أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


السنيد يكتب: وإن خبزهم خط احمر

10-05-2016 03:25 PM
كل الاردن -
كتب النائب علي السنيد:

قصة أحزنتني لأحد البسطاء من موظفي الدولة يحدث أن يتعرض في منتصف الشهر إلى زيارة مباغتة من قبل شقيقته ، وكان لا يحمل في جيبه من بقايا راتبه سوى خمسة دنانير ، فيلوذ إلى محل بيع الدواجن في الجوار ليشتري بأربعة دنانير ونصف طيراً من الدجاج ، ثم يعود مسرعا إلى بيته ليقوم بأداء واجب الضيافة.

إلى ذلك تخبره الزوجة بعدم توفر مادة الأرز ، وبعد جهد يتم تجميع”الفراطة” المتبقية في المنزل لشراء كيلو من هذه المادة الرئيسية ، ثم وبعد دقائق من وضع الطبخة على الموقد يحدث أن تنفذ 'جرة الغاز' ، وتخفت ذبالته إلى أن ينطفئ، يهم الرجل لوهلة برمي نفسه من فوق سطح المنزل الذي يقطن فيه بأجرة شهرية ، إلا انه يحسم خياره بأن يهيم على وجهه في الزقاق، ويأخذ بالحركة جيئة وذهابا، والى ذلك يلتفت إليه جاره صاحب السوبر ماركت فيسأله عما يتسبب له بكل هذا الضيق الذي يظهر من تشتته وحركاته المضطربة ، عندها يخبره بأزمته المتمثلة بعدم توفر “جرة غاز” في المنزل لإتمام واجب الضيافة لأخته التي لا تدري بما ينتابه في هذه اللحظات ، ويعرض ساعته ، وهاتفه النقال على جاره كرهن نظير الحصول على ثمن جرة الغاز ، ولم يكن بمقدور الجار سوى أن يهب لنجدة جاره الفقير بالمبلغ، وان يحثه على المغادرة بسرعة كي لا تلحظ أخته غيابه ، وربما كي لا يرى حالة الانكسار في عينيه، وطالبه بالاحتفاظ بهاتفه وساعته وتأجيلهما لضائقة أخرى.

قد تكون هذه الحادثة الصغيرة تختصر ما يتعرض له الكثيرون من ابناء القرى الاردنية البائسة – المطرودون من رحمة الحكومات- ممن يتعاطون مع الرواتب المتدنية ، وتفتقد قراهم للخاصية الانتاجية، والتي حرمت من حظوظ التنمية، ولم تحصل على حقها التنموي، وهم غالبية الشعب الأردني في الارياف ، وهؤلاء قد يترتب على احدهم أجرة منزل ، وربما رسوم طلبة جامعيين، وقد يجتمع طالبان في آن معا على المعيل، وكذلك مصاريف معيشة من مأكل ، وملبس.

وهي قصة تؤشر على أحوال شريحة كبيرة من الأردنيين الذين يذوقون الأمرين كي يواصلوا الحياة بالحد الادنى، ولمواجهة حجم الضغوط التي يتعرضون لها من مجريات الحياة اليومية ، ومن الضرورة بمكان مراعاة أحوال هذه الشريحة عند تقرير السياسات، والتي تدور في جلها على رفع الاسعار للاسف، وهي التي تمثل الغالبية العظمى من الأردنيين ، وخصوصا مدى قدرتها على مواصلة الحياة بطريقة كريمة.

والأردنيون اليوم تطرق آذانهم أخبار الطبقة الحاكمة المرفهة، والحياة الخيالية للمدللين، والرواتب العالية للمحظوظين من أبناء الذوات ، والعقود الخيالية للبعض ، في حين يتوسد جلهم الفقر ، والحاجة.

فقراء رصيدهم محبة الوطن وهم الذين تنهشهم الحكومات وسوء السياسات ، وقد نكون بعدم الالتفات إلى سوء أحوالهم المعيشية نوصلهم إلى طريق مسدود في الوطنية، وقد شرعوا منذ سنوات بالمظاهرات والاعتصامات وراحوا ينصبون خيامهم ، ويحطون رحالهم على الدواوير، والساحات العامة.

وهنالك خطورة لعدم وجود مظلة حماية حقيقية لمستويات المعيشة في الاردن ، ففي البلد اسر تعاني من وطأة رسوم أبنائها الجامعيين، ولا تكاد تطيق الحياة ، وهنالك موظفون لا يجدون أجرة الطريق الى اماكن عملهم ، ويعيشون عيش الكفاف وأطفالهم ، وأسر تكسر عليها أجرة البيوت ، وشباب أخفقوا في معرفة طريق المستقبل. وهم ليسوا حلا لمشاكل البلد الاقتصادية، وان خبزهم، وماءهم، ودفأهم خط احمر.
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
10-05-2016 05:24 PM

ما يذهل الشعب الأردني هو لدى الاستماع لنوابه و هم يلقون بالخطابات الملتهبة سواء لدى مناقشاتهم لميزانية الدولة التي تقدمها الدولة لموافقتهم او في اي موضوع اخر فيعتقد المستمع ان غالبية النواب سيرفضون طلب الحكومة ولدى التصويت فالكل موافج فاذا دل هذا على شيء فانما يدل على ان خطابات النواب وكل كلامهم ليس بذات قيمة فندعوا الله ان يكون في عون هذا الشعب المغلوب على أمره.

2) تعليق بواسطة :
10-05-2016 06:58 PM

اريد ان اخبرك انني ذهبت ﻻحد المخابز في احدى محافظات الجنوب فجاء مواطن وطلب ان بشتري خبزاا طالبا من الخباز ان يسجله دين فسالت الخباز هل وصل بنا اﻻمر لنشتري الخبز بالدين فاجابني هذا ليس اول شخص يستدين الخبز .الله المستعان

3) تعليق بواسطة :
10-05-2016 09:38 PM

ارجو ان يكون الله قد الهمك لسداد دينه لدى المخبز . شقيقي رحمه الله كان يذهب الى بعض القرى في المفرق واربد ويزور عددا من الدكاكين ويسدد ديون العائلات المستورة دون ان يعرفو ذلك .

4) تعليق بواسطة :
10-05-2016 10:10 PM

نعتذر

5) تعليق بواسطة :
10-05-2016 10:33 PM

من الرائع ان يتملك هذا الإحساس نائب في برلماننا فبدون استشعار معنى الحاجه وما يشعر به الفقراء لن يكون بإمكان أي مسوؤل العطاء, فالترقي في رفاهيات الحياه وصولا للمناصب العليا باعتبارها ارثا اكثر ما يبعد إحساس المسوؤل بالطبقات المسحوقه بصمت.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012