أضف إلى المفضلة
السبت , 11 أيار/مايو 2024
السبت , 11 أيار/مايو 2024


تقرير"تشيلكوت" الكارثي

بقلم : فهد الخيطان
10-07-2016 12:31 AM
لم يكن أحد في العالم العربي ينتظر نتائج التحقيق بقرار بريطانيا المشاركة في الحرب على العراق ليصدر حكمه على رئيس الوزراء السابق توني بلير. ففي نظر الأغلبية الساحقة يبدو بلير كمجرم حرب، مثله مثل الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن.
تقرير'تشيلكوت' لم يخلص إلى هذه النتيجة بالطبع، وقد لايكون التحقيق في الأصل معنيا بالإجابة عن أسئلة العرب حول شرعية غزو العراق من عدمها. التقرير كان استجابة لأسئلة تخص بريطانيا بالدرجة الأولى، وفي مقدمتها سؤال جوهري: هل كذب بلير على البريطانيين عندما زعم امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل؟
لم يجب التقرير صراحة عن هذا السؤال. لقد أوحى في أكثر من فقرة بشيء من هذا القبيل، لكنه حمّل أجهزة الاستخبارات وليس بلير المسؤولية عن الادعاءات المفبركة.
لكن بالمجمل، التقرير اعتبر قرار المشاركة في الحرب غير صائب، ومتعجلا، ومجاراة كارثية من جانب بلير لحليفه بوش، دون استعداد لمرحلة مابعد الغزو، أو إدراك لنتائجه المروعة على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
باختصار التقرير دان الغزو، ولم يدن بلير.
وعليه، ليس متوقعا أن تنجح عائلات الجنود البريطانيين الذين قتلوا في العراق بجر بلير للمحكمة.
لكن ثمة ماهو أسوأ من ذلك؛ فقد جاء التقرير في توقيت سيئ بالنسبة لبريطانيا المجروحة بكبريائها بعد تصويت الأغلبية على الخروج من الاتحاد الأوروبي. لم يشفع ندم الساسة البريطانيين عند الأوروبيين. كبار أوروبا الغاضبون من نتيجة الاستفتاء، يودون معاقبتها بتسريع خطوات خروجها من مؤسسات الاتحاد، واقتسام الغنائم الاقتصادية لهذه الخطوة، بعدما اختارت بنفسها العزلة عن باقي أوروبا.
لم تكتف بريطانيا بهذه الحماقة؛ فقد جرّمت مشاركتها في حرب العراق، وبرّأت بلير على حساب سمعتها.
بريطانيا اليوم في لحظة تاريخية فارقة؛ منبوذة أوروبيا، ومدانة عالميا على دورها في غزو العراق، أو مايصح تسميتها بمأساة القرن.
كان ينظر لبريطانيا على أنها دولة المؤسسات الأولى في العالم؛ 'الإمبراطورية' التي بنت دولا حول العالم، وصممت نموذجا فريدا في إدارة المؤسسات، مايزال ساريا في عديد الدول. في تقرير'تشيلكوت' ظهرت مؤسساتها ألعوبة في يد أجهزة الاستخبارات، والجواسيس. ورئيس وزرائها مجرد دمية في يد الرئيس الأميركي. وأكثر من ذلك حكومة مارقة، ترفض الاحتكام لمجلس الأمن وقراراته.
لم تكن بريطانيا في واقع الأمر مسؤولة عما آلت إليه الأمور في العراق بعد الغزو؛ فالولايات المتحدة هى من تولى إدارة الكارثة في العراق، وارتكاب الأخطاء الفادحة. لكن بريطانيا، بعد تقرير'تشيلكوت' تبدو وكأنها من صنع الكارثة في العراق. فقد حول التقرير الأنظار عن المتهم الرئيسي'اميركا' وسلط الضوء على شريك المتهم 'بريطانيا'.
تقرير'تشيلكوت' كان بالنسبة للعراقيين كمن يفرك جراحهم بالملح. صدر في لحظة مأساوية؛ فبينما كانوا يلملمون أشلاء ضحايا تفجير الكرادة، ظهر السيد تشيلكوت ليبلغهم بأن قرارات بلاده الخاطئة هي التي أوصلتهم للدرك الأسفل. فكان لابد في مثل هذا الحال، أن يخرج من بينهم من يترحم على صدام حسين.

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
10-07-2016 12:48 AM

المخابرات البريطانية والامريكية اضافة الى تقارير لجان التفتيش كلها قالت العراق من غير المؤكد انه يمتلك اسلحة دمار شامل ولكنها رغبة بوش الجامحة بغزو العراق لعدائه وكرهه الشخصي لصدام حسين ووجد بلير الصهيوني شيء يتطابق مع رغباته وحقده على العراق !!!

2) تعليق بواسطة :
10-07-2016 08:38 AM

جحا الأمريكي ومساميره من وارسو الى سورية
*كتب: المحامي محمد احمد الروسان*
http://www.manar.com/page-30668-ar.html

3) تعليق بواسطة :
10-07-2016 09:17 AM

هدفهم تدمبر العراق اولا ارضاء لايران ،، واعدام صدام ارضاء للكويت ،، وحل الجبش العراقي لخدمة اسرائيل و نهب خيرات العراق وامواله لتشغيل مصانع السلاح

4) تعليق بواسطة :
10-07-2016 10:00 AM

راحت ع اللي راحت عليهمن ومرحى لمعارضات الفنادق والسفارات.وراس مالها تقريربعدعشرين سنةعن أخطاءتدميرسوريا ولامصر وتقريرعن ليبياشغال

5) تعليق بواسطة :
10-07-2016 03:01 PM

ان ﻻ الومهم فهذا دأب المستعمرون في خلق الذرائع ﻻستعمارهم لكن الوم العراقيين اللذين تعاونوا معهم على غزو بﻻدهم.والوم العربان اللذين دفعوا ثمن الغزو .فالكل العراقيين والعربان يعضون اصابعهم ندما على فعلتهم .اما المستعمرون مستمرون فبعد العراق سوريا وبعد سوريا السعوديه وهكذا. ..اطماعهم ﻻ تنتهي وضعفنا وعمالة بعضنا تغريهم للمزيد .

6) تعليق بواسطة :
12-07-2016 08:59 AM

غزو الانجلوساكسون للعراق بني على كذبه مفضوحة اطاحت في النهاية بمدير السي اي ايه -جورج تينيت- والحقيقة هي عداوة بوش الابن للرئيس الراحل صدام حسين - رحمة الله-
على اثر حرب الخليج الأولى 1991 ورسم صورة الرئيس جورج بوش امام فندق الرشيد في بغداد والزعم بمحاولة اغتياله فيما بعد اثناء زيارته للكويت بعد "التحرير" - بوش مجرم وكذلك بلير ويجب على شعوبهم محاكمتهم لأنهم سببوا الضرر لبلادهم والقتل لجنودهم لغايات فردية ضيقة وحاربول بالوكاله عن الصهاينه.

7) تعليق بواسطة :
12-07-2016 10:56 AM

بريطانيا سبب كل المصائب في هذا العالم ، اقرأوا تاريخ بريطانيا ستعرفون عما اتحدث وليس وعد بلفور وانشاء الكيان الصهيوني وتقسيم بلاد الشام الى دويلات وتقسيم مصر والسودان ورسم حدود اشبه ما تكون وصفه للحروب المستقبليه هي اخر اثام بريطانيا ، انظروا كيف قسموا شبه القاره الهنديه الى ثلاث دول الهند وباكستان وبنقلادش وما تلاها من حروب وماذا فعلوا في الهند الصينيه واستعمارهم للصين ، ماذا فعلوا في افريقيا .
وسيأتي ذلك اليوم الذي تسدد فيه بريطانيا حساباتها لكل المظلومين في هذا العالم وما ذلك على الله ببعيد

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012