أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
السبت , 04 أيار/مايو 2024


مشكلة العالم العربي !!!!

بقلم : مصطفى صالح العوامله
14-07-2016 03:25 PM
خنافس الأرض تجري في أعنتها وسابح الخيل مربوط إلى الوتد
وأكرم الأسد محبوس ومرتهن وأحقر الدود يسعى غير مضطهد
وأتفه الناس يقضي في حوائجهم حكم الرويبضة المذكور في السند
فكم شجاع أضاع الناس هيبته وكم جبان مهاب هيبة الأسد
وكم فصيح أمات الجهل حجته وكم صفيق له الأسماع في رغد
وكم كريم غدا في غير موقعه وكم لئيم غدا في أرفع الجدد
دار الزمان على الإنسان وانقلبت كل الموازين واختلت بمستند
فهذا ثيدور هترزل 'مؤسس الحركة الصهيونية ' قد قالها منذ زمن بعيد ( سنولي عليهم سفلة قومهم حتى يأتي اليوم الذي تستقبل فيه شعوبهم جيوشنا بالورد والرياحين ، أما الماغوط فقد قال ( لا أراهن على نفاذ الخبز أو الماء أو الوقود ولكنني أراهن على نفاذ الصبر ) .

فقد أصبح حالنا كما قال أبو العيناء في قصديته التي نظمها منذ ما يقرب من ألف ومائتي عام ولكنها تلامس واقعنا الآن في النفاق الإجتماعي والقيمي والأخلاقي .

من كان يملك درهمين تعلمت شفتاه أنواع الكلام مقالا
وتقدم الفصحاء فاستمعوا له ورأيته بين الورى مختالا
لولا دراهمه التي في كيسه لرأيته شر البرية حالا
إن الغني إذا تكلم كاذبا قالوا صدقت وما نطقت محلا
وإذا الفقير أصاب قالوا لم تصب وكذبت يا هذا وقلت ضلالا
إن الدراهم في المواطن كلها تكسوا الرجال مهابة وجلالا
فهي اللسان لمن أراد فصاحة وهي السلاح لمن أراد قتالا

وقد أبدع الصافي حين قال :

لا يخدعنك هتاف القوم بالوطن فالقول في السر غير القول في العلن
والعجيب الغريب في هذا الزمن الأجذب أن كل العرب يقولون ' أين العرب ' وكل العرب يقولون 'خذلنا العرب ' ترى من هم العرب الذين قصدهم العرب ؟؟؟؟؟؟؟ وما هذا الأمر إلا تجسيدا لقمة الأنانية المرضية والفردية السلوكية
وفي الحقيقة 'إن درجة الصعوبة في تحرير شعب استمرء العبودية هي نفسها عند محاولة استعباد شعب حر '(هكذا قال ميكافيللي) .

إنها هي الأمة التي توقفت عن المشاركة في صنع الحضارة بل وزيفت التاريخ بالبطولات الخادغة ودست على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقولته ما لم يقل أو يفعل منذ الف عام و لا زالت لحد ، الأنها بمذاهبها المتعددة وصلت حد الخروج على الملة ، واصبح دورها مقتصرا على ' تحريم أوتحليل ' أختراعات الغرب واكتشافات الأمم الأخرى على هذه الأرض .

فمن أجمل ما قال الجنرال جياب بطل الثورة الفيتنامية ' إن الثورة التي لا يقودها الوعي تتحول إلى إرهاب ، وأن الثورة التي يغدق عليها المال تتحول إلى ثورة لصوص ومجرمين ' فعندما تصبح الوطنية ' مصدر دخل ' حينها يكثر الوطنيون .
ففي هذه المرحلة المظلمة من حياة أمتنا في هذه الرحلة الطويلة من الحياة سوف نواجه الكثير من الأقنعة والقليل من الوجوه ، ولذلك كان قول فكتور هوغو رائعا حينما قال ( تبدأ الحرية عندما ينتهي الجهل ، لأن منح الحرية لجاهل كمنح السلاح لمجنون ) فأسوء مكان في الجحيم سيكون محجوزا لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة ، لأن مصيبتنا أصبحت في أخلاقنا وقيمنا ، وقد قيل لعمر ابن عبد العزيز يا أمير المؤمنين إن الناس تمدرت وساءت أخلاقها ولا يقومها إلا السوط فقال لهم ' كذبتم فإنه لا يقومها إلا العدل والحق ، فهذا ماكر الصهيونية العالمية وأحد أركان سياستها الإستراتيجية هنري كسنجر قال ذات مرة ( من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية 'الصهيونية' أن لا تحل مشكلة في هذا العالم ، ولكن من صلحتها أن تمسك بخيوطها وتحركها حسب مصالحها فقط ) وصدق الله تعالى بقوله ( إن الله لا يظلم الناس شيئا ، ولكن الناس أنفسهم يظلمون ) ( فإذا رأيت الظالم مستمرا في ظلمه فاعرف أن نهايته محتومة ، وإذا رأيت المظلوم مستمرا في مقاومته فاعرف أن انتصاره محتوما ) هكذا قال علي كرم الله وجهه ، والله تعالى قال في محكم كتابه العزيز( ولا تحسبن الله غافلا عما يفعل الظالمون ، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصّر ، مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء ) صدق الله العظيم .
مصطفى صالح العوامله / كاتب وخبير اعلامي

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-07-2016 07:10 PM

نشكرك على الكلام الرائع المنتقى

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012