أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
الزميل الرواشدة يؤكد على التركيز على الإعلام الجديد ومواقع التواصل لمتابعتها من قبل مئات الملايين مستقلة الانتخاب: 9 أذار هو التاريخ الفاصل لقبول طلب الترشح عن القائمة الحزبية أورنج الأردن تعلن عن فتح باب التسجيل للمشاركة في هاكاثون تطبيقات الموبايل للفتيات تصنيف المناطق في الدوائر الانتخابية المحلية وعدد مقاعدها القوات المسلحة الأردنية تنفذ 5 إنزالات جوية لمساعدات على شمال غزة - صور الكنائس تقتصر الاحتفالات بالفصح على الصلوات نتنياهو: لا يمكن قبول إنهاء الحرب والانسحاب من غزة ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 34683 شهيدا و78018 مصابا الملك يعزي بوفاة الأمير بدر بن عبد المحسن الداخلية تعلن إحالة ‏عطاء إصدار جوازات السفر الأردنية الإلكترونية امن الدولة تُغلظ عقوبة 5 تجار مخدرات وتضعهم بالأشغال المؤقتة 20 عاما الحكومة تحدد سقوفا سعرية للدجاج الطازج لارتفاعه بشكل غير مبرر محمد هيثم غنام.. مبارك تخرجك من جامعة إلينوي الأمريكية تدهور مركبة خلاط تغلق مسربا على الصحراوي 46.8 دينارا سعر غرام الذهب في الأردن
بحث
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


الاردن امام استحقاقات«الخطة ب»

بقلم : حسين الرواشدة
01-03-2016 12:18 AM
كيف يمكن للاردن ان يتعامل مع استحقاقات “ الخطة ب “..؟
يبدو هذا السؤال وجيها وصعبا في آن واحد ، لكن الاجابة عليه اصبحت ضرورية لثلاثة اسباب على الاقل ( دعك الان من تطمين الداخل الاردني ووضعه في صورة ما يمكن ان بحدث وما عليه ان ينهض به ) السبب الاول ، ان فرص استمرار وصمود هدنة “ وقف العمليات العدائية “ ثم البدء في تنفيذ خطوات المرحلة الانتقالية في سوريا لم تعد متاحة ، فقد تم تسجيل اكثر من 14 اختراقا في اليومين الماضيين من قبل النظام والطائرات الروسية ، كما ان التنظيمات المسلحة ليست موحدة على موقف واحد وبعضها لم يعلن التزامه اصلا بالهدنة ، ناهيك ان المرحلة الانتقالية التي حظيت بشبه اتفاق روسي امريكي قوبلت بالرفض من النظام السوري ومن ايران ، وبالتالي فان الرهان على الحل السلمي يبدو خاسرا ولا يمكن التعويل عليه.
اما السبب الثاني فهو ان “ الخطة ب “ التي اشهرها وزير الخارجية الامريكي ثم بسط بعض تفاصيلها قائد قوات حلف شمال الاطلسي السابق ، واكدها وزير الخارجية السعودي امس الاول ، اشارت بصورة واضحة الى ان الاردن سيكون شريكا فيها ، وعلى الرغم من ان مصادر اردنية نفت ذلك ، الا اننا سنجد انفسنا - شاركنا او لم نشارك فيها - امام استحقاقات خطيرة تفرضها علينا العمليات البرية التي ستجري في سوريا ، وخاصة على حدودنا الشمالية ، كما ان عدم التزام روسيا بتعهداتها تجاهنا سيفرض علينا الدخول في التحالف الجديد ، مما قد يجعل من خيار الحياد بالنسبة لنا مسألة مشكوك فيها .
يبقى السبب الثالث وهو ان ارتدادات “الخطة ب” على الاردن لا تتعلق فقط بتصاعد طوفان اللاجئين الذي سيدخلون بالالاف الى بلدنا نتيجة فوضى الحرب التي ستدور في الجنوب السوري ، وانما ايضا بمصير آلاف المقاتلين الذي يسيطرون على الجبهة الجنوبية ، وخاصة الذين ينتمون لتنظيم “ داعش “ ، حيث من المتوقع ان تتحول هذه الجبهة الى معارك استنزاف طويلة ، الامر الذي يهدد الامن الوطني الاردني على المدى القريب والبعيد ايضا .
اذا دققنا في الاسباب الثلاثة ، وغيرها ، سنجد ان امام الاردن ثلاث خيارات ، الاول : ان يضطر للمشاركة في “الخطة ب “ التي تتضمن اقامة مناطق آمنة لدعم المعارضة المعتدلة عسكريا ، وامكانية التدخل البري تحت قيادة امريكية وبمشاركة عربية واسلامية ( احياء التحالف الدولي لمحاربة داعش وتوسيعه) ، مما يعني نهاية او “تجميد” التنسيق بين الاردن وروسيا ، والانحياز الى التحالف الجديد ، كما يعني ثانيا دخول الاردن كطرف في الحرب الدائرة هناك وانتهاء مقاربات “الحياد “ بمختلف اصنافة (الايجابية والمتنقلة) ، كما يعني ثالثا ان الاردن استكشف الموقف الامريكي وربما وضع في صورة السيناريوهات القادمة بالنسبة لسوريا اوللمنطقة بشكل عام ، الامر الذي سهّل عليه تحديد خياراته.
اما الخيار الثاني فهو ان الاردن سيسعى للحفاظ على موقف “المراوحة “ او المناورة بين المحاور والتحالفات ، بحيث تبقى قنواته مفتوحة مع كافة القوى الفاعلة في المشهد السوري ( بما فيها بعض التنظيمات المعتدلة ) وذلك تبعا للتطورات السياسية والعسكرية ، وحتى اذا تمكن من فعل ذلك ، فان النتيجة قد لا تكون مضمونة ، سواء بالنسبة لتجنب الآثار المتوقعة على امنه واستقراره ، او لادامة “موثوقية” الاطراف والتحالفات المحيطة به ، او للحفاظ على الدور الذي يمكن ان يشارك به على “الطاولة “ السورية ، خاصة اذا صحت التقديرات التي ترجح سيناريو التقسيم.
يبقى الخيار الثالث ، وهو “الحياد السلبي” او العودة خطوات الى الوراء وعدم التدخل باي شكل في الملف السوري ، تماما كما فعلنا في الحرب الاولى على العراق ، ومع ان هذا الخيار يبدو مستبعدا ( وغير واقعي) نظرا للتحولات المتسارعة التي تجري في المنطقة والتغيير الذي حدث على صعيد التحالفات وما يترتب على ذلك من تهديد للامن ( والوجود الاردني) ، ومن خسائر في حال قررنا “النأي بالنفس “ عن المشهد السوري بصورة قاطعة ، خاصة اذا تطورت الاحداث بشكل دراماتيكي وبشكل غير محسوب على الجبهة الجنوبية لسوريا ، الا ان هذا الخيار يبدو وجيها وممكنا لا سيما اذا استطعنا ان نحافظ على مسألتين : الاولى ، الاعتماد على المشاركة السياسية واللوجستية ومقارباتهما المعروفة ، وعدم الدخول في اية عملية برية ، والاخرى اقناع الاطراف المختلفة بحساسية الموقف الاردني وعدم قدرته على المجازفة بالمشاركة في “الخطة ب “ ، حتى لو حظيت بموافقة دولية ، لان مثل هذه المجازفة ستضر بالاردن اولا ، وستمنعه من الاستمرار بدوره الانساني في ملف اللاجئين ثانيا ، وستضعه في مواجهة مفتوحة ، لا يجد له اية مصلحة فيها ، ولا يمكن ان يتحمل نتائجها الكارثية.
اي الخيارات سيرسو عليها “مركبنا “ السياسي ..؟ دعونا ننتظر ما ستفاجئنا به الايام القادمة .

(الدستور )

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012