأهدافه العقائدية ، كما يخطئ من يعتبر ما حصل في سوريا بأنه إنتصار لروسيا وهزيمة لأمريكا لأن الحقيقة هي أن ما حصل هو هزيمة لسوريا وإنتصاراً للآخرين . فدخول روسيا لسوريا جاء بالإتفاق والتنسيق الكاملين مع أمريكا . وهكذا فإن أبعاد هذا التدخل وحدوده متفق عليها مسبقاً بين روسيا وأمريكا وما يجري الآن هو في واقعه عملية إخراج سلمي لما هو متفق عليه أو شبه متفق عليه ، بما في ذلك أي خلافات علنية قد تطفوا على السطح .

الأساس في الإتفاق الروسي – الأمريكي هو وصول الوضع في سوريا عشية التدخل الروسي إلى إحتمال يشير لحتمية الهيمنة الإيرانية على أجزاء واسعة من العراق وسوريا سواء مباشرة أو بواسطة أحزاب وتنظيمات تابعة لها مثل حزب الدعوة في العراق وحزب الله اللبناني في سوريا ، بالإضافة إلى هيمنة تنظيم داعش أيضاً على أجزاء واسعة من سوريا والعراق . وهذا يعني أن الخيار أصبح محصوراً أمام أمريكا في قوتين لا تستطيع قبول أي منهما أو السماح لأي منهما بأن يصبح قوة تغيير إقليمي تشمل إثنتان من أهم دول المنطقة وهما العراق وسوريا . وهكذا تم فتح الطريق أمام إتفاق أمريكي – روسي يسمح بتدخل روسي محسوب في سوريا يستجيب للتطلعات الروسية الإستراتيجية في الإطلالة على المياه الدافئة من جهة ، ويضع حداً للتمدد الداعشي في سوريا حتى ولو أدى ذلك إلى تقسيمها ، وهو في نفس الوقت أمراً يستجيب للرغبة الأمريكية في وضع حد لإمتداد الهيمنة الإيرانية في كلاً من سوريا والعراق وبشكل يُبعد إيران عن الحدود الإسرائيلية بشكل واضح وحاسم .

وهكذا إلتقت المصالح الأمريكية والروسية وإن كان ذلك على حساب الوطن السوري ومصالِحِهِ وأصبح مصير سوريا قراراً بيد الآخرين ، ونظام الحكم السوري أصبح بالتالي واجهة لإضفاء شرعية على الوجود العسكري الروسي ومخططاته .

كان لا بد من وجود تنظيم مثل داعش حتى تستطيع أمريكا وحلفائها إيجاد العذر لخلق حلف عسكري إقليمي للتدخل في شؤون دول المنطقة تحت شعار 'مكافحة الإرهاب' . وكان لا بد من إستمرار وجود تنظيم الدولة 'داعش' حتى تستطيع الدول الكبرى خصوصاً أمريكا وروسيا ، أن تفعل ما تفعله الآن في سوريا وأن يبقى الأسد في الواجهة السياسية كما تريد روسيا تحت ستار مكافحة المد الداعشي في سوريا وعلى إعتبار أن البديل الوحيد لنظام الأسد فيما لو تم القضاء عليه هو نظام داعش ! معادلات محسوبة أساسها وجود تنظيم داعش وإستمراره كعذر وغطاء لتدخل الآخرين في شؤون المنطقة العربية . وهكذا فإن القضاء على داعش بشكل نهائي لم يكن يوماً هدفاً حقيقياً لأمريكا وحلفائها ، ولكن تضخيم خـَطـَرِها بالقـدر المطلوب لخلـق حالة عامة من الخوف بين شعوب المنطقة كان هو الهدف طوال الوقت . وهذا الموقف لا يتناقض والمصالح الأمريكية التي كانت وراء تسهيل ظهور تنظيم داعش أصلاً .

لا أحد يريد حقيقة القضاء على تنظيم داعش بشكل نهائي وحاسم . فالجميع يتقاتلون ويتدخلون في شؤون دول المنطقة تحت عنوان محاربة الإرهاب وداعش جزء أساسي من التنظيمات المصنفة بالإرهابية ، وبقاءها يصبح بالتالي ضرورياً لإستمرار معضلة الإرهاب ، وهي بدورها ضرورية لتبرير سياسات التدخل العسكري في دول المنطقة . إذاً الحديث عن ضرب الإرهاب والقضاء عليه عسكرياً يصبح وسيلةً للوصول لأهداف أخرى وليس هو هدفاً بحد ذاته .

إن إلتقاء المصالح لخدمة أهداف مختلفة أمر طبيعي . وأمريكا وروسيا تلتقي مصالحها في التعامل مع دول المنطقة من منظور إستراتيجي شامل . وقد تختلف ولكن ليس إلى حد الدخول في نزاع عسكري من أجل أي طرف ثالث ، ويبقى الأمر بذلك مقتصراً على النزاع السياسي . فالدول الكبرى لن تدخل في نزاع مسلح من أجل الآخرين . والآخرين هم من يجب أن يدفع ضريبة الدم مع أن الفائدة تعود دوماً إلى الكبار .

هنالك مدارس عديدة تختلف في تفسير أصول داعش ودورها في المنطقة . وبغض النظر عن التفاصيل ، فإن المهم هو كيف يستغل الآخرون وجود داعش لتعزيز مواقعهم ومكاسبهم سواء أكان أولئك الآخرون من خارج المنطقة مثل أمريكا والغرب وروسيا أو من داخل الإقليم مثل إيران وتركيا أو من داخل العالم العربي مثل نظام الأسد والسعودية ومصر والأردن .

العنوان الكبير والذي يُجمعْ عليه الجميع هو 'مكافحة الإرهاب' ، ولكن المحتوى والهدف يختـلفان بين طرف وآخر ولا يوجد قاسم مشترك أعظم بينهم جميعاً سوى ذلك العنوان .

إن إستغلال نظام الأسد وروسيا لظاهرة داعش ووجودها المسلح والدموي في سوريا كان الإستغلال الأكثر عبقرية . فنظام الأسد سَمَحَ لداعش بالتمدد في عدة مناطق وبممارسة وحشيتها في القتل وتدمير التراث الوطني علناً لبث الرعب بين أبناء الشعب السوري والعالم الخارجي وحَصَرَ الخيار بالتالي أمام السوريين والعالم بينه وبين داعش فقط ، وهو بذلك إستثنى المعارضة بإعتبارها لا شئ ووضع السوريين أمام خيار واحد من إثنين : إما النظام أو داعش ولا شئ آخر .

أما روسيا ، فقد نجح بوتين في تبرير تدخله العسكري في سوريا أمام الشعب الروسي بإعتباره ضربة استباقية للإرهاب في مهده قبل أن يتمكن ذلك الإرهاب من توجيه ضرباته إلى قلب روسيا فيما لو عاد العديد من عناصر داعش إلى وطنهم الشيشان وروسيا الإتحادية نفسها مع إحتمال قيامهم بعمليات تخريبية . وهكذا قام بوتين بتسويق تدخله العسكري في سوريا أمام الشعب الروسي بإعتبار إجراءاً في الدفاع عن النفس وعن العمق الروسي وليس تدخلاً في الشأن السوري وإحتلالاً لأجزاء من سوريا .

ومن هذا المنطلق ، فإن إعادة تقسيم ما قسمته اتفاقيات سايكس- بيكو عقب الحرب العالمية الأولى قد يكون الآن على طاولة المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الإتحاديه وقد يتمخض عن ذلك وضع جديد وإتفاقات كيري- لافروف جديدة كبديل عن إتفاقات سايكس- بيكو القديمة والتي شكلت الأساس للنظام السياسي العربي بعد الحرب العالمية الأولى .

الإنهيار والتغيير الجاري الآن يشمل معظم أرجاء العالم العربي من مشرقه إلى مغربه وهو غير محصور بدول إتفاقات سايكس- بيكو التي شملت أقطار الهلال الخصيب حصراً (العراق وسوريا ولبنان وفلسطين وشرق الأردن) . وهذا يعني أن ما يجري الآن لا علاقة له بسـايكس- بيكو إلا في حدوده الرمزية التي تؤكد قدرة الدول الكبرى على الإستمرار في ممارسة مبدأ إعادة رسم حدود دول المنطقة بما يناسب مصالحهم أو رؤيتهم . الحديث هنا ما زال إستمراراً لمنطق القوة وحق الدول الكبرى في فرض رؤيتهم على شعوب المنطقة بغض النظر عن رغبات تلك الشعوب . وعلينا أن لا ننسى أن ذلك ، فيما لو تم ، سوف يكون في مصلحة تلك الدول وإسرائيل التي تقف خلف معظم الأحداث الدامية في المنطقة محتمية بسواتر مختلفة منها الأمريكي ومنها الأوروبي ومنها الروسي ومنها العربي .

* مفكر ومحلل سياسي

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-02-2016 04:26 PM

لبيب سورية الى انتصار --- موقفك رمادي باي حبيبي -- تروج للطاززالغاز

2) تعليق بواسطة :
22-02-2016 04:41 PM

نتفق مع الكاتب في نقطة أن الاحتلال الروسي لسوريا جاء بالتنسيق الكامل مع أميركا .

ومن كان يظن أن الأمور تسير في الشام وفق أراده امريكيه أو روسيه أو غيرهم من الدول فهو مخطئ
أن الأمور تجري وتسير بأمر الله هو الحاكم الأول والآخر
والباقي مخلوقاته .

المحللين السياسين العلمانين والمتحزبين لا يقتربون من هذه الناحيه .لأن يقينهم على الأشياء يقين فاسد
ولعدم إيمانهم بالله .

3) تعليق بواسطة :
22-02-2016 05:04 PM

تحليل منطقي وزاحة الشاة وجعل ايران عدوا للعرب وظهور السنة والشيعة مثل ظهور داعش لتخويف المنطقة من ظاهرة داعش الذى اوجدها الغرب والشرق لنصل لهذة النتيجة اما داعش او الاسد لنقع جميعا بالهاوية والدورالقادم على تركيا وبعدها على ايران عندها تكتمل الصورة عندها ندرك الكل خسران ولكن بعد فوات الاوان

4) تعليق بواسطة :
22-02-2016 07:44 PM

لعل التحليل منطقى طالما ننظر للأمور من خرم إبرة الوضع السياسي والإقليمي...لكن د. لبيب لم يأخذ بعين الاعتبار التغيرات الاقتصادية العالمية والحاجة ااموصوعية للتجاوب معها وهذه بدورها تفرض استجابة مختلفة كليا عن النظرة التقليدية التي كانت بديهية في التحليل اعلاه...من هنا أرى أن نتائج الصراع الحالي لن تكون كما نرغب أن نتصور حل قضايا المنطقة في مصلحتنا تعود فلسطين وينكفئ المشروع الصهيوني ويستعيد جزئيا وحدة عربية....ومن هنا الاحباط النت شر من النخل الروسي الذي كنا نأمل أن يكون سوفياتيا..

5) تعليق بواسطة :
22-02-2016 07:51 PM

كعرب كانت مساهمتنا سلبية في أحداث المنطقة وفي صياغة مستقبلنا بل وساهمنا في تعظيمها لأن القوى الرجعية كان دورها كبيرا في تعطيل مفاصل التقدم في حراك السنوات الماضية من هنا أرى انه لن تتحقق مصالح شعوبنا وقواها الحية كما نأمل ولن تكون بمستوى التضحيات التي قدمت. ولكن ستؤسس لمرحلة قادمة أفضل.،،نظرا لعدم سقوط سوريا بأيدي تركيا ومخططات قطر والخليج

6) تعليق بواسطة :
22-02-2016 07:51 PM

نعتذر

7) تعليق بواسطة :
22-02-2016 11:33 PM

نعتذر

8) تعليق بواسطة :
23-02-2016 03:17 AM

الكاتب يؤيد ايران بتدمير الدول العربية ,,, وعندما تحركت السعودية اصبح هناك تقسيم وخوف على ايران..... فنغمة المؤامرة صحيحة ولكن الامريكان والروس تمكنوا بذلك بتحريك ذراعهم ايران كما حدث منذ قرون للدولة الصفوية ومؤامرتها مع البرتغال واجلترا ضد العثمانية.

9) تعليق بواسطة :
23-02-2016 03:19 AM

الرحيل لايران .... لان معدتكم تعمل من خير العرب ولسانكم مع ايران .

10) تعليق بواسطة :
24-02-2016 02:40 PM

تحليل منطقي . استغرب الهجوم الهمجي على الكاتب !!!

11) تعليق بواسطة :
26-02-2016 10:47 AM

هل تعرف من هو الهمجي؟
الهمجي هو من وصف ‘زوراً ‘ تعليقات القرّاء المتزنة بـ "الهجوم الهمجي" ....لا لشيء الا ليرضي نفسا موتورة في داخله!!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012