أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


في ذكرى الثورة العربية والاستقلال ويوم الجيش

بقلم : خضر عيد السرحان
31-05-2016 03:09 PM

خضعت البلاد العربية للدولة العثمانية قرابة الخمسة قرون كان فيها العرب الرديف والمساعد في المحافظة على الدولة العثمانية و توسعها ،إلا أن العلاقة بين العرب والأتراك قد بدأت تأخذ منحى مغاير جراء محاولة التتريك التي تعرضت لها الأقطار العربية ،وتجاهلها من قبل الإدارة العثمانية التي حاولت.أن تكون علاقتها مع المنطقة العربية مبنية على الاستغلال والتهميش والتجهيل، عندها تداعى أحرار العرب للوقوف في وجه هذه السياسة الجائرة محاولين البقاء على الجسور موصولة بين العرب والأتراك وقدمت المطالب والاقتراحات من الجانب العربي بهذا الخصوص الى الجانب التركي الذي رفض تلك الاقتراحات ومن ضمن ما تم اقتراحه :مركزية الحكم في الأقطار العربية وان لا يخدم أبناء العرب الا في ولايتهم مع المحافظة على اللغة العربية أمام هذا العناد والإصرار التركي على تتريك المنطقة تنادى أحرار العرب من كافة الأقطار العربية للثورة على هذا الظلم الذي طال العرب في عقيدتهم ولغتهم وكرامتهم وقد رأى العرب أن خير من يقود ثورتهم ضد هذا الظلم هو الشريف الحسين بن علي شريف مكة .ليسير على نهج جده المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم في تخليص الأمة مما تعانيه من ضيم وحيف لحق بها على جمعية الاتحاد والترقي التي تولت القيادة في الدولة العثمانية فكانت الثورة العربية المباركة الرافضة لكل أنواع الهيمنة على البلاد العربية والهادفة إلى النهوض بالأمة وما كان لهذا الهدف من أن يتحقق إلا بتحالفات مع قوى دولية لكي تقدم الدعم والمساندة لهذه الثورة الا ان تلك القوى خذلت الثورة وقائدها الشريف الحسين بن علي .

بعد ان اتضحت خطط الدول الكبرى ومخططاتها وإجهاضها للحلم العربي في معركة ميسلون. تجمع أحرار العرب في شرق الاردن والتقوا بالأمير عبدالله بن الحسين الذي توجه لنجدة جيش الشام الا أن الظروف الدولية لم تساعد الأمير عبدالله في ذلك الوقت فأصبح شرق الأردن مقرا ومركز لتجمع أحرار العرب من مختلف البلاد العربية .

عمل الأمير عبدالله بكل حنكة على المحافظة على شرق الأردن لتكون خارج مخططات الدول المتحالفة و عمل على تأسيس الإمارة وتأسيس الجيش العربي فكانت الإمارة الحاضنة والام الراعية لفكر ومشروع الثورة العربية الكبرى و واصل العمل ليلا نهارا إلى أن استقلت المملكة الأردنية الهاشمية عن بريطانيا في 25 /5 /1946 فحمل الأردن هم الأمة ودافع الجيش العربي اشد دفاع عن فلسطين في عام 1948واستشهد الملك المؤسس في القدس الذي احتضن جثمان والده الشريف حسين قائد ثورة العرب، وتابع جلالة المغفور له الملك حسين النهج واستطاع أن ينتقل بالأردن نقلة نوعية على مختلف الصعد وتمكن بفضل حنكة وقيادة الملك حسين من الوقوف أمام أشد الأعاصير التي تعرض لها في منتصف القرن العشرين وتمكن من بناء مؤسسات الدولة المختلفة، وكان للجيش الدور الأبرز في حماية ورعاية المواطنين ، وبفضل توجيهات جلالة المغفور له الملك حسين ساهم الجيش في تطوير مراكز ونواحي البلاد المختلفة حيث ساهم في التعليم والصحة وتوطين البدو بالإضافة الى واجبه الأساس في الدفاع عن الأردن والأمة العربية فهو حامل رسالة الثورة العربية وبعد وفاة الحسين تسلم الراية الملك عبدالله الثاني الذي حافظ على الأردن في ظل ظروف صعبة وعمل على تعزيز فكر الثورة العربية الكبرى ورسخ ذلك من خلال استقبال الأردن لكافة الأشقاء العرب والوقوف معهم في مختلف الظروف بالرغم من إمكانيات البلاد المحدودة وقد حظي الجيش بالعناية الخاصة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني فبقي الجيش العربي يحمل الراية العربية في الدفاع عن الوطن والأمة ويجسد رسالة الهاشميين في المحبة والعطف من خلال استقباله للأشقاء العرب على الحدود والذين أجبرتهم ظروفهم على ترك أوطانهم وبهذه المناسبة نقول :سلام على أرواح شهداء الأمة العربية، سلام على روح قائد الثورة العربية وسلام على روح الملك المؤسس وسلام على روح الملك الباني واطال الله عمر الملك المعزز عبدالله الثاني بن الحسين وسلام على الأردنيين و جيشهم وأجهزتهم الأمنية وحفظ الله الأردن الغالي من كيد الكائدين ومن شر الفاسدين العابرين الذين لا يعرفون معنى الوطن
د. خضر عيد السرحان

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-06-2016 12:44 AM

العلاقة بين العرب والاتراك كانت سمن على عسل ولكن من خرب العلاقة هو حزب الاتحاد والترقي والقوميات الذي جاء بهما الغرب لهدم الخلافة الاسلامية..التاريخ واضح ولا يمكن تزويرة

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012