19-05-2016 02:58 PM
كل الاردن -
خطفت الاميرة هيا بنت الحسين منذ ايام قلوب الاردنيين بعد اطلالتها في منتدى الاعلام في دبي، الامر الذي جعل مواقع التواصل الاجتماعي تحفل بصور الاميرة ثم تنبش لقاء قديما لها داعبت فيه مشاعر الاردنيين بذكر والدها الراحل وامها الملكة الاكثر حضورا في نفوسهم.
اللقاء الصحفي القديم منذ سنوات، الا انهم بدؤوا يتناقلون اقتباسات منه، فالاميرة هيا تحدثت عن والدها وعن امها الملكة علياء طوقان والتي توفيت بعيد سنوات قليلة من زواجها من الملك الراحل، بصورة انسانية جعلت الاردنيون يستذكرون الوالد والملك الباني.
وتطرقت الاميرة التي تمتاز بجمالها ورقي طلتها عن كونها كريادية نتاج لما زرعه 'فيّ وفي اخوتي الوالد الملك حسين، رحمه الله، والذي علّمنا ان الأفعال أبلغ من الكلمات والخطابات والوعود. كان يردّد ان الكلمات إن لم تقترن بالأفعال لا تساوي شيئاً”.
الحديث عاود الانتشار بصورة واسعة، وبدأت الاقتباسات تنتشر منه، حول خوض الاميرة مجال الفروسية الى جانب حديثها عن يتمها المبكر وما تركه في روحها من فقد.
وتحدثت عن كون خوضها مجال الفروسية أردنياً وعربياً وعالمياً من بابه الواسع، هو ترجمة لإيمانها بدور المرأة في خوض أصعب الميادين وأكثرها تعقيداً، تلك التي كان كثيرون يعتقدون بأنها حكر على الرجال، لذا تدرّبت وشاركت في أولمبياد الفروسية وحازت رخصة لقيادة الشاحنات وترأستُ أول اتحاد عمالي عربي هو اتحاد النقل البرّي 'كلّ ذلك لئلا أتحدّث مع الآخرين عن أمور قد يعتقدون بأنها لم ولن تتحقّق يوماً”.
وكسرت الاميرة هيا الحسين بحديثها الصورة النمطية للأميرات، مشيرة الى انها كونها تُوفيت والدتها وهي صغيرة، تاركة في غيابها فراغاً كبيراً، الامر الذي اعتبرته الى جانب شغل والدها لدور الاب والام معا المؤثر الاكبر في كونها عملت في اسطبلات أوروبية لتفهم أكثر التحضيرات للأولمبياد والعوامل التي يمكن أن تؤثر في أداء الخيول، وسافرت في طائرات شحن البضائع وتعلّمتِ قيادة الشاحنات، وهما الوسيلتان الأساسيتان لنقل الخيول.
وقالت عن الراحل الملك الحسين 'كان والدي رحمه الله يؤمن بالرياضة ودورها في مجتمعاتنا العربية خصوصاً، والشرق الأوسط عموماً، في مرحلة ما بعد السلام الذي آمن به وسعى جاهداً الى إحلاله. وكان بذلك يهيّئني لخدمة وطني وأمّتي رياضياً، وأتاح لي بذلك فرصة التعرّف عن كثب إلى طبقات المجتمع الأردني وطرق حياتها، وليس فقط أبناء القصور. هذه المعرفة هي التي كوّنت شخصيتي وقرّبتني أكثر من الناس.”
لقاء الاميرة الاردنية تداوله الاردنيون على مستوى واسع وبصورة غير مسبوقة، ما اعاد للواجهة حبهم وشعورهم بقربها على الرغم من انها اليوم 'حاكمة دبي”، وزوجة حاكمها والذي تحدثت عنه بالكثير من الالهام ايضا.
وبدا اللقاء عفوي، اذ قالت الاميرة انها ورثت عن والدتها حسّ الفكاهة حسب مقربين، وشرحت بأنها تحبّ صناعة المقالب المضحكة، التي تعتقد أنها تعشق ما يجعلها تضحك بفرح، مشيرة الى ان احداها 'وضع الملح في القهوة، بدلاً من السكر! وأفبرك من هذه المقالب مراراً يومياً.”
وشرحت الاميرة انها حتى اللحظة تشعر الفراغ المتعلق بغياب الوالدة، موضحة انها اليوم 'تحاصرني أسئلة كثيرة أودّ لو تجيبني عنها والدتي، خصوصاً تلك المتعلّقة بالأمومة وطرق العناية بالأطفال وتربيتهم… فأنا لا أذكر شيئاً عن تربية والدتي لي، خصوصاً انني كنت في السادسة عندما توفّاها الله. ولا أعرف كيف كانت لترعاني في مراحل حياتي. بمعنى انني أفتقد المثال الذي يُلهم كلّ امرأة في تربيتها لأطفالها. صحيح انه يمكنني أن أسأل جدّتي وأخواتي، لكنّ الأمر مختلف عمّا لو كنتُ عايشتُ والدتي في تفاصيل الحياة العائلية اليومية.”
الاميرة الشابة اعتبرت ان المدرسة الداخلية هي من هيأها للحياة في دبي وعلمتها كيف تتعايش مع جنسيات مختلفة، كما تحدثت عن دورها كسفيرة للنوايا الحسنة، الا انها اختصرت الاجابة حين تعلق الامر بالحديث عن عائلة شقيقها الملك عبد الله الثاني بجملة 'تربطني به وبالملكة رانيا علاقة متينة وقوية كما الحال بين الاخوة والعائلة الواحدة.”
وتحدثت الاميرة عن اول لقاء جمعها بزوجها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: 'التقينا في مباراة تنافسية للخيل. لم يكن حبّاً من النظرة الأولى بمقدار ما كان تحدّياً رياضياً: كان يقول لي انه سيهزمني في المباراة، وكنتُ أؤكد له انني مَن سينتصر”.