سليمان الحراسيس

منذ عشرينيات القرن الماضي بدأت بعض العائلات بشكلا فردي في الانتقال من قرية عيمة في الشمال الغربي لمحافظة الطفيلة الى العاصمة عمان ، التي لم تكن تشهد اي تجمعات سكانية تذكر، بإستثاء تجمعات صغيرة في غربها وشمالها.

العائلات تلك شكلت التجمع السكاني الاكبر  في جبل التاج ولاحقا امتدت الى احياء في جبل الجوفة والاشرفية كان عددها لا يتجاوز المئات،الى ان وصل اليوم وبحسبب احصائيات غير رسمية الى اكثر من 55 ألف مواطن ينتمون الى عشائر رئيسية ، (السعود والربيحات والحراسيس وعيال عواد والخوالدة والرعود).

يقع الحي ذو الطبيعة الجبلية والتنظيمية الصعبة  ضمن منطقة اليرموك ومنطقة المدينة في امانة عمان الكبرى ،وضمن الدائرة الثانية التي يطلق عليها في الانتخابات النيابية 'الدائرة الاكثر شراسة'.

وعبر 14 سنة ماضية استطاع سكان الحي السيطرة على انتخابات منطقة المدينة التي تشمل سوق وسط البلد ومناطق اخرى ، الى ان نجحوا في الانتخابات البلدية أيضا في الـ 8 سنوات الماضية في منطقة اليرموك.

وأفرزوا الاسماء التالية : يحيى السعود ، حسان الحراسيس ، حسين الحراسيس ،محمد السعود.

وبحسب ما أصبح مفهوم لدى سكان الحي فإن انتخابات البلدية لمنطقة اليرموك ومنطقة المدينة أصبحت 'مسجلة' بإسم احد سكان الحي ، في أي انتخابات بلدية ،ويجري الحديث حاليا عن ترشيح احد ابناء الحي لمنطقة النصر.

اليوم ومع استحقاق اجراء الانتخابات النيابية قبل نهاية أيلول المقبل، لا بد من اعادة النظر في أولويات مكان التصويت ، ولا يمكن التغاضي عن النجاح الذي تمثل بتمكن الحي من إفراز نائب عن منطقة عمان الثانية ، بتحويل 1500-2000 صوت انتخابي  من لواء قصبة الطفيلة الى الدائرة الثانية بعمان،للمرة الثانية على التوالي.

اليوم أيضا منحت منطقتكم 'عمان الثانية' مقعدا إضافيا ليرتفع تمثيلها في مجلس النواب الى ستة نواب.

ولا يمكن ان تكون حصة اكبر ثقل سكاني اكتسب جميع عناصر الترابط في المنطقة وعلى مستوى العاصمة مقعدا برلمانياً واحدا،ولا اتحدث في سياق تحسين الخدمات والحصول على وظائف لشبان الحي فقط.

اذا نظرنا الى المرحلة المقبلة، فإن استحقاقات تاريخية قد تغير تركيبة الدولة الاردنية ، في ظل الاوضاع الاقليمية المحيطة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والازمة السورية وعنوانهما اللاجئين المتدفقين،وفي ظل الحديث عن التجنيس والكنفدرالية.

لم تتوانوا يوما في الدفاع عن الوطن ، سجلات الشهداء في الضفة الغربية وقوائم شهداء الثورة العربية ومعركة الكرامة واحداث كثيرة ، تشهد على تمسكم بمبدأ 'ما اغلى من الولد الا الوطن'.

اكثر من 12 ألف يحق لهم التصويت في الانتخابات النيابية المقبلة ، ان بقيت تلك الاصوات في الطفيلة لن تحصد إلا مقعدا واحدا ،وذلك لحسابات خاصة بمحافظة الطفيلة، وبأصوات لم تتجاوز 2000 استطعتم حصد مقعدا في عمان.

الاردن مقبل على استحقاقات بحاجة لمواقف ابنائه وأحفاد الشهداء ، بحنكة زيادة التمثيل في مجلس سيكون له دور مؤثر في الفترة المقبلة.

وإن كانت العشائرية متجسده في مجتمعنا ، فإن ما تبقى في 'عيمة ورحاب وضباعة' من عشائركم، قادرون على حصد مقعد نيابي وإن كان تحت إطار الكوتا.

هي دعوة الى أبناء الحي لإعادة النظر في أولويات مكان التصويت ، والنظر بشمولية للمستقبل، بعيدا عن الحسابات الشخصية الضيقة.

suliemanalharasis@gmail.com