أضف إلى المفضلة
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
في القمة الاسلامية:تونس مع دولة فلسطينية على كامل فلسطين وعاصمتها القدس وتتحفظ على حدود 4 حزيران جيش الاحتلال يعلن مصرع 3 من جنوده في قصف طال قاعدة عسكرية قرب كرم أبو سالم مديرية الأمن العام تحذر من الحالة الجوية المتوقعة طقس العرب: المنخفض سيبدأ فجر الإثنين محافظة: إعداد منهاج يمزج التربية المهنية ومهارات الحياة لـ3 صفوف بلدية برقش تنفذ حملة بيئية في مناطقها السياحية الفنان محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان تقديم آذان المغرب 4 دقائق بالمساجد .. و"الافتاء" للصائمين: اقضوا الخميس الملكة: استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة اكبر تهديد للنظام العالمي انتهاء مباحثات الهدنة في القاهرة .. ووفد حماس إلى الدوحة الزميل الرواشدة يؤكد ضرورة التركيز على الإعلام الجديد ومواقع التواصل لمتابعتها من قبل مئات الملايين يجب ان تكون منتسبا للحزب حتى تاريخ 9 اذار الماضي وما قبله ،حتى يحق لك الترشح على القائمة الحزبية أورنج الأردن تعلن عن فتح باب التسجيل للمشاركة في هاكاثون تطبيقات الموبايل للفتيات تصنيف المناطق في الدوائر الانتخابية المحلية وعدد مقاعدها القوات المسلحة الأردنية تنفذ 5 إنزالات جوية لمساعدات على شمال غزة - صور
بحث
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024


الاستبداد مستمر في تقزيم رمز الديمقراطية

بقلم : د. معن المقابلة
19-04-2016 03:07 PM

إن ما حدث بين رئيس السلطة التنفيذية(الحكومة) ورئيس السلطة التشريعية(النواب) على خلفية التعيينات التي قام بها رئيس مجلس النواب ، والتي 'ترددت' الحكومة في الموافقة عليها ، لأنها تعيينات حسب ادعاء الحكومة لم تخضع للمنافسة الحقيقية والشفافية كما أنها خارج ديوان الخدمة المدنية صاحب اختصاص تعيينات القطاع العام ، بل خضعت للواسطة والمحسوبية ، وهذا صحيح فالأسماء المسربة لقائمة التعيينات تؤكد أن جميعهم من أبناء النواب أو أقاربهم.

ولكن السؤال المطروح هنا ، هل جميع التعيينات التي تتم خارج ديوان الخدمة المدنية في المؤسسات المستقلة كالملكية والجامعات والفوسفات والبوتاس .......الخ ، تخضع للمنافسة والشفافية!!!؟

بعيداً عن هذه الحيثية وهذا التراشق الإعلامي بين النسور والطراونة والذي لا يخرج عن الثأر كلٍ لنفسه وليس للوطن ، في اعتقادي أن سبب كل هذا هو التصور النمطي الذي أُريد له أن يتشكل لدى الناس عن الديمقراطية ورمزها مجلس النواب أو المجالس التي انتخبوها ، وهو تصور يضع مجلس النواب في قالب 'مجلس خدمات' لا أكثر ولا اقل ونواب انتهازيين دورهم لا يتعدى تقديم خدمة لناخبيهم لا تخرج عن البحث عن وظيفة أو إعفاء طبي أو تجنيد عسكري أو نقله من وحدة إلى أخرى أو تأمين قبول طالب جامعي أو نقله من جامعة في الجنوب إلى أخرى في الشمال أو العكس ، وغيرها من هذه الخدمات التي كان يقوم بها في السابق 'الباشاوات' أو المخاتير أو بعض المتنفذين من عسكريين أو مدنيين في وظائف عليا لأبناء منطقتهم أو عشيرتهم ، قبل إنشاء ديوان الخدمة المدنية ، لترسيخ بعض الزعامات التقليدية والموالية في مناطقهم.

هذا الدور عمل النظام على تعزيزه وترسيخه من خلال فتح أبواب مؤسسات الدولة للنواب وخاصة للموالين منهم للنظام ، وكان حجم هذه الأعطيات يُقدر بحجم النائب وقوته - عشائرية ، سياسية ، اقتصادية ...الخ - فمنهم من كان يُحسب حسابه بوزراء أو أمناء عامين أو سفراء أو مدراء عامين أو رؤساء وأساتذة جامعات ، ومنهم من كان يكتفي بوظيفة قطاع عام أو وظائف الفئة الثالثة ، وعليه أصبح حكم الناس على هذا النائب أو ذاك تنطلق من قوته في التعيينات المذكورة ، بل وصل الأمر أكثر من ذلك ففي عهد أحد رؤساء الوزارات والذي يتبوأ ألان منصباً رفيعاً أن وزع أموالاً نقدية للنواب لتوزيعها على ناخبيهم ، بحيث حول هذا الرئيس النواب إلى مؤسسات تنمية اجتماعية ، كما أنها دعوة علنية لشراء الذمم.

اختزال مجلس النواب بهذا القالب ، المقصود منه تفريغ العملية الديمقراطية من محتواها وإبعاده عن دوره الحقيقي في المراقبة لأداء الحكومة وسن التشريعات الناظمة للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية ....الخ. فالأنظمة المستبدة تدرك أن العملية الديمقراطية كائن حي ينمو ويتطور إذا ما أُعطي الفرصة لذلك ، وهي تدرك أيضا أن مجالس النواب في الدول الديمقراطية قادت الإصلاحات السياسية وعززت من سلطة الشعب ، وأصبحت هذه المجالس هي التي تدير البلاد بشكل فعلي من خلال ما يعرف بالحكومات البرلمانية ، وهذا ما يسعى لمحاربته النظام في الأردن بكل ما أُتي من قوة ، من خلال تعزيز هذا التصور النمطي للمجالس المنتخبة ، ومن خلال قوانين انتخابات متخلفة لا تعبر عن القوى الحقيقية في المجتمع ، بل تمزقه وتجعل منه مجموعات متناحرة على غنائم الوطن ومقدراته أو ما يقدم إليهم على شكل هبات ومكرمات ، كل ذلك لتعزيز سلطة الاستبداد والمستبدين والخاسر الوحيد هو الوطن الذي يزعم الجميع أنهم يفدوه بالأرواح والمهج.


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012