أضف إلى المفضلة
الأحد , 12 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الأحد , 12 أيار/مايو 2024


فؤاد البطاينه يكتب : بني اسرائيل مصطلح غير تاريخي .

بقلم : فؤاد البطاينه
13-06-2016 12:42 PM

يجدر التنبه اولا الى أن كلمة اسرائيل ظهرت لأول مرة من خلال نص توراتي في إطار قصة معركة وقعت بين يعقوب والإله إيل وهو عائد مع زوجتيه راحيل وليئه من شمال سوريا لفلسطين وجاءت تفاصيل المعركة في الاصحاح 32 في الفقرات من 23 -30 من سفر التكوين حيث انتصر فيها يعقوب .وتبعا لذلك سمي باسرائيل . و تتفق أراء علماء اللغة والتفسيرات على أن معنى اسرائيل هو صارع أو غالب الاله وهو المعنى الذي يدل عليه سياق ومنطوق القصة في النص التوراتي .. اذ يقول النص التوراتي في نهاية المعركه \ فقال له ما اسمك؟ فقال يعقوب، فقال لا يكون اسمك يعقوب فيما بعد بل اسرائيل. لأنك صارعت الله والناس فغلبت . بمعنى أن اسرائيل هو لقب أطلقه كتبة التوراة على يعقوب ودعت التوراه كل نسله فيما بعد بني إسرائيل .
ان إسم اسرائيل لم يذكر في أي مصدر تاريخي . حيث أن المكتشفات الآثارية المادية والنقوش والكتابات والمخطوطات التي أصبحت متاحة خلال القرنين الأخيرين قد مكنت الباحثين وعلماء الاناسة واللغة والآثار والجغرافيا والتاريخ من استكمال قراءة تفاصيل التاريخ المصري القديم وفلسطين وبلاد الرافدين وبالنتيجة فانهم فشلوا تماما في العثور على أدنى دليل أو اشارة تلمح الى وجود قوم أو شعب اسمه بني اسرائيل عاش في مصر أو غيرها أو خرج منها ولا على وجود شعب او جماعة بهذا الاسم في أي مكان . وإن الوجود المفترض لبني اسرائل المفترضين في مصرمبني على أساس توراتي فقط ...لكن التاريخ يشير الى انه في تلك الحقب قد خرج من مصر الهيكسوس وجماعة اخناتون التوحيدية ( لقرص الشمس ) في ظروف وتفصيلات مشابهه للقصة التوراتية في كثير من الجزئيات .
وعلينا أن تذكر هنا بأن القرآن الكريم يسمي الأشياء كما يسميها أصحابها لأن العبرة في القصة والحدث وليس بالأسماء .

وبهذا أذكر المتابعين برسالة الاعتراف التي نشرت في صحبفة ها آرتس الاسرائيلية بتاريخ 29 / 10 /1999 من قبل عالم الآثار اليهودي والاستاذ في جامعة تل ابيب زئيف هرتسوج Zeev Herzog والذي شارك العلماء بشتى الاختصاصات في الحفائر التي مسحت كل متر في فلسطين. حيث أكد فيها أن البحث الآثاري والتنقيبات في فلسطين والمنطقه لمدة سبعين عاما قد أكد خرافية مجمل التاريخ التوراتي وبما يشمل خرافة بني اسرائيل والأسباط والآباء والوجود الاسرائيلي في مصر والخروج والفتح العسكري والممالك والمعتقد التوحيدي ومما جاء في الرسالة ما نصه //بعد سبعين عاما من الحفريات المكثفة بأرض اسرائيل وجد علماء الآثار أن الآباء المؤسسين وأفعالهم كله خرافة، وان الاسرائيليين لم يقيموا في مصر ولم يخرجوا منها ولم يحتلوا فلسطين وليس هناك أي ذكر لمملكة داود وسليمان وليس هناك من أساس \ . ومما جاء بالنص الأصلي أقتبسه:
Following 70 years of intensive excavations in the Land of Israel, archaeologists have found out: The patriarchs' acts are legendary, the Israelites did not sojourn in Egypt or make an exodus, they did not conquer the land. Neither is there any mention of the empire of David and Solomon, nor of the source of belief in the God of Israel. These facts have been known for years, but Israelis is a stubborn people and nobody wants to hear about it
This is what archaeologists have learned from their excavations in the Land of Israel: the Israelites were never in Egypt, did not wander in the desert, did not conquer the land in a military campaign and did not pass it on to the 12 tribes of Israel. Perhaps even harder to swallow is the fact that the united monarchy of David and Solomon, which is described by the Bible as a regional power, was at most a small tribal kingdom. \
.
والمهم في هذا السياق أنه لدى شيوع النفي العلمي الأثاري لقصة الخروج وقوم بني اسرائيل وما يترتب عليه من سقوط تاريخ ومعتقدات اليهود التوراتي بأكملها اضطر الحاخام اليهودي الأمريكي ديفيد وولب David Wolpe ( واحد من أكبر خمسين شخصية يهودية مؤثرة في الولايات المتحدة وهو علاوة على أن حاخام أو راباي لمعبد سيناء في لوس انجلوس فقد كان استاذا في كلية هنتر في نيويورك وله مؤلفات )أن يعلن في احتفالات عيد الفصح في معبد سيناء في كاليفورنيا عدم حدوث قصة الخروج اطلاقا بالشكل التي جاءت عليه مما دعاه لفبركة أصول جديدة لليهود القدامى حيث قال ما نصه \ أن اليهود لم يخرجوا من مصر والسبب في ذلك أنهم لم يذهبوا يوما اليها في أية حقبة تاريخية قبل الميلاد / ثم قال مدعيا ولكن دون أساس علمي ما نصه // ان الاكتشافات الأثرية الحديثة جعلته على قناعة بأن اليهود كانوا في أرض كنعان ولم يخرجوا مع النبي موسى من مصر فاليهود كانوا يعيشون في هذه الأرض بسلام منذ ألاف السنين // وقد نشرت تصريحات ولب هذه على الصفحة الأولى من جريد لوس انجلوس تايمز وأخذ الموضوع مداه في النقاش .
كما لم يكن عبر التاريخ وجود أو ذكر الى لفظة JEWS أو قوم بهذ الاسم قبل القرن الثامن عشر ميلادي .حيث كانت تلك الجماعة تعرف قديما وتاريخيا منها (يهوديم ) أي اتباع يهوه ، وبالفريسيين أيام المسيح ,Pharisis . وسماهم الغرب فيما بعد وحديثا Israelites . بعد أن سماهم العرب قديما يهود Yahoud منذ أكثر من تسعة عشر قرنا وما زالوا ، ومصطلح يهود هذا والذي ورد بالقرآن الكريم لا يعني عرقا معينا ولا أتباع شريعة موسى ولا يساوي Jew الذي ظهر حديثا ولا مصطلح Israelites بل يعني أتباع يهوه أو يهوديم كإسم عرفوا به في زمن الرومان . أما اسم معتقدهم فكان يعرف قديما وفي العهد القديم ب تراث يهوه أو اريث يهوه Torah Yahve و Yirath Yahve .ومن هذا الاسم (توراث يهوه )ذو الجذور الكنعانيه العربيه الاراميه ربما صاغ العرب قديما كلمة التوراه .
والنتيجة أن هناك حسما تاريخيا بزيف الأصول التي وردت في التوراه لتلك الجماعه ، وحسم توراتي بعدم انتماء تلك الجماعه لأي من الشعوب والأقوام التي خرجت من الجزيرة وأقامت الدول والحضارات في فلسطين وسوريا وبلاد ما بين النهرين والتي اصطلح على تسميتها بالشعوب السامية أو العربية .


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
لا يمكن اضافة تعليق جديد
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012