لا يخفى على دائرة الافتاء ان هذه الامتحانات تقرر مستقبل الطالب كله,
ومصير مستقبل الانسان اكثر اهمية من
صعوبات السفر التي اباحت عدم الصيام
وخصوصا ان السفر في هذا الزمن ليس
صعبا على الانسان كما كانت عليه عند نزول الآية.
هنا يظهر الفرق بين التعامل مع الدين
باستعمال العقل او النقل,وهي القضية
الأزلية بين فهم الدين لخدمة الانسان او لخدمة النص الحرفي الجامد.
قال الله تعالى:( يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) البقرة/185 .
وأخيرا اليس من سيحاسب امام الله هو الطالب نفسه؟
لم يكن هناك امتحانات ولا مدارس ولا جامعات في ايام الرسول , اما الان فالوضع يختلف والطلاب بحاجه للغذاء والشراب كي يدرسو ويستوعبو ويتذكرو , ومن حقهم ان يحصلو على الغذاء والشراب اللازم لصحتهم وعقلهم واعصابهم . اعتقد لو كانو ابنائكم يقدمون امتحانات مصيريه مثل هذه لكان لكم رأي اخر .
لو كان في توجيهي عند نزول الرساله لوجدنا آيه تنهى عن الصوم لطلبة التوجيهي .
.
-- النص " مريضا او على سفر" وليس " مريضا او مسافرا " لذلك "على " تشمل التجهيز للسفر من موقع لاخر لما يتضمن ذلك من جهد عقلي وجسدي اضافي
-- وطالب التوجيهي على سفر صعب لانه يجهز لمجهول يرتبط باداءه بالامتحانات مقارنه بغيره ولا يعرف سلفا اين سيستقر فمعدله سيقرر اي جامعه او كليه او وظيفه ولكل منهم موقع قد يبتعد لساعات او ايام للوصول اليه ، الا يعتبر الطالب لذلك "على سفر" .
.
طلبة التوجيهي ليسوا أطفال ولديهم الوعي الكافي بإتخاذ القرار السليم الذي تناسب وواقعهم. فالصيام فرض على من يقدر أن يقوم به. الدين الإسلامي لايفرض على الإنسان مالم يستطع الوفاء به. الإمتحانات النهائية هي ظروف إستثنائية وتتطلب جهد ا كبيرا وتركيزا و طاقة. دون ذلك الجزاء عند الله تعالى وليس عند الإنسان وميوله وشهواته. لايستطيع أي إنسان أن يرغم غيره على الصيام أو القيام. هذه أمور فرية بين الخالق والمخلوق."لاإكراه في الدين..........."
نفسي ان تفتوا بقضية مصيرية تهم الامة..مثل هل يجوز للحاكم ان يسرق من المال العالم؟ هل يجوز ان يوجد في بلد مسلم خمارات وملاهي ليلية وربا؟ هل يجوز استقبال المجرمين من يهود وفرس في بلد مسلم؟هل يجوز ان يبقى الحاكم خارج دائرة المحاسبة؟.هل يجوز التحدث في الاعلام عن ارهاب داعش فقط ولانتحدث عن ارهاب الفرس والصهاينة في فلسطين وسوريا والغراق؟ هل انتم افتاء فقط متخصص بالحيض والنفاس ودق الابرة برمضان وتفرشي السنان..الافتاء الحقيقي هو شامل ومتكامل وليس كأفتاء بني صهيون يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض
السنا نحن من يقول " الدين لله، و الوطن للجميع"؟ و لذلك فان الدين امر يخص المرء و ربه، اذ في يوم الحساب و العقاب فانه الفرد الذي يتحمل وزر ما فعله، فأنا اعتقد ان مثل هذه الأمور هي من مسؤوليات الخالق و ليس من اختصاص مصدري الفتاوي الذين يختلفون في فتاويهم من بلد الى بلد اخر، او من شخص الى اخر، و الله اعلم
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .